إنعقاد الدورة العشرون للجنة القدس بمراكش ورمزية المشاركة الإيرانية الوازنة في تذويب الخلافات وحشد الدعم للقضية الفلسطينية

بعد المشاركة المتميزة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في أشغال الدورة 19 للجنة القدس شهر يناير 2002 بمدينة مراكش، وبعد الفتورالذي عرفته العلاقة الإيرانية المغربية على إثر التضامن المغربي المطلق للمملكة المغربية مع دولة البحرين إبان أزمتها مع الأطماع الإيرانية بالمنطقة ،بالإضافة إلى تدخل مصالح السفارة الإيرانية بالرباط في الشأن الديني المغربي عبر التشكيك في المذهب المالكي والطعن فيه وتشجيع التشيع في بعض الأوساط المغربية، والتي أعقبها قطع العلاقة بين الدولتين الإسلاميتين خلال شهر مارس من سنة 2009.

وبعد المؤشر المغربي القوي في إتجاه عودة الدفئ إلى العلاقة بين البلدين عبر مشاركة السيد يوسف العمراني كاتب الدولة في الشؤون الخارجية في أشغال إجتماع وزراء خارجية دول حركة عدم الإنحياز الذي إنعقد بطهران 28 غشت 2011.

فهل ستكون مشاركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في شخص وزير خارجيتها السيد محمد جواد ظريف في أشغال الدورة العشرين التي ستنعقد تحت الرئاسة السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله أيام 17 – 18 يناير 2014 بمدينة مراكش، بعد الدعوة الرسمية التي وجهها له السيد صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية المغربي لحضور أشغال لجنة القدس ببلادنا، إشارة إيجابية من طرف الرئيس الإيراني روحاني الذي إعتمد إستراتيجية الإنفتاح على بعض الدول الإسلامية التي تضررت من سياسة الرئيس الإيراني السابق، وكذلك الدول الغربية وبصفة خاصة الولايات الأمريكية المتحدة، مع التوجه إلى معالجة الملف النووي الإيراني عبر الحوارعوض لغة الخشب والتحدي الذي أضر بشكل كبير بالشعب الإيراني وبالمصالح الإيرانية بالخارج وكادت أن تتسبب في أزمة عالمية كبرى لا تحمد عقباها.

إن القضية الفلسطينية والقدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين ومكانتهما عند المسلمين والعرب، ليتطلب من ملوك ورؤساء الدول الإسلامية التعاون المشترك وتذويب الخلافات الثنائية والصراعات الإقليمية وتسخير إمكانياتهم المتوفرة وتوظيف علاقاتهم  وتحركاتهم في المحافل الدولية من أجل نصرة الشعب الفلسطيني وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.