تحت رحمة البرد القارس والجوع، ولمدة تجاوزت 3 أيام، ظلت زوجة في عقدها الثالث محتجزة رفقة رضيعتها، التي لم تتجاوز بعد 4 أشهر داخل حجرة بيتها الصغير، الكائن في دوار تاغازوت التابع ترابيا لجماعة الواتة على بعد حوالي 20 كيلومترا من مدينة صفرو.
ففي زيارة عادية قام بها أفراد من العائلة إلى بيت المحتجزة يوم الأحد 26 يناير الجارى، فوجئوا بصراخ غير منقطع للطفلة وبأبواب المنزل موصدة، حيث تمكن أخ الضحية من الدخول عبر إحدى الأبواب الخلفية ليجد أخته مكبلة بأسلاك حديدية داخل غرفة النوم في بيت الزوجية، وهي فاقدة الوعي والحركة والقدرة على الكلام، وبجانبها رضيعتها ملقاة على الأرض.
بعد معاينة ميدانية من الدرك وتوثيق الحالة بالصور وإفادات الشهود، تم نقل الضحية وهي في حالة غيبوبة رفقة طفلتها إلى مستشفى محمد الخامس بصفرو لإجراء الفحوصات الأولية قبل الخضوع إلى العلاج العضوي والنفسي في المركز الاستشفائي الجامعي بفاس.
وتشير الوقائع، وفق ما أفادت به الضحية في تصريحات مكتوبة لعجزها عن النطق، ووفق مصادر مقربة من عائلتها إلى أن الزوج وبعد أن واظب على حرمانها من مصاريف البيت والمغادرة لأيام دون التفكير في قوتها أو قوت رضيعتها، عمد إلى احتجازها وتكبيلها على مستوى اليدين والرجلين، مستعملا أسلاكا حديدية لمنعها من الخروج من البيت بدوافع تتعلق بالشك والغيرة . الزوج غادر إلى وجهة غير معلومة ولم يحضر رغم إخطاره عبر الهاتف بما حدث لزوجته، حيث برر الغياب بكثرة الأعمال والمشاغل.
هشام البشار