شهدت دورة الحساب الإداري بجماعة سبع عيون يوم الأربعاء الماضي إنزال امني مكتف، وتأتي هذه الامور أياما بعد تحريك مسطرة المتابعة القضائية ضد مستشارين جماعيين وحقوقيين وجمعويين من المنطقة ، وقد توصلت فاس نيوز ببيان المركز المغربي لحقوق الإنسان ننشره تنويرا للرأي العام حول ما يجري ويدور بجماعة سبع عيون التي تعيش هذه الأيام على صفيح ساخن من الإحتجاجات الشعبية التي رفعت من سقف مطالبها مطالبة برحيل رئيس الجماعة وباشا المدينة:
على اثر الأحداث والسلوكيات اللااخلاقية التي وقعت يوم الأربعاء 19 فبراير 2014 بمدينة سبع عيون تزامنا مع انعقاد الدورة العادية ( دورة الحساب الإداري) ، وفي ظل عسكرة وتجييش الشارع بالقوات العمومية التي قاربت المئتين بين عناصر القوات المساعدة وعناصر الدرك الملكي و رجال الوقاية المدنية كل ذلك في إطار تضخيم المقاربة الأمنية التي انتهجتها السلطة المحلية والإقليمية ، وفي تحيز واضح لمساندة رئيس المجلس البلدي حتى يتسنى له تمرير الدورة العادية وترهيب الساكنة علما انه في الأيام القليلة السابقة تم تحريك المسطرة القضائية ضد مستشارين جماعيين وحقوقيين وجمعويين في لعبة محبوكة ومدروسة من اجل تقديمهم للنيابة العامة يومين قبل تاريخ انعقاد الدورة بغية تخويف كل المناضلين الغيورين والمتتبعين للشأن المحلي وذلك من اجل دفعهم للانسحاب من ساحة الاحتجاجات المتصاعدة والمتواصلة في ظل الاحتقان الاجتماعي الذي تشهده المدينة منذ اكثر من سنة .
وبما أن رئيس المجلس البلدي استعمل أساليبه المشينة التي تعود عليها والتي لا تليق بهذا المنصب المعنوي حيث استغل مجموعة من الأطفال تابعين لنادي الأمل لكرة القدم الذي يترأسه نائبه الثاني بالمجلس البلدي ، كما تم استقدام نزيلات دار الطالبة تحت قيادة مديرة هذه المؤسسة الاجتماعية التي يترأس جمعيتها الخيرية رئيس المجلس البلدي في استغلال مكشوف لبراءة الأطفال في موقف هم في غنى عنه ، بحيث كان من الأجدر أن يكونوا متابعين لدروسهم بفصولهم الدراسية وليس بالوقفة حيث كانوا يرددون شعارات تمجد الرئيس في مناورة دنيئة لإظهار شعبيته بالمدينة ، كما استعان ببلطجيته المأجورين مستعملين مكبرات الصوت الممنوعة بمباركة وحماية باشا المدينة والقائد الإقليمي للدرك الملكي الذي حاول في أول الأمر منع استعمالها في اعتقاد منه أن هذه المكبرات سيتم استعمالها من طرف الجانب الأخر الداعي لرحيل الرئيس ومحاسبته قضائيا ، لكن وبمجرد علمه بأنها سيتم استعمالها من قبل الموالين للرئيس تم التراجع عن هذا المنع ، والغريب في الأمر هو انه تم منع المواطنين من قضاء شؤونهم الإدارية في كل من باشاوية وبلدية المدينة بحيث تم غلق أبواب الإدارتين في وجه المواطنين ابتداء من الساعة الواحدة زوالا لمنع أي تجمع داخل البلدية ضاربين المادة الثالثة والستون من الميثاق الجماعي التي تقول تكون الجلسات العامة للمجلس الجماعي عمومية … ،هذا ما لا يحترمه رئيس المجلس بمباركة السلطة المحلية بسكوتها على ما يقع .
فكل هذا الإنزال وهذا الاستغلال لنزيلات دار الطالبة ومنخرطي نادي أمل سبع عيون لكرة القدم وبلطجيته وحتى عمال وعاملات النظافة بشركة اوزون الذين توسط لهم في التشغيل ، ليس إلا لغرض واحد هو خلق البلبلة والفوضى وجر الاطراف المعارضة لسياسته الانفرادية والعشوائية للايقاع بهم في الفخ وتثبيت اقواله المصرح بها لدى الضابطة القضائية في شكايته السابقة ، لكن وبحكمة وتبصر ممثلي الفرع المحلي للمركز المغربي لحقوق الإنسان وبعض الفاعلين الجمعويين الذين طالبوا جموع السكان الساخطين على الوضع بضبط النفس وعدم الانجرار امام حيلته الدنيئة .
وامام الوضعية المؤسفة التي آلت إليها المدينة تم تنظيم وقفة احتجاجية تزامنا مع هذه الدورة للتنديد والشجب لهذه الأفعال المخلة بالقوانين المنصوصة والمعمول بها كما تمت المطالبة برحيل الرئيس وباشا المدينة .
وفي ظل الاحتجاجات المتواصلة والمستمرة التي تعرفها المدينة كان أخرها الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الفرع المحلي للمركز المغربي لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء 18 فبراير 2014 أمام مقر ولاية مكناس تافيلالت التي كان شعارها ” جميعا من اجل رحيل رئيس البلدية وباشا مدينة سبع عيون “وردا على هذه الوقفة حاول رئيس بلدية سبع عيون تلميع صورته وشعبيته بتنظيمه لهذه الوقفة المضادة لكن فشل في ذلك بحيث كان مقررا ان يعقد الرئيس لقاء تواصليا مع ساكنة المدينة مباشرة بعد انتهائه من أشغال الدورة لشرح مواقفه والرد على وقفة المجتمع المدني امام الولاية ليفاجأ بعدد ضئيل جلهم أطفال تم الزج بهم في هذه الوقفة المضادة مما اجبره على العدول ومغادرة البلدية لا يلوي على شئ تحت حراسة امنية مشددة مما يبين ضعفه وقلة شعبيته التي يتبجح بها امام المسؤولين الكبار.
وأمام كل هذه الخروقات والتجاوزات والتعاملات اللامسؤولة فإننا نعلن للرأي العام المحلي والوطني ما يلي :
1) إدانتنا لكل التجاوزات والممارسات الحاطة من كرامة الساكنة عامة والاطفال على الخصوص التي تجرمها المواثيق والاعراف الوطنية والدولية .
2) استنكارنا للتواطؤ الجلي وغير المسؤول للسلطات الوصية .
3) إدانتنا استغلال نزيلات دار الطالبة وإقحامهن في قضايا سياسية هن في غنى عنها .
4) إدانتنا استغلال لاعبي نادي أمل سبع عيون والزج بهم في أهداف سياسوية ضيقة .
5) إدانتنا استغلال ضعف عقلية بعض المعاقين وتغليطهم ووعدهم بوعود كاذبة .
6) إدانتنا للتدخل الذي ألقاه المراقب بشركة النقل الحضري “سيتي باس” خلال الوقفة علما انه ترك مهامه لمساندة الرئيس مخلا بالتزاماته مع شركته المشغلة .
7) إدانتنا للإنزال الأمني غير المسبوق الذي عرفته المدينة في تحيز جلي للرئيس .
8) دعوتنا للسلطات الوصية جهويا ووطنيا لفتح تحقيق نزيه فيما جرى ومحاسبة كل من تبث تورطه في استغلال الأطفال واستغلال النفوذ .