قالت صحف ومحللون يوم السبت إن توجه مقاتلين مغاربة إلى سوريا يثير قلق السلطات المغربية التي أعلنت يوم الخميس عن تفكيك خلية إرهابية جديدة قالت إنها تنشط بعدة مدن ومتدربة على استعمال الأسلحة.
وقالت مجموعة من التقارير الصحافية المغربية إن إعلان السلطات المغربية هذا الأسبوع عن اعتقال مجموعة من الأشخاص يتزعمهم معتقل سابق في إطار قانون مكافحة الإرهاب جاء بعد أسابيع من تشكيل “حركة شام الإسلام” المغربية التي أعلن عن تنظيمها من طرف معتقل مغربي سابق في سجن جوانتانامو.
وقالت يومية “الأحداث المغربية” في عدد يوم الجمعة “بعد أقل من شهرين على تشكيل “حركة شام الإسلام” بسوريا المصالح الأمنية المغربية توجه ضربة قوية لهذا التنظيم المغربي باعتقال حوالي 40 مشتبها به وتفكيك شبكة إرهابية محلية ذات ارتباطات بالتنظيم المذكور.”
وكان بلاغ لوزارة الداخلية المغربية أعلن يوم الجمعة عن “إلقاء القبض على معتقل سابق بمقتضى قانون الإرهاب يشتبه في اضطلاعه بدور أساسي كمنسق على المستوى الوطني لعمليات جمع الأموال وتجنيد المتطوعين للقتال ضمن الخلايا الإرهابية المرتبطة بهذه التنظيمات.” ولم تحدد المدن التي اعتقل منها هؤلاء ولا عددهم.
وقالت يومية أخبار اليوم إن “تحركات السلطات جاءت في سياق خروج مقاتلين مغاربة ممن سبق اعتقالهم وإدانتهم في المغرب للظهور في صدارة العمليات القتالية في سوريا ومن بينهم محمد مزوز الذي أطل قبل أيام لأول مرة من معسكرات الجهاديين في سوريا حيث تولى قراءة بيان جديد يدعو إلى النصرة.”
وعلق المحلل السياسي المغربي محمد ضريف المختص في الحركات الإسلامية قائلا “نلاحظ أن الإعلان عن تفكيك هذه الخلية بدأ بعد هذه التخوفات التي أبدتها الحكومة المغربيية جراء قتل عدد كبير من المغاربة في سوريا.”
وأضاف ضريف في تصريح لرويترز عبر الهاتف “حسب التقارير يوجد أكثر من 2000 مغربي في سوريا ليس بالضرورة توجهوا إلى سوريا مباشرة من المغرب بل منهم من ذهب من بلدان أوروبية.”
وميز ضريف بين مسألتين تثيران قلق السلطات المغربية أولها “العدد المتزايد للمغاربة المتوجهين إلى سوريا من أجل القتال.” وثانيهما أن “المغاربة المقاتلين في سوريا كانوا يعملون تحت قيادة مقاتلين من جنسيات عربية وإسلامية أخرى لكن الملاحظ أن مغاربة بدأوا يقودون مجموعات بأنفسهم أمثال محمد مزوز.”
وأضاف ضريف “المتغير هو أننا أمام عدد كبير من المقاتلين من أصل مغربي أكثر من 2000 بل المغاربة بدأوا يقودون مجموعات جهادية بأنفسهم…وهو ما يمكن أن يكون خطيرا على أمن المغرب مستقبلا إذا فكروا بنقل تجربتهم.”
ومن جهة أخرى تحدثت تقارير صحفية عن التحاق أنس الحلوي منسق “اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين” بسوريا من أجل القتال.
وظل هاتف الحلوي مغلقا لكن أسامة بوطاهرالمنسق العام للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين قال لرويترز “أنس قدم استقالته من اللجنة المشتركة منذ فترة ولم نرد أن ننشر استقالته المكتوبة في الصحافة لأنها شأن داخلي.”
وأضاف أنه “لا يمكن أن أنفي أو أؤكد سفره إلى سوريا لا علم لنا بهذا.”
وقال بوطاهر أن هناك أشخاصا من اللجنة تم اعتقالهم في الخلية الجديدة المفككة “لكن سرعان ما تم إطلاق سراحهم بعد التحقيق معهم إلا أشخاص من مدينةالفنيدق لا نعرف مصيرهم.” ولم يحدد عددهم.
وقال بوطاهر -وهو معتقل إسلامي سابق في إطار قانون مكافحة الإرهاب- عن الإعتقالات وتفكيك “الخلية الإرهابية” الجديدة “أنا معتقل سابق من خلال تجربتي هذه مسائل يتم تضخيمها وقد تكون مفبركة..ليظهروا أن المغرب مهدد كما سجنا نحن ظلما وعدوانا.”
واعتقل المغرب المئات من المعتقلين الإسلاميين بعد التفجيرات الإنتحارية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء في العام 2003 وتقول السلطات إنها فككت عشرات الخلايا الإرهابية.
ويقول المغرب إن التهديدات الإرهابية زادت خاصة بعد تغيير الجماعة “السلفية للدعوة والقتال” الجزائرية اسمها إلى “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” وبسبب الأوضاع الأمنية في الساحل والصحراء.
المزيد: http://www.akhbarona.com/world/61543.html#ixzz2oqvTpuAG