تقريرإسباني: العصابات والجماعات الجهادية تجعل من مخيمات العار بتندوف قاعدة خلفية مهمّة لها

قال تقرير اسباني إن مخيمات تندوف في جنوب الجزائر باتت تأوي إضافة إلى ساكنيه الصحراويين، مجموعات أخرى من شعوب دول الساحل والصحراء جذبتهم للاستقرار هناك عمليات نشاطات الإغاثة الدولية والمساعدات المقدمة للمخيمات، الأمر الذي يؤكد أن عدد ضخما من الجهاديين قد التحقوا بالفعل بالمخيمات، خاصة بعد ان اجبرت الحملة الفرنسية على تنظيم القاعدة في شمال مالي على ترك معاقله هناك.
وأشار التقرير الذي أعهده “معهد الكانو الملكي” الاسباني الى ظاهرة استشراء المجموعات الجهادية وعصابات الجريمة المنظمة في دول الساحل والصحراء، محذرا من خطورة مساعي جبهة البوليساريو الانفصالية لتكوين “دولة مستقلة” قد يستوطنها مئات الآلاف من السكان غير المتجانسين والمعرضين بقوة لاستدراجهم نحو التطرف، بشكل قد يثير قلقا شديدا في منطقة دول الساحل والصحراء، التي تعاني أصلا من إرهاب متغلغل على أراضيها
ويقول مراقبون إن التقرير يؤكد محتوى تقارير غربية أخرى سبق لها وأن حذرت من ان مخيمات تندوف باتت مركزا رئيسيا لتصدير الإرهابيين وقادة عصابات الجريمة المنظمة
وفي الاسبوع الأخير من اكتوبر/تشرين الأول 2013، قالت صحيفة “دايلي بيست” الأميركية واسعة الانتشار في تقرير ميداني أنجزته من داخل الأراضي الجزائرية بالاستعانة بمصادر محلية، إن مخيمات تندوف الواقعة جنوب غرب الجزائر أصبحت مجالا خصبا لمجندي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذين يستغلون حالة اليأس والإحباط التي يعاني منها شباب المنطقة، بسبب القطيعة الإيديولوجية مع قادة جبهة “البوليساريو” الذين تدعّمهم الجزائر بالمال والعتاد
وأكدت صحيفة “دايلي بيست” وجود “دلائل ملموسة” على نشاط ما لا يقلّ عن مئة مقاتل عضو بجبهة البوليساريو في صفوف الجماعة الإرهابية المسمّاة “الحركة من أجل الوحدة والجهاد بغرب إفريقيا” (ميجاو)
وأكّدت الصحيفة أنّ المقاتلين الجهاديين بجبهة البوليساريو لهم علاقات لا فقط بـ”ميجاو” وإنّما أيضا بتنظيم “القاعدة في المغرب الإسلامي” بتفريعاتها المختلفة، وكذلك جماعة “أنصار الدين” وجماعة “الموقعين بالدم” التي يتزعّمها الجهادي الجزائري مختار بالمختار وغيرها.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد أشار في تقرير وجهه خلال أبريل الماضي إلى مجلس الأمن التابع للمنظمة الأمميّة، إلى “التهديدات الجدية المرتبطة بتفاقم الوضع بمالي وبالبلدان المجاورة، والتي ستُسهم بالتالي في انتشار التطرّف بمخيمات تندوف”.
كما أوضح بان كي مون آنذاك أنّ “قادة البوليساريو أنفسهم لا يستبعدون بدورهم اختراقا من قبل الإرهابيين”.
وتتفق العديد من التقارير الأمنية والحقوقية الغربية أنّ “تندوف” اصبحت بمثابة منطقة رمادية خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي بسبب انتشار عصابات تهريب المخدرات والأسلحة والهجرة السرية.
وتشير هذه التقارير إلى أن تلك العصابات تتشارك في المصالح مع “الجماعات الجهادية” التي جعلت من مخيمات تندوف قاعدة خلفية مهمّة لها، ولذلك ترتبط العصابات والجماعات الإرهابية بعلاقات وطيدة، تُغذّيها حالة اليأس والإحباط التي تُخيّم في المنطقة، بما يُسهّل تجنيد عناصر جديدة لضمّها إلى تلك العصابات أو الجماعات القتالية. والأكثر من ذلك أنّ جبهة البوليساريو نفسها أضحت مخترقة من قبل تلك الج