استضافت قناة “روسيا اليوم”. رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران ، موازتا مع الزيارة التي يقوم بها لروسيا لتمثيل الملك محمد السادس في حفل افتتاح الأولمبيات الشتوية بمدينة سوتشي الروسية في برنامج “قصارى القول”، الذي حمل عنوان “المغرب الحداثة والشريعة وراء جبال الأطلس”.وقد تحدث رئيس الحكومة المغربية في هذه الإستضافة عن قضية الصحراء والملكية بالمغرب وصمود المملكة المغربية في وجه رياح الربيع العربي وعن الدين والسياسة ..
وقال ابن كيران إن الملك في المغرب هو ضمانة للأمن والاستقرار، مشيرا إلى أنه يمارس فقط دور التحكيم. وأشار إلى أن النظام الملكي في المغرب حافظ على الصفة الدينية وأخذ كذلك بمقتضيات الحداثة التي تفرضها الظروف والتي فيها مصلحة للبلاد،لأنه ليس كل ما هو مدون في كتب الفقه هو صواب، فالنظام المغربي حاول دائما أن يجد توازن ما بين الدين والدولة.ونفى أن تكون الإشكاليات التي يعيشها الناس متعلقة بالدين في إشارة لما يروج له بعض العلمانيين المتطرفين ، مبينا أن الدين موجود كأساس في حياة الناس ، وأشارإلى أن الديني والسياسي لا ينفصلان بل هناك توازن يجب المحافظة عليه، لأن الناس ليس لديهم استعداد للرجوع إلى الخلف أو التخلي عن دينهم..وأضاف فإذا كان الناس قد صوتوا على حزب العدالة والتنمية ذو المرجيعة الإسلامية فإنهم يريدون عدلا أكثرا وتقدما أكثرا وحلا لمشاكل السكن والتعليم والشغل والصحة وغيرها من المشاكل.
كما أثنى على التجربة المغربية كمثال يحتذى به بعدما استطاع تجاوز مرحلة “الربيع العربي” ،الذي فاجأ المغرب كغيره من دول المنطقة، لكن قدرة الملك على تجاوز المرحلة في أقل من 20 يوما ،والاستجابة لمطالب الحركة الإصلاحية عبر دستور جديد وانتخابات ديمقراطية ،أدت إلى صعود الإسلاميين لتدبير الشأن الوطني، وتعيين الأمين العام للحزب الفائزلقيادة دفة ائتلاف حكومي ،كان قد انسحب منه حزب الاستقلال وحل مكانه حزب التجمع الوطني للأحرار. و منذ ذلك الوقت والمحاولات جارية لملامسة العديد من الملفات الإصلاحية والقدرة على تجاوز ما سمي بالخريف العربي، مضيفا أنه بعد سنتين فقط من الصعود عبر الانتخابات بدأت النتائج تظهر وصندوق النقد الدولي ومؤسسات التنقيط كلها متفائلة جدا لمستقبل المغرب.
وحول سؤال عن المعارضة للحكومة، أجاب ابن كيران،بأن المعارضة تعد لهذه الحكومة عمرها بالأيام والساعات ،بخلاف الحكومات السابقة التي كانت وحدة الحساب المعتمدة بصددها هي السنوات.
وحول قضية الصحراء المغربية،قال عبدالإله بن كيران إن الشعب المغربي مجمع على أن يفدي صحراءه بكل ما يملك ،وأنه ليست هناك قضية حولها إجماع مطلق خلف جلالة الملك مثل قضية الصحراء المغربية، لأن المغاربة يعرفون ويستشعرون قيمتها ولا يقبلون أن يظلموا في هذا الموضوع،مؤكدا أنه لو أرادت الجزائر حل قضية الصحراء لاستطعنا حلها في أقل من شهر.وذكر بمبادرة الملك محمد السادس ،التي اقترح فيها تمكين الساكنة في المنطقة من حكم ذاتي ، رغبة من المغرب في الذهاب إلى أبعد الحدود ،وهذه الفكرة لقيت قبولا في كثير من دول العالم.مستغربا في نفس الوقت إصرار الجزائر على غلق حدودها الشرقية مع المملكة، ورغبتها الملحة في حشر دولة صغيرة بها 200 ألف شخص ضمن تراب المغرب .وأضاف بن كيران قائلا :نحن صبرنا على هذا المشكل مع إخواننا الجزائريين منذ 1974 وسوف نصبر عليهم إلى أن يهديهم الله مستأنسا بالمثل الفرنسي القائل إن “الأصدقاء يتم اختيارهم بخلاف الإخوان الذين هم إخوانك رغم أنفك”، ولذا يوضح رئيس الحكومة- “فالجزائريون إخواننا ونحن لا رغبة لنا أبدا في أن يكون بيننا وبينهم أي مشكل.
وفيما يخص العلاقات بين المملكة المغربية وروسيا الاتحادية أكد على أنهاطيبة ، مؤكدا أن هذه العلاقات بين البلدين تمتد منذ الاتحاد السوفياتي، قبل أن يستدرك بأن مستوى العلاقات وإن كانت جيدة إلا أنها تحتاج إلى تعزيزها خدمة لمصالح بلدين عريقين.
ولم تفت الفرصة لعبد الإله بن كيران أن يقدم الشكر لروسيا على المجهودات المحترمة التي قامت بها للحفاظ على أمن وسلامة الوفود المشاركة في ألعاب “سوتشي 2014”.