عقدت اللجنة المركزية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي دورتها الثامنة دورة الفقيد أحمد جودار بالرباط يوم الأحد 19 أكتوبر 2014، وبعد المصادقة على جدول الأعمال، قدم الأخ الكاتب العام للحزب عبد الرحمن بن عمرو تقرير الكتابة الوطنية الذي استعرض مستجدات الوضع السياسي وطبيعة المرحلة الراهنة في سياق التحولات الدولية والجهوية، وبعد مناقشة عميقة لمحتوى التقرير وكل نقط جدول الأعمال خلصت اللجنة المركزية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي إلى تسجيل وتأكيد ما يلي:
إن معطيات الوضع السياسي تبرز باستمرار تحكم الطبقة الحاكمة في الخريطة السياسية وتلاعبها بمكوناتها المصطنعة وفق سيناريوهات معدة سلفا، جوهرها تمييع الحياة السياسية وتفريخ أحزاب إدارية جديدة وتبخيس دور المعارضة الديمقراطية وإضعاف مصداقيتها بدليل رفض تغيير القوانين الانتخابية وتجاهل مقترحات فدرالية اليسار الديمقراطي، وإقصاء المجتمع المدني من إبداء الرأي. إن الطبقة الحاكمة، بدون شك، تهدف إلى مضاعفة اليأس والإحباط من العمل السياسي الجاد لتوسيع دائرة العزوف والنفور من السياسة بشكل عام والانتخابات بشكل خاص حتى يبقى المجال حكرا على لوبيات الريع والفساد للسيطرة على كل المؤسسات المنتخبة على علاتها .
– تؤكد اللجنة المركزية من جديد أن الحسم النهائي لموضوع السيادة الوطنية على كافة أجزاء التراب الوطني، وخاصة في المناطق الجنوبية، يتطلب الإشراك الفعلي للشعب المغربي عبر مؤسسات ديمقراطية حقيقية لتدبير قضاياه المصيرية، واعتبار الجهوية الموسعة جزءا لا يتجزأ من الإصلاح الجذري للنظام السياسي وليس مجرد إجراء إداري للتدبير الترابي .
إن الاستبداد السياسي هو السبب الحقيقي للأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي أثرت سلبا على القدرة الشرائية لجميع فئات الشغيلة المغربية، وإن استمرار الحكومة الحالية في نهج نفس السياسة اللا شعبية واللا ديمقراطية المفروضة على شعبنا منذ عقود ضاعف وسيضاعف من معاناة الأغلبية الساحقة للمواطنين والمواطنات . وفي هذا الإطار تحذر اللجنة المركزية من مخاطر تضخم المديونية الخارجية ومن مضاعفاتها الحتمية على مستقبل شعبنا، وتدين محاولة الإجهاز على مكتسبات الشغيلة المغربية خاصة فيما يتعلق بأنظمة التقاعد ودعم المواد الأساسية.
في نفس السياق تعبر اللجنة المركزية عن دعمها المطلق لنضالات الشغيلة المغربية وتثمن القرار الوحدوي للمركزيات النقابية بشن إضراب عام يوم 29 أكتوبر 2014 وتدعو كافة القوى المناضلة للانخراط فيه والعمل على إنجاحه كتعبير مشروع عن رفض الجماهير للسياسة الحكومية.
تدين اللجنة المركزية الهجمة الشرسة للحكومة على الجمعيات الحقوقية وخاصة التضييق الممنهج على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وتعبر عن تضامنها المطلق مع كل ضحايا القمع والخروقات بكافة أنواعها على المستويات المحلية والجهوية والوطنية وتطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين .
انسجاما مع مواقف الحزب المبدئية وقراءته الموضوعية لما عرفته حتى الآن المنطقتين العربية والمغاربية من تطورات متسارعة ومخاض تاريخي عسير بآفاق غامضة بسبب إصرار الإمبريالية على توظيف العوامل الإثنية والدينية والمذهبية لتفكيك مجتمعات ودول المنطقة خدمة لمصالح الغرب والكيان الصهيوني، فإن اللجنة المركزية تجدد دعمها للشعب الفلسطيني في مقاومته المشروعة للمخططات الصهيونية والامبريالية والرجعية وحقه في بناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، كما تعبر عن مساندتها لكفاح كل الشعوب العربية والمغاربية من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتدعو إلى بناء تحالف دولي لمواجهة كافة أشكال السيطرة الإمبريالية والظلامية والتطرف الديني .
تثمن اللجنة المركزية المواقف والمبادرات التي اتخذتها فيدرالية اليسار الديمقراطي وتدعو كافة مناضلات ومناضلي مكوناتها الحزبية إلى الإسراع في وضع وتقوية بنياتها التنظيمية محليا وجهويا حتى تتمكن من تحقيق أهدافها ورفع التحديات التي تنتظرها في المستقبل القريب .
تثمن اللجنة المركزية الإشعاع الذي حققه الحزب على مستوى علاقاته الخارجية بفضل جهود وتضحيات مناضلاته مناضليه. كما تدعو كافة المناضلين والمناضلات والتنظيمات الحزبية في الداخل والخارج إلى مزيد من الكفاح والعطاء والارتباط بالجماهير في أفق تحقيق التغيير الديمقراطي الشامل لولوج بلادنا عصر الحداثة الحقيقية والديمقراطية والمساواة والتقدم الاجتماعي