الدكتور عبد الواحد الفاسي : إن شرف الآباء ينفع الأبناء وأخطاء الأبناء قد تضربأمجاد الآباء

(ولد صالح يدعو له)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية ،علم ينتفع به وولد صالح يدعو له )، فالولد الصالح تكريما لأبيه لا يرتكب الأخطاء التي قد تسيء إلى سمعة أبيه وتاريخه المجيد ومكانته في نفوس محبيه، وما أكثر الأحبة والمحبين خصوصا إذا تعلق الأمر بكتلة علمية متحركة جمع الله فيها ما إفتقر عند غيرها، شخصية كتب التاريخ إسمها بمداد من ذهب، إنه العلامة والفقيه والمجاهد الزعيم الراحل علال الفاسي رحمه الله الذي عانى الأمرين دفاعا عن الشريعة الإسلامية والوحدة الترابية والملكية الدستورية وإستقلال المغرب تحت الشعار الخالد للمملكة المغربية : الله الوطن الملك، حيث نال إحترام وتقدير المغاربة أجمعين والإستقلاليين بصفة خاصة الذين كلما رددوا نشيد الحزب إلا وختموه بعبارة  ( يحيا الوطن… يرحم علال) بشكل جماعي وحماس تلقائي ومحبة خالصة ووفاء صادق.

 فالوفاء لهذا الوطن الذي أنجب علال ورفاقه في النضال ،وإحتضن المغاربة على إختلاف إنتماءاتهم السياسية والحزبية، وكذلك الوفاء لروح الزعيم علال الفاسي رحمه الله الذي يبقى أمانة في عنق جميع الإستقلاليين قاطبة من طنجة إلى الكويرة، يحتم على الدكتور عبد الواحد الفاسي إبن الزعيم عدم إرتكاب الأخطاء التي قد تضر بوحدة حزب الإستقلال وسمعة الزعيم علال ومكانته في قلوب قادة وأطر ومناضلي حزبه و وكذلك قيادة وأطر ومناضلي نقابة الإتحاد العام للشغلين بالمغرب، إرضاء للجهات التي لها المصلحة في إضعاف هذا الحزب العتيد وإحداث التيارات في صفوفه والتشويش على مسيرته وزرع البلبلة في صفوفه والتشكيك في قيادته التي أفرزتها صناديق الإقتراع التي إعتمدها المؤتمر العام 16 لحزب الإستقلال .

(الممارسة الديمقراطية تستند إلى الإقتراع وتحتكم إلى نتائجه)

هكذا قالها جلالة الملك محمد السادس لشعبه الوفي من خلال الخطاب الملكي السامي بمناسبة تخليد الشعب المعربي لذكرى عيد العرش المجيد يوم 30 /7 /2006 .

الدكتور عبد الواحد الفاسي لأول مرة في تاريخ المؤتمرات العامة لحزب الإستقلال منذ إنشائه يتم اللجوء إلى الممارسة الديمقراطية لأنه كانت اللجنة التنفيذية للحزب دائما تسعى إلى الإعتماد على التوافق في عملية إختيار الأمين العام لحزب الإستقلال وتقديمه كمرشح وحيد  يحظى بثقة جميع المؤتمرين الذين يزكونه لمنصب الأمين العام للحزب، لدرجة أنه لا يمكن أن ينازعه أي مناضل في الترشيح، ولعل ما وقع خلال المؤتمر العام الثاني عشر للحزب والذي إعتبر في حينه حدثا غريبا طرأ على منظومة ظبط الأجواء والتوجهات داخل المؤتمرات العامة،وذلك عندما فاجأ السيد حميد شباط رئاسة المؤتمر آنذاك المجاهد عبد الكريم غلاب بتقديمه علنيا طلب الترشيح لمنصب الأمين العام لحزب الإستقلال من أجل منافسة المجاهد امحمد بوستة كمرشح وحيد ترشيحسنة 1989، لقد كان لهذا ال وقع كبير عند اللجنة التحضيرية ومجلس رئاسة الحزب والمؤتمرين بصفة عامة، بحيث لم يكن أي أحد ينتظر هذا السلوك الديمقراطي الصادر عن عضو في المجلس الوطني يمثل منطقة بنسودة أو كما كان يسميها البعض قرية بنسودة. 

14444444

وخلال التحضير للمؤتمر العام 16 لحزب الإستقلال وفي خضم تنقلاتكم وتجمعاتكم الحزبية كنتم تصرون على الإحتكام إلى صناديق الإقتراع كممارسة ديمقراطية  بإمكانها الإستجابة لتطلعات أعضاء المجلس الوطني في إختيار أمين عام لحزب الإستقلال يكون في مستوى المرحلة ومستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه، ولقد تم ذلك بالفعل وقمتم بتهنئة السيد حميد شباط أمام الصحافيين وعدسات الكاميرات على فوزه بمنصب الأمين العام لحزب الإستقلال، حيث عبرتم بذلك على علو نضجكم وغيرتكم على الحزب ووحدته ونلتم بذلك تقدير الإستقلاليين وحبهم الذي لا يتجزأ عن حب والدكم الزعيم علال الفاسي رحمه الله، إلا أن ما حصل بعد ذلك بشهور وما تلاها من تصريحات تتعلق بعملية الطعن في شرعية إنتخاب السيد حميد شباط كأمين عام لحزب الإستقلال وكذا القيام بتشكيل تيار مناهض لقيادة الحزب، كل هذا لا يصب في مصلحة الحزب ووحدته، وقد يؤثر على حب الإستقلاليين ومناضلي الإتحاد العام للشغالين بالمغرب المتمسكين بشرعية إنتخاب السيد حميد شباط  كأمين عام لحزب الإستقلال حظي بثقة أعضاء المجلس الوطني للحزب في أول إحتكام لصناديق الإقتراع .

ولذلك ومن أجله يبقى من حق الإستقلاليين طرح التساؤل التالي عليكم الدكتور عبد الواحد الفاسي :

لمصلحة من خلق تيارات تنشط خارج مؤسسات الحزب وتدعي التصحيح ؟ فالتصحيح يجب أن ينطلق من داخل مؤسسات الحزب وأجهزته ومن دون خلفية سياسية أو وسيلة إبتزازية أو تنفيذ لأجندات خارجية هدفها إضعاف الحزب وتمزيقه وزرع بوادرالفتنة والإنشقاق في صفوف قيادته..

الدكتور عبد الواحد الفاسي كما يقول الحكماء : ( ليس العيب أن يسقط الإنسان ولكن العيب أن يمكث حيث سقط ويلتجأ إلى تصحيح أخطائه بإرتكاب أخطاء أكبر وأفظع من تلك التي عرضته للسقوط )، إلا أنه يختلف الأمر في كثير من الأحيان عندما يتعلق الأمر بالتمييز بين الخاطئ والمخطئ، فالسيد الدكتور قد يكون مخطئا كما أنه قد يكون خاطئا، والحالة هاته ومن أجل مصلحة الحزب ووحدته ووفاء لدعاء الإستقلاليين في كل مكان ( يحيا الوطن…يرحم علال ) نتمنى أن يكون الدكتور عبد الواحد الفاسي مخطئا، إلا إذا كان له رأيا آخر، لأن المخطئ هو من إرتكب الخطأ عن غير قصد وفي غالب الأحيان لا تتم مؤاخذته من طرف القائمين على تدبير المؤسسة إذا تقدم إليهم بالإعتدار عما صدر منه من الأخطاء والإساءة، أما الخاطئ فهو الذي يتعمد إرتكاب الأخطاء والإساء إلى المؤسسات وإلى الغير ويفتخر بذلك كأنه حقق إنجازات تاريخية حيث لا تهمه مصلحة المؤسسة بقدر ما يهمه الإنتصارلأهوائه ولنزواته ولأطماعه ولو على حساب تاريخ المؤسسة وأمجاد مؤسسيها وسمعتهم.

وفي الأخير وجب تذكير الدكتور عبد الواحد الفاسي ومن معه أن شرعية السيد حميد شباط كأمين عام لحزب الإستقلال أفرزتها الممارسة الديمقراطية التي إعتمدها المؤتمر العام 16 لحزب الإستقلال والتي إستندت إلى الإقتراع (السري المباشر)، وإحتكمت إلى نتائجه التي قبلت بها في حينه وزكتها مختلف الأجهزة الحزبية والمنظمات الموازية (أعضاء فريق الوحدة والتعادلية بالبرلمان المغربي بغرفتيه، منظمات الشبيبة الإستقلالية والمرأة الإستقلالية والمستشارين الجماعيين والروابط المهنية والأغلبية الساحقة لأعضاء المجلس الوطني واللجنة المركزية والوابط المهنية ومختلف الفروع بجميع مفتشياتحزب الإستقلال وكذا قيادة وأطر ومناضلي الذراع النقابي للحزب  نقابة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب.

إن شرف الإنسان يكون بشرف الرسالة التي يحملها والغاية التي يسعى من أجل تحقيقها، كما أن حكمة وتعقل الأبناء ستنفع الآباء وتنفع الأجيال المتعاقبة، جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .