القلم الحر
التجربة التي عاشها إقليم دكالة مع مناضلات ومناضلي حزب ” الجرار ” في عهد الأمين العام السابق السيد ” بيد الله ” تعيد نفسها بجهة فاس بولمان ، ذلك أن مسؤولي الحزب لم يستوعبوا الدرس جيدا من تجربة الجديدة ، حينما قرر مسؤولوه آنذاك طرد مجموعة من كوادر الحزب إبان ولادته بإقليم دكالة ، وهو ما أثر سلبا على سمعة الحزب وأصبح حديث السياسيين بالمغرب مؤكدين وقتهاعدم نضج مسؤوليه السياسي، و يبدو أن مسؤولي الحزب مصممون على اتخاذ القرارات غير المحسوبة التي قد تعصف بمستقبل الحزب السياسي خاصة أننا مقبلين على الاستحقاقات الانتخابية القادمة .إن تجربة إقليم دكالة تعيد نفسها بقرار الطرد الذي اتخذه حزب الاصالة و المعاصرة بسرعة البرق، في حق المستشار البرلماني عزيز اللبار والذي سيجر على مكتب الباكوري الذي أظهر عدم نضجه السياسي الويلات من الانتقادات اللاذعة،مع إعلان الموت الإكلينيكي لحزب فتي لا يتقن جيدا الضربات تحت الحزام ضد خصومه السياسيين.
محاولة تغطية المكتب السياسي عن خطأه اللاديمقراطي كما هو متعارف عليه في أعراف وقوانين الأحزاب،بطرد عضو و برلماني من صفوفه دقائق على “موقعة البرلمان الشهيرة” بسبب الدفاع عن النفس، وفي محاولة لذر الرماد في العيون ،قال مصدر من المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة لوسائل الإعلام أن ملف طرد المستشار البرلماني، عزيز اللبار، من صفوف الحزب، كان مطروحا على جدول أعمال اللجنة الوطنية للأخلاقيات منذ شهور.
وأن حادث شجاره مع حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، كان النقطة التي أفاضت الكأس وعجلت باتخاذ قرار الطرد في حقه.
وأوضح المصدر ذاته، أن اللجنة كانت تدرس قضية طرد اللبار منذ الانتخابات الجزئية التي جرت بدائرة مولاي يعقوب، بعدما قرر الحزب عدم تقديم أي مرشح بهذه الدائرة، ومساندة مرشح حزب الاستقلال، حسن الشهبي الذي فاز بالمقعد البرلماني.
لكن اللبار، رفض الامتثال للقرار الحزبي، بدعوى أنه يرفض التنسيق مع شباط في الانتخابات، وقرر بمعية مستشارين جماعيين مساندة مرشح حزب العدالة والتنمية.
فضلا عن دخوله في تنسيق مع مستشاري هذا الحزب لمواجهة تصميم التهيئة الحضرية للمدينة، ما جعل الأفعال التي ارتكبها تصنف في خانة الخطأ الجسيم،دون ان يكلف الحزب عناء نفسه الاستماع الى معانات مناضليه بسبب شعار “الجرار” مع الاطراف الاخرى.
و أمام الخرجات غير المحسوبة لنتائج ستكون كارثية على حزب الاصالة و المعاصرة بجهة فاس/بولمان،الذي قرر بيعها لحزب الاستقلال بدرهم رمزي،فيما يقول متتبعين أن شظايا قرارات الحزب غير الصائبة و المتهورة ،ستدخله في حسابات خطيرة قبيل الاستحقاقات المقبلة.
فيما ذهبت مصادر أن حزب الاصالة و المعاصرة كان عليه أن يأخذ بنصيحة بنكيران ويحل نفسه،بسبب الانتقادات اللاذعة التي يواجهها …ونظرا لعفوية قياديي الاصالة و المعاصرة فإنهم اعترفوا بأنفسهم في اجتماع السبت المنصرم بسلا أن الحزب سيدخل في مرحلة تأسيسية جديدة ،مما يظهر أن”الجرار” يعاني الاهتراء و العياء بسبب تضارب الافكار و القرارات بين صقور حزب خرج من رحم ينزف دون أن تعمل الجهات المختصة على وقف نزيفه .
و اضاف نفس المتحدث،أن مصطفى الباكوري رجل التوازنات،و شخصية محترمة لا يسعى الى بلطجة العمل السياسي،وان تجربته نظيفة في مساره العملي و السياسي،لكنه يرضخ بعفوية و بدون تردد لقرارات صقور الحزب المحيطين به، التي غالبا ما تخدم بعض التيارات لتكريس فكرة خيال و أوهام “المتحكمين” ،ان الاصالة و المعاصرة حزب قوي من الخارج و فارغ من الداخل.
تناقض حزب الاصالة و المعاصرة مع نفسه ،سقط فيه رفاق الباكوري لمرات متعددة مما يجعلهم خصوم سياسيين لا قرار لهم و لا تنظير لهم، فثارة يتحدثون عن عدم الدخول في تحالفات “التبيض السياسي” مع الاحزاب العريقة التي أكل عليه الدهر و شرب، و مع هبوب رياح الغربي و تساقط أمطار الخير يصرح النافذين في “البام”، إن امكانية التنسيق مع حزب ذو مرجعية إسلامية ممكن “فالسياسة فن الممكن”،آن الاوان على الباكوري ان يستفيق من غفوته و التوقيع و المصادقة على القرارات بالتأني قبل صدورها ،لأن مصلحة الحزب هي مصلحة الجميع و ليس إرضاء الأطراف و الأشخاص.
إن من أساس أخلاقيات الحزب الدفاع عن مناضليه ومناضلاته ، والأمين العام الحالي السيد ” المصطفى الباكوري “مدعو أكثر من أي وقت مضى لتغليب “العقل على القلب ” وعدم السقوط في رغبات تماسيح الحزب الذين يصطادون في المياه العكرة ولا يريدون له الخير للمضي قدما حتى يتموقع بشكل جيد في الاستحقاقات القادمة.
نهمس في أذن السيد الباكوري ونذكره بالقولة الشهيرة ” العجلة من الشيطان والتأني من الرحمان “