أتت تسمية السرطان من اللغة اليونانية، نسبة إلى شكل المقطع العرضي للورم الخبيث، والذي تظهر فيه الأوردة الدموية مشدودة بصورة تشبه أقدام حيوان السلطعون، وهو كائن قشري برمائي يعرف أيضا بأسماء شائعة مثل “الكابوريا” و”القبقب”.
والسرطان تسمية عامة لمجموعة تضم أكثر من مائة نوع من الأمراض، وبالرغم من عددها الكبير فإن جميع أنواع السرطانات تحدث نتيجة حصول نمو غير طبيعي في الخلية وتحولها إلى خلية سرطانية، مما يؤدي إلى نمو غير متحكم فيه وتمدد غير محدود إلى الأنسجة المجاورة.
كيف يحدث السرطان:
يبدأ السرطان بحصول طفرة في الحمض النووي “DNA” في الخلية، والحمض النووي هو الشفرة المسؤولة عن تنظيم نمو الخلية ونشاطها، وحدوث هذا التغير فيها يؤدي إلى تحول الخلية لغير طبيعية.
وهناك عدة عوامل قد تؤدي إلى أو تزيد مخاطر حدوث الطفرات في المادة الوراثية، مثل:
- التعرض للمواد الكيميائية المسرطنة.
- أشعة الشمس.
- الفيروسات والبكتيريا، مثل فيروس الورم الحليمي البشري “HPV”.
- التقدم في العمر وعملية الشيخوخة.
- بعض أنواع السرطانات ترتبط بأنماط الحياة غير الصحية مثل تناول الكثير من الدهنياتوالبدانة والخمول.
- الخمر والتدخين في بعض أنواع السرطانات.
سرطان في الرئة (الأوروبية) |
ويتعامل الجسم مع الخلايا التي فيها أخطاء في “DNA” ضمن ثلاثة خيارات:
- أولا: إصلاح المادة الوراثية ضمن آلية محددة في الخلية.
- ثانيا: في حال فشل إصلاح المادة الوراثية، فإن الخلية تقوم بإنهاء حياتها، أو ما يسمى بالموت الذاتي المبرمج “Apoptosis”.
- ثالثا: يقوم جهاز المناعة بالتعرف على الخلايا غير الطبيعية ومهاجمتها والقضاء عليها، وهذا يفسر سبب ارتفاع حالات السرطان لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض في جهازهم المناعي مثل متلازمة نقص المناعة المكتسبة “الإيدز”.
ويؤدي الفشل في التعامل مع الخلايا غير الطبيعية ضمن الآليات السابقة إلى حدوث السرطان واستمراره، فالخلية السرطانية لها صفتان أساسيتان:
- نمو غير متحكم فيه.
- قدرة على الانتشار للمناطق المجاورة أو البعيدة، وتسمى الأخيرة “metastasis”. ويسمى السرطان الناجم عنها بالسرطان النقيلي، وهو الذي يكون منشأه من مكان آخر مثل سرطان الرئة الذي يكون منشأه الكبد.
ماذا يختلف فيه السرطان عن الورم الحميد؟
السرطان الذي يعرف أيضا باسم الورم الخبيث يختلف عن نوع آخر من الأورام تسمى بالحميدة “Benign”. والورم الحميد هو نمو غير طبيعي للخلايا ولكنه لا يمتلك القدرة على الانتشار لمناطق مجاورة أو أخرى، ولذلك فهو “يبقى جالسا في مكانه محمودا على أدبه”.
ومع ذلك، فإن الأورام الحميدة قد تشكل خطرا على الصحة إذا ما كانت تضغط على عضو مهم مثل الدماغ، مما قد يقود لمضاعفات، وعادة لا يعود الورم الحميد بعد استئصاله على عكس الورم الخبيث “السرطان” الذي قد يرجع من جديد.
الأعراض العامة للسرطان:
مع أن أعراض السرطان تتنوع بتنوع أنواعه، وأن بعض أنواع السرطان قد لا يكون له أعراض واضحة إلا في مراحل متأخرة بعد انتشاره، فإن الجمعية الأميركية للسرطان “American Cancer Society” تقول إن هناك بعض الأعراض العامة التي قد تشير إلى احتمالية الإصابة بالسرطان تشمل:
- فقدان غير طبيعي أو متعمد للوزن.
- الحمى.
- تعب مستمر لا يزول بالخلود إلى الراحة.
- ألم.
- تغيرات في الجلد، مثل تغير لونه أو نمو الشعر بشكل غزير.
كما أن الجمعية تشير إلى بعض الأعراض التي قد تظهر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، إلا أن ذلك مجرد معطيات عامة، وللتأكد يجب عليك العودة دائما وأبدا لطبيبك الذي يستطيع فحصك وطلب الاختبارات اللازمة لك:
الأعراض العامة |
السرطان المحتمل |
الإمساك أو الإسهال المستمر، أو وجود دم في البراز |
سرطان القولون |
صعوبة في التبول، أو دم مع البول |
سرطان المثانة أو البروستات أو الكلى |
تقرحات مزمنة لا تشفى في الجلد، |
سرطان الجلد |
بقع بيضاء في الفم أو على اللسان، أو تقرحات مزمنة لا تشفى في الفم |
سرطان الفم |
دم في البلغم |
سرطان الرئة |
نزيف في المهبل |
سرطان الرحم أو عنق الرحم |
إفرازات دموية من الحلمة |
سرطان الثدي |
صعوبة في البلع |
سرطان البلعوم أو المريء أو المعدة |
ونؤكد هنا أن هذا الجدول هو بغرض التثقيف العام حول داء السرطان، وليس بديلا عن مراجعة الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية وإجراء الفحوصات والاختبارات الملائمة.
خيارات العلاج:
هناك ثلاثة خيارات رئيسية لعلاج السرطان، تشمل:
- الجراحة، إذ يتم استئصال الكتلة أو الأنسجة السرطانية.
- العلاج الإشعاعي، عبر تسليط أشعة على النسيج السرطاني لقتل خلاياه.
- العلاج الكيميائي، عبر إعطاء المريض أدوية كيميائية للقضاء على الخلايا السرطانية.
كما تتضمن خيارات التعامل مع السرطان علاجات أخرى مثل:
- العلاج البيولوجي “Biological therapy”، إذ يتم إعطاء المصاب مواد تساعد جهاز مناعته، مثل الإنترلوكين والإنترفيرون.
- العلاج الهرموني.
- زراعة الخلايا الجذعية.