توصلت فاس نيوز عبر بريديها الإكتروني بمقال من طرف زكرياء بوغرارة فيما يلي نصه
يجاوز القلم قدره عندما يكتب عن الشيخ شعيب ارقيبة,, ذلك لأن الكتابة عن الرجال العظماء شاقة لاتكاد تفي بمقاماتهم السامقة وأن جهلهم الكثيرون من اهل الدنيا.. فهم الذين باعوها لله رخيصة عن طيب خاطر وسخاء يد.. مبتغاهم رضا الله والجنة..
اكتب اليوم عن الشيخ الفذ الداعية المربي الاخ الصادق المقتحم عقبة الدعوة السلفية الجهادية عندما كان الكثيرون ممن يشار اليهم بالبنان نكرات مجاهيل.. رجل اجرى الله على يده غيث دعوة وانتشار منهج ورسو معالم .. وانا اكتب لااكاد افي بقدر الشامة بين الرجال.. في زمن كثر فيه البعر الذي يدل على طريق التجارة الرخيصة المتدنية
هو ذا الشيخ الرقيبة قيمة دعوية وقامة في هذا الطريق وعلامة فارقة في درب الدعوات ببلادنا وهو من ذلك الجيل الذي قال آمنا ثم انطلق للعمل.. عرفته مدينة اليوسفية داعيا مربيا استطاع ان يحول الشباب المتساقط على موائد المجتمع الواقف على شفير الانحراف الى رجال عقيدة ودين فقد انقذهم من الهاوية ودلهم على الطريق.. وهذا سر تالق دعوته وسر تمكنه من أدوات الدعوة والنفاذ الى القلوب.. فان تحدثت عن البذل وجدته في الكرم قامة وفي السخاء علامة وفي الدعوة الى الله شامة.. فهو السهل الممتنع وهبه الله خاصية النفاذ للقلب فسبحان من حباه اسرار دعوة الاسلام بدار السلام وهي بيته
من اليوسفية انطلق ليصل صداه الى كل مدن الغرب ودكالة والجديدة وما شاء الله لصدى دعوته ان يصل كان هذا من قرابة العشرين سنة وعندما اعتقل بعد عديد المرات من البلاءات وجد نفسه وهو بين شباب دعوته في السجون فقضى قرابة العام في عتمات حولها الى خلوات ودعوة واحياء للسنة ورسم لمعالم الطريق..
فقد كان شعلة من قبس الدعوة المحمدية فطنا كيسا صلبا في الحق محاورا رهيبا ومناظرا صنديدا لايصمد امامه اعتى حامل لعمامة ولا من تمنطق بشهادة من مدرجات الجامعة فهو الجامعة المتحركة دعوة وغاية وراية… سمعت عنه الكثير والكثير ولم يقيض الله لي لقاءه الا في المعتقلات المغربية.. عرفته رجلا مؤمنا صلبا لايلين لينا لايهون
صلابته في الحق الذي يعتقده ولينه للمؤمنين وهو علامة فارقة ستبقى في الذاكرة والى ماشاء الله تعالى
اوذي ابلغ الأذى واشده ابان تفجيرات البيضاء وصب عليه جلادوه جام الغضب فهو شيخ ربي يوسف فكري ودله على الطريق الى الله صلاة وصياما وتوحيدا وشيخ تربى في موائده ببيته التي كانت تعرف بدار السلام.. امثال عبد المالك بويزاكارن ويوسف عداد وغيرهم كثير وهم شباب عرفناهم في السجون فما وجدنا لاخلاقهم نظيرا ولا لتربيتهم ندا تواضع وحب للمؤمنين وحمل لهم الامانة الملقاة على عاتق كل مسلم في تعبيد الناس لربهم…
عذب الشيخ ارقيبة عذابا رهيبا ونتفت لحيته الطويلة وضرب ذو الشيبة ضربا مبرحا وعذب بكل اصناف العذاب اقساه فاقساه… وكم كان يكتم لواجع التعذيب حسبة لله تعالى.. وفي عتمات السجون سلط عليه المجرمون من الحق العام فساموه سوء العذاب حتى اكرمه الله بالالتحاق بمهاجع الاسلاميين وظل سنين اعتقاله العشرة صابرامحتسبا يقضي سجنه ذاكرا لربه معلما لمن التمس فيه الخير دالا على الطريق لمن التمس معالمه…
و في المعتقلات اوذي الأذى الشديد وضرب كثيرا من المرات لمعتقده ورأيه ولاسباب تطول وقد عمت بها البلوى…
فلله هو ولله كم هو صبره الجميل…..
والى هذا وذاك فالشيخ الرقيبة حامل لكتاب الله حفظا لايفتر لسانه عن تلاوة القرآن كثير الصيام حتى اني كنت اقول له في المعتقل الا تفطر ياشيخ فيبتسم… والشيخ في كرمه بلانظير وفي قلبه الذي يقطر دما وألما على احوال المسلمين قلب رجل عرف حلاوة الايمان
وكم عاب فيه الاعلام واصفا اياه بمول جافيل وهو حقا مول جافيل فهذه المادة تزيل درن الناس وقذاهم واذاهم وقد كان بدعوته مزيلا لدرن القلوب وقذاها ودغلها وما نقص قدره من عمل شريف يعول به اهله ويواصل دعوته…
كان شوكة في خاصرة العلمانيين .. حطم نظرياتهم بحجة الاسلام
وسفه احلامهم وعاب آلهتهم واسهم في فض الناس عن سامرهم
هو ذا الرجل وذي شذرات من دعوته … وسيرته
هذاهو الشيخ وان قالوا فيه ما قالوا ولقد قالوا والله مااجتمعت الخصوم والمكايد والاحقاد على رجل الا ان كان صاحب عقيدة ودعوة ومنهج سليم
والله ماكتب ورقة يستجدي به النظام حتى في اقل حالاتها تفاهة
فلله هو ولله كم كان رجلا…
هذا الرجل الذي خذله القوم ولم ينصفه القريب ولا البعيد يقبع الآن في عتمات السجن المركزي القنيطرة وقد بلغ من العمر أل65 سنة وغزته الامراض والعلل.. وزحف اليه العمى رويدا رويدا الى ان فقد بصره بالكلية
فيا قومنا قد اطلقناها صافرة انذار قبيل تدهور حالة الشيخ محمد بن الجيلالي فترك حتى لفظ اخر انفاسه…
وهاته صرخة اخرى اطلقها حسبة لله تعالى .. يا قومنا أليس فيكم رجل رشيد..؟؟؟
الى متى يظل هذا الشيخ المصاب بفقدان البصر الان في عتمة السجن المركزي القنيطرة …؟؟؟
واي ضير في اطلاق سراحه؟؟؟
وهاته امريكا اطلقت محامية الشيخ عمر عبد الرحمان لظروفها الصحية واسرائيل كم اطلقت ممن تصفهم الخطرين على امنها وكم وكم فلم يظل المغرب حالة استثناء؟؟
ما الضير يا قومنا من بقاء رجل يطل على عقده السابع في السجن ولم يستفد من عفو جزئي حتى عندما تمت حلحلة الملفات في عفو العام 2011
ولو صحت النيات لاطلقوا سراحه فهو احد شيوخ السلفية الجهادية كما حوكم واتهم وقدم للمحاكم….
اننا ننادي وزير العدل مصطفى الرميد ان تدارك رجلا تعرف قبل غيرك انه اعتقل لدعوته التي هي الاسلام الصريح الصحيح.. وما ضركم حتى حال مخالفتكم له ان تطلقوا سراحه ليقضي ايامه الاخيرة بين اهله وابناءه وهو الفاقد للبصر …؟؟
وننادي كل ذي قلم حر وكل منظمة حقوقية حرة وكل شريف في هذا الوطن والعالم لاطلاق حملة النصرة لرجل ادرك قبل غيري انه لن يطرق بابا غير باب الله تعالى ولكن من حقه علينا ان ننصره مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم انصر اخاك ظالما او مظلوما
فما بالك وهو المظلوم الاسير الضرير
لقد سبق ان لفظ شيوخ ارواحهم في السجون
الا يكفي هذه السلسلة التي لاتنتهي…؟؟.
الم يئن الآوان لطي ملف اثقل كاهلنا واهاننا في العالم بما راكمناه من اهذار للحقوق والآدمية…؟؟
ان الشيخ شعيب ارقيبة… يمضي في طريق سلكه من قبله الشيخ الشهيد الفقيد محمد الزيتوني الذي كل بصره حتى كاد في السجن المركزي القنيطرة ولفظ انفاسه في احدى اقبيتها… وهو على مشارف عامه الثمانين.. رحل وظل قامة…
اننا نهيب بالاحرار لا باصحاب الاجندات والاحرار في خياراتهم لا المربوطين بالاشخاص والحالات ان هبوا وانصروا الرجل فماذا بعد فقدان البصر لرجل بلغ من الكبر عتيا
الا موت له ودنية للساكت عن الحق فهو الشيطان الاخرس والناطق معا
انني اكتبها صيحة هي غاية للبلاغ ان كفى خذلانا
ان كفى ميزا ومحسوبية حتى داخل وحداتنا ولو فقد البصر معتقل اخر لضجت الصفحات بالبيانات والشجب والادانة
فلم صمت القبور عن الشيخ ارقيبة اما له من بواكي؟؟
ولكنك ياشيخ ارقيبة يا صاحب دار السلام السلام عليك مبصرا بصيرا والسلام عليك اسيرا والسلام عليك حرا شامخا في زمن الانصاص والقامات المؤنثة وان كانت الذوات مذكرة مخنثة
السلام عليك يا رفيق العتمة عاهدتك ذات يوم ان انصرك وذي كلمتي تخرج من القلب باسم الله مجاراها…
تجري باعيننا
اما انت ياقامة بين الرجال ويا علامة فارقة كالجبال
انك تمضي الى ربك لايضيرك ان تلفظ النفس الاخير في العتمة فقد بعت والله اشترى…..
كم كنت تقول لنا انك محكوم بثلاثين سنة وبالمؤبد والااعدام وعندما تسال تقول مبتسما كعادتك يا وضيئ المحيا
ثلاثون وعمري ستون اذن مؤبد واعدام….
لله انت ماحنيت الهامة
لله انت قدمت الحبيبتين فداء لدين رب العالمين
لله انت يا بن البويطي في سجوننا
بقلم زكرياء بوغرارة
كاتب مغربي