فاس/10 يناير 2014/ومع/ على الرغم من أن جهة فاس ـ بولمان سجلت إنتاجا مهما من الزيتون خلال الموسم الفلاحي 2012ـ2013، فإن سلسلة الزيتون بالجهة، التي تغطي مساحة تصل إلى 75 ألف و170 هكتارا، بإمكانها أن تعطي مردودية أكثر إذا ما تم تجاوز مختلف الإكراهات التي تعيق الرفع من الإنتاجية.
وقد بلغ إنتاج الجهة من الزيتون خلال الموسم الحالي، الذي تميز بتساقطات مهمة ومنتظمة، ما مجموعه 135 ألف و90 طنا بمعدل إنتاج تراوح ما بين 9ر1 و5ر3 طن في الهكتار الواحد.
وحسب المديرية الجهوية للفلاحة فإن ولاية فاس احتلت المركز الأول من حيث الإنتاج خلال هذا الموسم ب63 ألف و840 طن، متبوعة بإقليم صفرو بإنتاج بلغ 39 ألف و325 طن ثم إقليم بولمان ب31 ألف و925 طن.
وتضطلع سلسلة الزيتون بأدوار مهمة ومتنوعة في النسيج الاقتصادي والاجتماعي بالجهة خاصة وأنها تساهم في توفير ما مجموعه مليون و467 ألف يوم عمل.
ولا شك أن سلسلة الزيتون بالجهة استفادت، خلال الموسم الفلاحي الحالي، من ظروف مناخية استثنائية تمثلت، بالخصوص، في الكمية المهمة من التساقطات المطرية التي تم تسجيلها، وكذا توزيعها الجيد والمتناغم في الزمن وبمختلف المناطق.
وهكذا توزع معدل التساقطات المطرية التي تم تسجيلها خلال هذا الموسم ما بين 344 ملم بمنطقة بولمان ـ سكورة، و854 ملم بإقليم صفرو أي بفائض في التساقطات تراوحت نسبته ما بين 28 و116 في المائة حسب المناطق مقارنة مع الموسم الفلاحي السابق.
وعلى الرغم من تساقط مادة (التبروري) وظهور (الجريحة)، خاصة خلال شهور مارس وأبريل وشتنبر من السنة الماضية، فإنها لم تتسبب في تسجيل أي خسائر كبيرة في إنتاج الزيتون، في حين تضررت العديد من السلاسل الأخرى خاصة الورديات بمنطقة إيموزار.
وعرفت سلسلة الزيتون، خلال السنوات الأخيرة، تحولات كبيرة استهدفت، بالخصوص، عصرنة مكونات هذه السلسلة وتطويرها بهدف الرفع من الإنتاجية، وذلك بفضل المساعدات والتحفيزات التي تضمنها مخطط (المغرب الأخضر).
وفي هذا الإطار، تميزت سنة 2013 بإطلاق مشروعين كبيرين لتنمية وتطوير سلسلة الزيتون بجهة فاس ـ بولمان في إطار الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر (الفلاحة التضامنية).
وتضمنت مكونات هذين المشروعين اللذين استفاد منهما 704 شخصا غرس 110 هكتار بشتلات الزيتون بغلاف مالي إجمالي وصل إلى 16 مليون درهم.
وبهذين المشروعين ارتفع عدد الأوراش الفلاحية التي تم تنفيذها على مستوى الجهة، في إطار المجهودات المبذولة للرفع من إنتاج سلسلة الزيتون وتحسين المردودية التي انطلقت منذ سنة 2010 والتي خصص لها غلاف مالي يقدر ب132 مليون درهم.
واستهدفت هذه المشاريع، بالأساس، تشبيب أشجار الزيتون، والرفع من الإنتاجية، والتهيئة الفلاحية على مساحة تقدر ب37 كلم بهدف ترشيد وتعبئة الموارد المائية، بالإضافة إلى تثمين المنتوج من خلال بناء وتهيئة 10 وحدات (معصرة).
وتستفيد سلسلة الزيتون خاصة بإقليم صفرو من العديد من الإمكانيات والمؤهلات خاصة منها الظروف المناخية الملائمة لغرس هذه الأشجار والتجهيزات المهمة في مجال الصناعات التحويلية، بالإضافة إلى اليد العاملة الرخيصة فضلا عن سلاسة مسارات التسويق.
وحسب المديرية الجهوية للفلاحة فإن بإمكان هذه المؤهلات التي تتوفر عليها الجهة إلى جانب الجهود التي تبذلها السلطات العمومية المختصة من أجل تشجيع التجميع وتوسيع المساحات المغروسة أن تشكل محفزات أساسية لتنمية وتطوير الإنتاج بشرط العمل في إطار شراكة بين المهنيين والفاعلين المحلين لتجاوز العديد من الإكراهات الداخلية التي تحد من الرفع من المردودية.
وتتمثل هذه الإكراهات، بالخصوص، في النقص المسجل على مستوى الصيانة ومراقبة ومعالجة الأشجار المغروسة وانعدام تنظيم مسار تسويق الإنتاج، بالإضافة إلى ضعف أو غياب التنظيمات المهنية وكلها معوقات تحد من تنمية وتطوير القطاع.
ولاشك أن التحفيزات المقدمة في إطار صندوق التنمية الفلاحية، وكذا مخطط (المغرب الأخضر) والتي تهم، بالخصوص، تشجيع استعمال الوسائل الحديثة في السقي وتوسيع المساحات المغروسة وتثمين المنتوج وتنظيم الفلاحين في إطار تجمعات ذات منفعة اقتصادية، كلها آليات واعدة لتنمية وتطوير وتأهيل قطاع غرس أشجار الزيتون بالجهة.
كما أن ضعف الاستثمارات الخاصة يشكل إكراها كبيرا يحد من فعالية تطوير القطاع مقابل المجهودات الكبيرة التي قامت بها السلطات العمومية في هذا المجال، والتي مكنت من تعبئة استثمارات مهمة بقيمة مالية إجمالية بلغت 197 مليون درهم ستوجه لتنفيذ 14 مشروعا استثماريا برسم سنة 2014 في إطار مخطط المغرب الأخضر.
وتهم هذه المشاريع التي سيستفيد منها 4583 شخصا السلاسل الحيوانية والنباتية ومن بينها سلاسل الزيتون والتفاح والبرقوق واللوز والكرز بالإضافة إلى أجبان الماعز والحليب والعسل واللحوم الحمراء والأعشاب الطبية والعطرية.
كما عرفت سنة 2013 تخصيص غلاف مالي بقيمة 157 مليون درهم وجهت لإنجاز 11 مشروعا تدخل في إطار الدعامة الثانية من المخطط الأخضر (الفلاحة التضامنية) وهمت تنمية وتطوير سلاسل الخضر والزيتون بفاس والتفاح والتين والخوخ بصفرو بالإضافة إلى أربعة مشاريع أخرى تتعلق بسلسلة الزيتون ببولمان.
وإلى جانب هذه المجهودات عبأت السلطات العمومية في إطار مخطط (المغرب الأخضر) غلافا ماليا يقدر ب6ر10 مليون درهم ستوجه لتمويل المخطط الفلاحي لجهة فاس ـ بولمان ستمكن من تحقيق إنتاج سنوي من الزيتون يصل إلى 540 ألف طن في أفق 2020 أي مضاعفة الإنتاج الحالي بسبع مرات وكذا إنتاج 188 ألف طن من الفواكه والحوامض بالإضافة إلى 24 ألف و500 طن من نبات الكبار.
وقد تمت في إطار هذا المخطط برمجة 108 مشروعا فلاحيا من بينها 55 مشروعا تهم تربية المواشي و53 مشروعا تتعلق بالزراعة، في حين تم تنفيذ 34 مشروعا خلال الفترة الممتدة ما بين 2010 و2013 بغلاف مالي بلغ 9ر743 مليون درهم.
ومكنت التدابير والإجراءات المصاحبة التي وضعتها وزارة الفلاحة بهدف تنمية وتطوير الإنتاج الفلاحي على صعيد جهة فاس ـ بولمان، من تسجيل نتائج جد واعدة بمختلف السلاسل الإنتاجية خاصة بالنسبة للأشجار المثمرة والحبوب والخضر.
ويشكل القطاع الفلاحي بالجهة، التي تتوفر على 406 ألف و220 هكتارا من الأراضي الصالحة للزراعة منها 138 ألف هكتار مخصصة للحبوب و38 ألف و700 هكتار مخصصة للخضر، رافعة أساسية للتنمية المستدامة ومكون أساسي في النسيج الاقتصادي للجهة.