أصدرت المحكمة الابتدائية بالرباط، في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة الأخير، حكمها في قضية الأمريكي من أصل مغربي “صام صافي بين”
و المتابع في حالة اعتقال على خلفية اتهامه بإهانة 9 قضاة بمحاكم فاس و التشهير بهم عن طريق منشورات و لافتات، سبق له أن وضعها على سيارته الأمريكية ” الهامر”، حيث آخذه القاضي ” محمد الوليدي” في الدعوى العمومية، و أدانه بـ5 أشهر سجنا نافذا، و غرامة مالية قدرها ألف درهم لفائدة الخزينة، و ذلك بعد أن
تابعه وكيل الملك بفاس من اجل”إهانة رجال القضاء أثناء القيام بمهامهم ، و التشهير بهم و المساس بشرفهم،عن طريق منشورات و مطبوعات،و تحقير مقررات و أحكام قضائية صدرت في حق المتهم،و ذلك بغرض المساس بسلطة القضاء و التأثير على عمل القضاة و استقلالهم”.
و في الدعوى المدنية، رفضت المحكمة الطلبات المدنية للقضاة، و الذين طالبوا بدرهم رمزي كتعويض، حيث لم يستجب قاضي الحكم لطلبات زملائه، بحجة عدم تقديمهم للطلبات المدنية طبقا لمتقضيات القانون، ذلك أن القضاة الذين انتصبوا طرفا مدنيا في مواجهة الأمريكي، لم يؤدوا القسط الجزافي خلال انتصابهم، كما أنهم لم يدلوا بإذن الجمعية العمومية للتدليل على صفتهم كقضاة في مواجهة الأمريكي، حيث تقدموا بصفاتهم الشخصية .
و علق دفاع الأمريكي، عبد المجيد الدويري، المحامي بهيئة مكناس، على حكم المحكمة في اتصال هاتفي، بأنه استأنفه أمام محكمة الاستئناف بالرباط، على اعتبار ان عناصر المتابعة غير متوفرة قانونا في حق موكله، حيث تساءل محامي الأمريكي،” تصوروا كيف أقام القضاء الدنيا و لم يقعدها، لان مواطنا شعر بالظلم و الحيف و الغضب، و اختار التعبير عنه بطريقته الخاصة و التي تعلمها من خلال إقامته بأمريكا، ليجد نفسه مسلوب الحرية بتهمة هزه لسلطان القضاء بسلوكه الاحتجاجي؟ ، مضيفا ” ما الذي ننتظره من مواطن لا حق له في التعبير عن غضبه بلسانه ؟ “.
من جهته رحب جواد التويمي بنجلون، باسم فريق الدفاع عن قضاة فاس، بالحكم الصادر عن ابتدائية الرباط ضد الأمريكي، و أكد أن الدفاع لن يستأنف الحكم على اعتبار أن ” القضاة تركوا للمحكمة قرار تطبيق القانون بعد أن حسموا مطالبهم المدنية و التي حددوها في درهم رمزي كتعويض، و تركيزهم على حماية القضاة فيما تعرضوا له من إهانة و التشهير بهم برميهم بتهم واهية مست كرامتهم،حيث يُضاف ملف النازلة إلى حالات العنف اللفظي و المعنوي و الاستفزازات التي يتعرض لها القضاة بعموم الدوائر القضائية التي يزاولون بها عملهم، و التي كشف عنها نادي قضاة المغرب في غياب أي رد مسؤول من قبل وزارة العدل”.
و علم أن الأمريكي القابع بسجن سلا2 ، سنتهي العقوبة الحبسية المحكوم بها عليه في ملف القضاة، غدا الثلاثاء، غير انه لن يغادر السجن، بعد أن قررت النيابة العامة تمديد اعتقاله و ترحيله إلى سجن عين قادوس بفاس، لعرضه مجددا على المحكمة الابتدائية، و محاكمته في مواجهة 12 ملفا جرى فصلها عن ملف القضاة بالرباط و إعادتها لابتدائية فاس.
و يوجد من بين الملفات المطلبوب فيها الأمريكي- المغربي، شكاية لعون قضائي يتهم الأمريكي بالوشاية الكاذبة و الاهانة، و شكايتين لمقاول في البناء هو شقيق قاض سابق ، يقول فيها انه تعرض للتشهير و السب و القذف، بالإضافة إلى صاحب مطعم بحي الأطلس واجه الأمريكي بواقعة النصب عليه من خلال تسليمه مبلغ 50 مليون سنتيم لأجل تهجير ابنه إلى أمريكا، فيما تمت تبرئة الأمريكي بخصوص تهمة الإساءة للملك و المس بالمقدسات، بعد أن أسفرت نتائج الخبرة الصوتية و التي أجراها المختبر الوطني للشرطة العلمية و التقنية بالرباط على الشريط الصوتي بأن الخصائص الصوتية للمتهم لا تنطبق على الصوت المنسوب إليه في الشريط خلال تحاوره مع شخص مجهول يقف وراء نشر الشريط على موقع “اليو – توب”.