شاعر من فاس ينتقذ حصيلة التدبير الحكومي

حتى لا يقال لماذا سكت الشعراء؟ الشاعر عبد الرزاق الفلق يجيب بقصيدته : ظلمة المصباح

الشعراء أمراء الكلام، يتصرفون فيه كيفما شاؤوا ومتى شاؤوا، جائز لهم ما لا يجوز لغيرهم من إطلاق المعنى وتقييده، ومن تسهيل اللفظ وتعقيده، سكوتهم في وقت الكلام يعتبر في رأي العارفين، إخلال بالمسؤولية وكما قال الحكماء : الساكت عن إبداء الرأي كمن لا رأي له ، وحتى لا يقال كذلك من خلال التعليق على حصيلة التدبير الحكومي للشأن العام كما يراها كل من منظوره  : لماذا سكت الشعراء؟ أبى الشاعر والأديب المغربي الأستاذ عبد الرزاق الفلق إلا أن يدلي بدلوه ويعطي رأيه في حضيلة التدبير الحكومي كما يراها، وكل رأي فهو يلزم صاحبه وما علينا إلا أن نحترمه  إذا كنا فعلا نؤمن بثقافة الحوار ونتقبل إمكانية حدوث الإختلاف ونتعايش وفق منظومة إحترام الرأي والرأي الآخر.

ومنبرفاس نيوز الإعلامي يبقى دائما مفتوحا في وجه جميع الشعراء الذين لهم رأي في تقييم حصيلة التدبير الحكومي كيفما كان هذا الرأي (مدح أو هجاء أو رثاء) سينشره بإذن الله تعالى على موقعه.

ظلمةُ المِصْبَاح 

أسَامِرُ همس الليل عَلَّني ،

أكَفِرُ عن هَمي وأحْزَاني

أنا الذي انْتَعَلَ الزمَانُ جِلْدَهُ،

وكَسَّرَ الجُوعُ عِظَامي .

ومِن عَرَقي خمرًا معتَّقاً غير فَاني .

انا الذي اذا تَخَاذلَ:

الوُلاةُ……

والرُماةُ…..

وكُل مُتَعَالِ….

جَمَعتُ أشْلائي ،وشيْئا مِن كرَامَتِي ….

ومزقْتُ مَا تَبَقّى من جِلْدي ….

ورَفَعْتُهُ عَلَماً ….

ومن عِظَامِي صَنَعْتُ :

قِرْطَاساً …

ورُمحاً …

وَسيفاً …..وقَلَماً ،

ومن اعْصَابِي …سُمّاً زُعَافاً .

هيَ ذِي حُكُومَتُنَا:

تُقَاسِمُنا بالعَدلِ خُبْزَنَا :

ثَلاثُ أرْبَاعٍ والنصفُ لَهَا ،

وَمَا تَحْتَ الأرضِ وفَوْقَهَا .

وأنَا وأنْتمْ إخْوَتِي …لَنَا :

عِصِيٌّ ….

وخَوْذَاتٌ….

وألوَانٌ من البِدْلَاتِ .

حُكُومَتُنا لهَا عُرَبٌ …

لَهَا نَغَمٌ لَهَا طَرَبٌ ،

لَهَا رَقْصٌ يُسَامِرُنَا …

لَهَا سِحْرٌ كمَا مُوسى :

يَدٌ بَيْضَاءَ تَلْسَعُنا …

وتَمَاسِيحٌ……عَفَارِيتُ .

حُكُومَتُنا لَهَا كَرَمٌ ،

لِغَيْرِ الدَّارِ تُعْطِيهِ :

فَبَذْخٌ ….وزَهْوٌ …وغِنىً …

وَعُرْيٌ بِالمِلْيَارِ تَكْسُوهُ .

وأنا وأنتم اخوتي لنا :

فَيْضُ قُمَامَتِهَا ….

وأسْمَالٌ تُغَطِّينَا .

فَإلى متى لنا صَمْتٌ يُكَبِّلُنَا ؟

ولنا خَوْفٌ ….يُحاذِينَا ؟ 

حُكُومَتُنَا ….نَعْشٌ ،

مُنَارٌ بِمصْبَاحِ :

يُنِيرُ طَرْفَهُ ولا يُنِيرُ الضوَاحِي .

فَبْسَمْ …يَا أخِي :

فَنُورُهُ يَخْبُوا عِنْدَ كلِ صَبَاحِ .

 
قصيدة : للشاعر المغربي عبد الرزاق الفلق