عندما يتم الحديث عن المقاربة التشاركية، فإن المقصود منها هو التعاون المشترك بين مختلف الفاعلين الجمعويين والسلطات الأمنية سواء على صعيد ولاية أمن فاس أو على صعيد مختلف المناطق الأمنية الأربعة على صعيد الولاية.
فكثيرة هي المرات العديدة التي إستطاع الأمنيون توقيف المنحرفين مباشرة بعد التبليغ عنهم، حيث كان آخرها توقيف ثلاثة منحرفين في حالة هستيرية جراء تناولهم للأقراص المهلوسة وإلتجائهم إلى إعتراض سبيل تلامذة إعداديتي القدس والياسمين بحي السعادة المدينة الجديدة، بعد التبليغ عنهم من طرف الفاعلين الجمعويين وإدارة المؤسسة وجمعية آباء وأولياء التلاميذ، حيث تحركت في حينه قوات الهيأة الحضرية لأمن المنطقة الثانية تحت إشراف السيد رئيس المنطقة الذي سخر جميع إمكانياته وخبرته المهنية مستعينا بفرقة الدراجين المتواجدة بالقرب من هاته المؤسسات التعليمية، حيث أثمرت هاته المجهودات على توقيفهم بعد مطاردة هليودية إستعملت فيها التجربة الميدانية والحنكة المهنية والإستراتيجية المحكمة والتحرك الفعال.
ولقد خلف هذا التدخل الأمني الناجح من طرف عناصر المنطقة الثانية إرتياحا لدى إدارة المؤسستين التعليميتين والأطر التربوية بهما وكذلك التلاميذ وأوليائهم وساكنة وتجار حي السعادة الذين عاينوا مطاردة وتوقيف هؤلاء المنحرفين في ظرف وجيز وإستماتة قوية لعناصر الأمن .
ولقد علم من مصادر موثوقة أن السيد والي أمن فاس وبعد نجاح هاته العملية التي كان يتابعها عن كثب، أعطى تعليماته للسادة رؤساء المناطق الأمنية ورؤساء الهيئات الحضرية للأمن وكذا رئيس فرقة الدراجين بضرورة تكثيف الدوريات الأمنية بالمؤسسات التعليمية والمسالك المؤدية لها من أجل وضع حد لممارسات المنحرفين والتصدي لهم بكل ما يستدعي ذلك من مجهودات مطلوبة وتعاون مشترك مع الفاعلين الجمعويين وإدارة هاته المؤسسات وجمعيات الآباء والأولياء بها في إطار المقاربة التشاركية المواطنة.