دأبت الطريقة التيجانية على تنظيم مراسيم الإحتفال السنوي بالمولد النبوي كل سنة، منذ أن أقرها شيخها سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه، وإتخذها شيوخ الطريقة من بعده سنة حميدة حافظوا عليها عبر السنين إلى يومنا هذا، وتعرف هذه الطريقة الصوفية إمتدادا لها في مختلف القارات خصوصا منها القارة الإفريقية، حيث قدر الشريف سيدي إبراهيم الخليل التيجاني أحد أحفاد الشيخ سيدي أحمد التيجاني عدد مريدها عبر العالم ب 200 مليون مريد من مختلف الأجناس والأعمار والمناصب والثقافات والحضارات، يواظبون على أداء الصلوات الخمس والنوافل وترتيل القرآن الكريم والأمداح النبوية وأوراد الطريقة التيجانية بعيدا عن كل تطرف أوغلو أو خلفيات سياسية أو بدع ظلامية، متمسكين في ذلك بالعقيدة الإسلامية السمحاء التي تدعو إلى التمسك بالكتاب والسنة ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتمثين أواصر التعارف والتعاون والتواضع والمحبة في الله والوسطية والإعتدال ووجوب طاعة أمير المؤمنين ونصرته والدعاء له ومحبة آل البيت وإحترامهم.
حيث من المنتظر أن يتوافذ على ضريح الشيخ سيدي أحمد التيجاني الزاوية الأم عشرات الآلاف من مريدي هاته الطريقة الصوفية قادمين إليها من مختلف المدن المغربية وأقطار العالم للمشاركة في إحتفالات الطريقة بالمولد النبوي الشريف على غرار كل سنة ولمدة أسبوع من الإقامة لمن تسنى له ذلك، حيث تبتدئ هذه الإحتفالات منذ ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول الهجري وتختتم ليلة التاسع عشر منه وهي ليلة الأسبوع كما يسميها أهل الطريقة وذلك عن طريق برنامج حافل يتضمن قراءة أحزاب من القرآن الكريم من طرف شيوخ الطريقة ومريديها مع الإكثار من الصلاة على الحبيب المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديم عرض من طرف أحد شيوخ الطريقة يسلط من خلاله الضوء على مختلف مراحل ولادته صلى الله عليه وسلم، تليها قراءة أوراد الطريقة ثم الختم بالدعاء لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله ولحكام الأمة الإسلامية وقاداتها ولجميع المسلمين عبر العالم، وذلك طيلة الأيام السبعة المخلدة لهذا الإحتفال السنوي المبارك.
خلال تواجد طاقم فاس نيوز بالزاوية التيجانية بمدينة فاس، أجرى حوارات صحفية مع مريدي الطريقة التيجانية الوافدين من خارج المملكة على الزاوية الأم بفاس والذين حضوا بإستقبال أحد أحفاد شيخ الطريقة اويتعلق الأمر بالشريف سيدي إبراهيم الخليل التيجاني الذي سلط الضوء على دلالات الإحتفال بالمولد النبوي ورمزيته عند شيوخ ومقدمي ومريدي الطريقة التجانية، كما أشاد بالرعاية السامية والعطف المولوي لمولانا أمير المؤمنين حفظه الله للزاوية التيجانية وأتباعها ومريديها عبر العالم وتدعيمها وربط الصلة بشيوخها خصوصا بالدول الإفريقية، كما نوه بالمجهودات القيمة التي تقوم بها السلطات المحلية وعلى رأسها السيد والي جهة فاس بولمان، وكذلك المجالس المنتخبة وعلى رأسها عمدة فاس، بالإضافة إلى مجهودات الأجهزة الأمنية وعلى رأسها السيد والي أمن فاس والسيد رئيس المنطقة الأولى لأمن فاس والسيد رئيس الشرطة السياحية وجميع عناصرها نظرا لحرصهم الشديد على توفير الظروف الأمنية الملائمة والجيدة لفائدة الزوار والوافدين على الزاوية من الخارج وممثلي البعثات الدبلوماسية ببلادنا.
من بين مريدي الطريقة التيجانية الذين توافدوا على مدينة فاس للمشاركة في الإحتفال بالمولد النبوي والذين أدلوا بتصريحاتهم لطاقم فاس نيوز نذكر :
الأستاذ أحمد بن خليفة أستاذ جامعي بالجزائر تخصص علوم التسيير قدم من مدينة وادي سوف في الجنوب الشرقي للشقيقة الجزائر، من روسيا رجل الأعمال في التدبير الخدماتي السيد ولي طوطشروف من العاصمة موسكو، ومن دولة أنغولا الأستاذ أبو بكر جالو أحد شيوخ الطريقة بأنغولا .
أما بخصوص شرعية الإحتفال بالمولد النبوي الذي تقيمه الطريقة التيجانية والنقاش الدائر حوله، كان لطاقم فاس نيوز حوارا مع الفقيه الحاج إدريس البوشيبتي فائز إمام مسجد الزاوية التيجانية بفاس، والذي أكد شرعية هذا الإحتفال مستندا في ذلك على بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تبيح ذلك ما لم يتم الإخلال بالسنة المحمدية الشريفة التي تحارب البدع وتحرمها، حيث أكد ما جاء في كلام الشيخ إبراهيم الخليل التيجاني بخصوص طقوس الإحتفال وطريقته من قراءة القرآن ليلا والسيرة النبوية والأدعية الربانية والأمداح النبوية.