عمق أزمة النظام الرجعي تدفعه إلى نهج أساليب صهيونية جبانة في تعاطيه مع الحركة الطلابية بظهر المهراز

عمق أزمة النظام الرجعي تدفعه إلى نهج أساليب صهيونية جبانة في تعاطيه مع الحركة الطلابية بظهر المهراز
فاس في 03 ـ 02 ـ 2014
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب جامعة ظهر المهراز – فاس

عمق أزمة النظام الرجعي تدفعه إلى نهج أساليب صهيونية جبانة في تعاطيه مع الحركة الطلابية بظهر المهراز

كاستمرارية لمسلسل الخوصصة في حلقاته المتقدمة، ولمسلسل تصفية الحق المقدس لأبناء الشعب المغربي في التعليم، ولمسلسل تخريب الجامعة المغربية، وكسر شوكة الحركة الطلابية، وإقبار الصوت المكافح للمنظمة الطلابية، الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، عبر تكثيف الحضر العملي. دشن النظام الصهيوني العميل، الموسم الحالي بهجوم مسعور على كل المواقع الجامعية، ومنها ظهر المهراز، وبشكل خاص جريمة إغلاق الحي الجامعي وملحقته “الديرو” وتشريد ألاف الطلبة والطالبات .

إن قرار ترحيل الحي الجامعي، لم يكن قرارا عاديا أو بسيطا، بقدر ما كان قرارا سياسيا مركزيا، أملته الأزمة السياسية الحادة التي تمر منها البلاد، وما تقتضيه من إقبار للمعارضة الجذرية الحقيقية، وإجهاض أي تطور محتمل لها، خاصة و أن الشروط الموضوعية، والواقع المزري للجماهير الشعبية مؤهل جدا لذلك، والنظام يعي جيدا الدور الذي لعبته ولا زالت تلعبه ظهر المهراز في هذا الاتجاه.
إن إغلاق الحي الجامعي لم يكن حدثا بسيطا، أو عملية عادية، بقدر ما كان جريمة تاريخية بشعة وبكل المقاييس، على شاكلة ما يمارسه الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني البطل، وقضيته العادلة، قضيتنا الوطنية، كان عملا تدميريا قضى على أحد الأسس المادية لتواجد الطالب، وأحد أقدس حقوقه، الحق في السكن. كان اغتيالا لتضحيات وطموحات أجيال مضت، وأجيال راهنة، وأخرى مستقبلية. كان اغتيال لتاريخ وتراث، دُون وشُيد بدماء شهداء كثيرين، وألاف المعتقلين السياسيين وزعت عليهم قرون مديدة من السجون، وألاف الجرحى والمعطوبين وأصحاب العاهات المستديمة… كان إعادة اغتيال لزبيدة خليفة وعادل الاجراوي، ومنصف العزوزي وحفيظ بوعبيد و… كان تدميرا لمدرسة فرخت مئات، إن لم نقل آلاف من المناضلين والكوادر السياسية بانتماءات وتوجهات عدة. كان تدميرا لمجتمع مصغر بعينه، بأعرافه وتقاليده النضالية العريقة وثقافته الملتزمة الهادفة. فقد نجزم القول أنه كان خلية أولية ونموذجا جنينيا مثاليا للمجتمع المنشود.
حقيقة القرار والجريمة والمؤامرة، ستنكشف بجلاء في سياقات وأساليب التعاطي ما بعد إغلاق الحي الجامعي، فقد مرت أزيد من 5 اشهر على بداية الموسم، والطلبة مشردون وبدون مأوى، وأسعار الكراء دخلت السوق السوداء، وأين هي المساكن/ الملاجئ !!؟ ومنفذي الجريمة لم يطرحوا أي بديل، علما أن الطلبة قد دفعوا مصاريف السكن. إنه تشريد مصحوب بعملية سطو مافيوزية كبيرة، والأكيد أن هذه الأموال تستثمر الآن وتدر الأرباح على ناهبيها. أزيد من 5 أشهر مرت ومعاناة الطلبة تتزايد يوما بعد يوم، في ظل تكريس سياسة الإقصاء والتهميش، وتوالي حلقات الإجهاز على المكتسبات الأساسية( السكن، التغذية، النقل، المنحة، التسجيل…) .
جاء ذلك كاستمرارية لهجوم 15 أبريل 2013 ، ولكي لا يترك النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي مجالا أوسع للحركة لاسترجاع أنفاسها، وتستجمع قواها وتستنهض من جديد وبقوة، فكان تدشين الموسم بأن حج أسطول قمعي رهيب، متعدد الألوان، إلى ساحة 20 يناير، مستغلا ظرفية دقيقة للغاية، ذاتية وموضوعية، لينفذ جريمته بأقل تكلفة، وليفرض بلغة الحديد والنار، قرار الهدم والترحيل قسرا، وضدا على إرادة الجماهير، واستتبعه بالهجمات المتتالية للبلطجية، والقوى الظلامية (حفدة بنكيران)، وتنزيل ” الاواكس” بالكليات الثلاث بصيغ جديدة/ قديمة ( أواكس بجلباب مستخدمين بالكليات)، وهي عناصر تابعة لشركات الأمن الخاص(security )، ثم محاولة الهجوم على المطعم الجامعي، وفرض العديد من البنود التخريبية كمنع تسجيل شواهد البكالوريا القديمة والتحكم في عدد المسجلين من البكالوريا الجديدة بمجموعة من الشعب والمسالك وتنزيل بند الطرد، وفرض التوقيع على ما يسمى بالقانون الداخلي للحي الجامعي …، مصاحبا ذلك بهجوم إيديولوجي دعائي مسعور ومسموم، ساهمت فيه جهات عدة ومجيمعات وأفراد، يدعون زورا وبهتانا انتماءهم إلى صف اليسار والمناضلين. لقد تزاوج الكل وتلاقح في جو من المتعة والحميمية، طُرحت ولازالت تطرح عليه علامات استفهام كبرى؟؟. والمناضلون المبدئيون منهم من هم في السجون، ومنهم من هم مطاردون ومحاصرون ويقاتلون بإمكانياتهم البسيطة في شروط قاسية، ومورس التعتيم وطمس الحقيقة، من لدن أشباه المناضلين والأشباح ” الفايسبوكية”، والإعلام المكتوب والمسموع والمرئي والإلكتروني، اللهم الظهور النادر والمحتشم لبعض الأقلام التي انزاحت بعض الشيء عن القاعدة دون أن تخرج عن إرادة السلطان. لقد حُشدت الجهود وجُمعت، وأُشهرت السيوف، ورُصدت إمكانيات مادية ولوجيستيكية خيالية ، لتسييد أطروحة ممسوخة، أطروحة” نهاية القلعة الحمراء ظهر المهراز” ، و”نهاية أعرق حي جامعي بتاريخ المغرب”، لتهيئ العقول البسيطة والنفسيات المنهارة والقناعات المهزوزة، للقبول بأمر الواقع والتسليم به، والتنازل الرخيص عن قلعة الصمود وساحة الشهداء. 
لكن القلعة الحمراء بجماهيرها الصامدة والمناضلة، ومناضلاتها ومناضليها الأوفياء، أبت إلا أن تكون وفية لتراثها وتاريخها النضاليين العريقين، وفية لدرب شهدائها الأبرار، فباشرت معركة الصمود والتحدي، معركة الوجود، معركة الشرف، في حلقة متقدمة من حلقات معركة ” المجانية أو الاستشهاد”، فانطلقت الاعتصامات المفتوحة، والإضرابات الطعامية والمقاطعات المتفرقة للدراسة، والتظاهرات والمسيرات داخل وخارج أسوار الجامعة، والاعتصامات والمبيتات الليلية بالساحة والكليات كبديل عن الحي الجامعي، والتي توجت بمعتصم مفتوح متواصل إلى حد الأن بالكليات الثلاث ومتمركز بكلية العلوم.
إن الجماهير بقيادتها الواعية، وبإرادتها الصلبة، وطموحها المشروع، تسير بخطى حثيثة نحو استرجاع مكتسباتها، وما سلب منها، وذلك ارتباطا والوضع السياسي العام ببلادنا، فالمعركة متواصلة، وهي في اتساع وتجذر مستمرين، وكممت العديد من الأفواه المتسخة التي سممت الجو بعفونتها.
هذا المسار وبما يحبل به من منجزات نضالية نوعية، وبما يحمله من أفاق واعدة لنضال الحركة الطلابية أزعج الأعداء والمتكالبين وقض مضاجعهم وجعلهم يكشرون عن أنيابهم لينطلقوا في زرع السموم وحبك المؤامرات والدسائس، وفق الوضع الجديد.إنه مسار أزعج النظام وجعله يلجأ إلى أساليب الجبناء في التعاطي مع الحركة الطلابية، بأشكال خسيسة ودنيئة، إذ انتشرت طوابير المخبرين والبوليس السياسي، تلتقط كل صغيرة وكبيرة، بمختلف فضاءات ظهر المهراز ومحيطها ورابطت جحافل القمع بها وبالأحياء الشعبية حيث يقطن الطلاب. وبشكل يومي تنفذ حملات الاعتقال، وأصبحت بطاقة الطالب، تهمة تعرض صاحبها للاعتقال لساعات طويلة بولاية القمع أو بإحدى ” الكوميساريات”، تحت الاستنطاق والتعذيب والتنكيل، وفي أفضل الحالات تعني التفتيش المستفز والتعامل بالأساليب الحاطة بالكرامة الإنسانية، وانطلقت البلطجية في تنفيذ جرائمها، فلا يمر يوم واحد إلا وتنفذ عمليات ” الكريساج” المنظمة وسرقة البيوت التي يكتريها الطلاب مصحوبة بعمليات الضرب والجرح في حق الطلبة والطالبات، ويندرج في خانة ذلك “بلطجية ” شركة النقل الخاص ” سيتي باص” ، ثم هجوم مافيات المخدرات على الساحة الجامعية، والاستفزازات المتكررة والمحاولات الحثيثة للقوى الظلامية لإجهاض المعركة النضالية، وتمييع الأجواء داخل الساحة والكليات، وتسييد فكر الخرافة والشعوذة، والهجوم على الفكر العلمي عبر أشكال مشبوهة.
هذا الهجوم المسعور، لم يتوقف عند هذا الحد، بل حتى ” الخبز” أرادوا قطعه عن الطالبات بالحي الثاني، وقدمت إدارة هذا الأخير “شكايات ودعاوى قضائية” ضد مجموعة من الطالبات والمناضلات، وذلك لفتح المجال أمام لوبيات الاستثمار وصفقاتها المربحة، ونفس الشيء فعلوه مع الطلبة المعتصمين، إذ توجهت أجهزة النظام عند أحد الأشخاص المعروف بعلاقاته الراقية مع الطلبة، وهددوه بإغلاق ” فرانه/مخبزه”، إن هو استمر في تزريد الطلبة بالخبز، وكذا تهديده بالاعتقال بتهمة دعم منظمة محظورة. إنها قمة الأزمة وقمة الوقاحة والإجرام الذي ينهجه النظام الرجعي.
خلاصة القول، إرهاب يومي يمارس في حق طلبة وطالبات ظهر المهراز ومناضلاتها ومناضليها لإجهاض تطور المعركة النضالية ولإجبارهم على التراجع والقبول بأمر الواقع، واقع التشريد والتفريط في المكتسبات والتعايش مع الذل والمهانة…

ظهر المهراز: قلعة الصمود، كانت ولا زالت وستظل شامخة.

لا ولم ولن يحلم النظام والأعداء بجنازتها.

لا سلام لا استسلام … معركة إلى الأمام