بعد تشييد الزاوية الشاذلية وإفتتاحها من طرف العارف بالله تعالى أبو المحاسن سيدي يوسف الفاسي الفهري نفعنا الله بعلومه يوم تاسع ذي الحجة الحرام عام 1004 ه، وبعد القيام بالدور المنوط بها كزاوية صوفية وسط بيئة محافظة متشبعة بقيم الوطنية الصادقة، متشبثة بالكتاب والسنة ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، متصفة بالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة والمقومات الروحية، إرتبط صيتها بفطاحلة العلماء الأجلاء في جميع العلوم وعلى إمتداد الأزمان وخلال الفترات العصيبة التي مر بها المغرب جراء عقد الحماية الذي فرض عليه، حيث برزت العديد من الأسماء المنضوية تحت لواء هاته الزاوية المتربية في أحضانها من قبيل الزعيم الراحل العلامة سيدي علال الفاسي والعلامة سيدي محمد الفاسي والمجاهدة للا مليكة الفاسي والمجاهد سيدي عبد الوهاب الفاسي الذي حرر وثيقة المطالبة بالإستقلال يوم 11 يناير 1944 في الدفاع عن الملكية وعن العرش العلوي المجيد كنظام يضمن إستقرار الأوضاع ووحدة المذهب والحفاظ عن الدين الإسلامي، وذلك بالتعبئة القوية والتحرك الفعال والتضحية من أجل إستقلال المغرب وإنهاء عقد الحماية ومناهضة خطتها الرامية إلى تقسيم المغرب وإضعافه وطمس هويته.
وبمناسبة تخليد الشعب المغربي لعيد المولد النبوي الشريف تمإعادة إفتتاح هاته الزاوية الفاسية من طرف العلامة الجليل الأستاذ الجامعي وخطيب جامع القرويين الشريف سيدي إدريس الفاسي الفهري في جو سادته نفحات ربانية مفعمة بالخشوع والتضرع إلى المولى جلت قدرته بأن يحفظ جلالة الملك محمد السادس والأسرة العلوية والشعب المغربي قاطبة، كما جاء في الكلمة القيمة التي ألقاها العلامة الجليل في حضرة نخبة من الشرفاء والأساتذة المنتمين إلى هاته الزاوية الفاضلة، حيث ضمنها بالبرنامج الديني الذي سوف تعتمده الزاوية خلال جلساتها الأسبوعية من ترتيل القرآن الكريم والأذكار والأدعية المختارة من الكتاب والسنة والسلف الصالح، مع تقديم بعض دروس الوعظ والإرشاد لفائدة مريدي هاته الطريقة الشاذلية الفاسية من طرف بعض العلماء والفقهاء الأجلاء، كما أسندت مهمة تعليم القرأن وتحفيظه إلى الفقيه الجليل سيدي أحمد الخقوني ومهمة تلقين أصول السماع والمديح إلى كل من الأستاذ الحاج محمد بنيس بمعية الأستاذ يوسف بن عبد الله .