بعد ان تم طردهم من الجزائر ،التحقت مجموعة من الأسر السورية بمدينة فاس تتكون من أباء وأمهات وأطفال وطفلات في سن الزهور ،وكان من المفروض على المسؤولين على تسيير دواليبفاس منتخبين وسلطة محلية أن يهيئوا الظروف المناسبة لضمان حياة شريفة لهاته الأسر التي كانت ضحية الصراع الدموي والحرب الأهلية التي تعيشها سوريا ،لكن مع الأسف الشديد ترك هؤلاء النازحون لمصير منحط فقدوا معه الأنفة والشموخ العربي ،إذ جعلوا من شارع محمد الخامس وشارع الحسن الثاني وقرب مسجد التاجموعتي محطات لاستجداء ساكنة فاس حاملين جوازاتهم السورية وهم يرددون عبارة أعينوا إخوانكم السوريين بأصوات مرتفعة ونظرات خجولة ،ومما يدمي القلب ولكثرة ترديد الجملة حفظ الأطفال والطفلات الصغيرات تلك العبارة واخذوا يرددونها وكأنهم يستظهرون نشيدا خاصا بالصغار دون أن يعوا مايقولون ودون أن يدركوا أن رحى الحرب دفعت بهم إلى هذا المصير المشؤوم بذل ولوجهم لرياض الأطفال لتستقبلهم المدارس في ما بعد .
والواقع أن ساكنة فاس تعاطفوا مع هؤلاء اللاجئين الذين غادروا ديارهم مرغمين وبداوا يغدقون عليهم بعض الدريهمات بسخاء وأسف في نفس الوقت ،كما أن بعض السيدات يجدن ببعض الملابس على الصغار والصغيرات في حين يظل المسؤولون والمنتخبون صامين أدانهم ومغمضي أعينهم أمام هذه المأساة الإنسانية تاركين السوريين والسوريات يستنجدون بآهل فاس وكأنهم يرددون وافاساه …..بذل أسرة سورية تطلب الإعانة .
فأين هي الشهامة المغربية وأين المسؤولون عن جمعيات المجتمع المدني وأين المشرفون عن الجمعية الخيرية الإسلامية وأين وأين …؟.
يبقى فقط أن لجنة النهوض بحقوق الإنسان لفاس ومكناس ر فعوا توصية في هذا المضمار لرئيس اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بفاس ومكناس ليقوم بمبادرة لذا المسؤولين من سلطان محلية ومنتخبين ليجدوا حلا لهذه الأسر السورية والتي لا تتعدى خمس أو ست عائلات ،فهل ستنجح هذه المبادرة الحقوقية ؟ذلك ما نؤمله من الساهرين على تسيير دواليب فاس ومجتمعها المدني وجمعياتها الحقوقية
محمد بوهلال