توصلت فاس نيوز بتقرير حول الوضعية المأساوية التي يعيشها طلبة المركب الجامعي ظهر المهراز منذ بداية هذه السنة، وفيما يلي نص التقرير :
تتواصل معركة الطلبة في الحي جامعي الثاني، وفي مقدمتهم الطالبات المحرومات من السكن الجامعي، والمتجسدة في اعتصام مفتوح أمام باب الحي الجامعي الثاني الذي أنطلق منذ عدة أيام، وتجدر الإشارة أن الحرمان هاته السنة لم يقتصر على الطالبات اللواتي طالبن لأول مرة بسكن، بل طال حتى اللواتي سبق لهم أن كانوا من القاطنات، ليتفاجؤوا هاته السنة بالطرد رغم أنهن لم يستوفوا بعد السنوات الثلاث المعمول بها، والأكثر من ذلك فقد سبق لهن أن قمن بعملية الحجز “réservation” في نهاية السنة المنصرمة.
كل هذا ينضاف إلى القانون الداخلي الإجرامي الذي تحاول الإدارة تطبيقه بالقوة رغما عن الطالبات، وفي مقدمة بنوده التصفوية منع الطالبات غير القاطنات من الولوج للحي الجامعي، الشيء الذي يتنافى تماما مع الأعراف السائدة من داخل الحرم الجامعي، حيث دأب الطلبة والطالبات الغير قاطنين العاجزين عن توفير مصاريف الكراء إلى اللجوء للأحياء الجامعية، والسكن رفقة الطلبة، كحل ترقيعي ومؤقت في انتظار انتزاع المطلب الأساسي المتجلي في بناء أحياء جامعية من داخل ظهر المهراز قادرة على استيعاب كل الطلبة الراغبين في السكن الجامعي. لتجد الطالبات أنفسهن مشردات في الشارع، علما أن الدراسة انطلقت منذ ما يناهز الشهر من الآن، ليبقى هذا الطرد من السكن بمثابة الطرد المباشر من الحق المقدس لأبناء الشعب في التعليم، فكيف للطالبة التي لا تستطيع توفير مصاريف الكراء، خاصة والارتفاع المهول في ثمن الشقق والمنازل المعروضة للكراء في الاحياء المحيطة بالجامعة، أن تضمن تواجدها المستمر بالكلية.
وأيضا حملات التفتيش التي تقودها إدارة الحي الجامعي من داخل الغرف، لمنع الطالبات من استعمال العديد من المعدات الأساسية مثل قنينات الغاز، وهنا نتساءل وباستغراب، كيف يريدون للطالبات الاستمرار في الجامعة، علما أن المطعم الجامعي لم يفتح أبوابه بعد، وكذا أنه لا يوفر كافة الوجبات من قبيل وجبة الفطور التي تم الاجهاز عليها منذ بداية التسعينات، وأيضا وجبتي السبت والأحد. ليبقى العنوان العريض هو الطرد الممنهج بمختلف الطرق والآليات. وكرد أولي وإنذاري للطالبات على ذلك، وإلى جانب الاعتصام المفتوح، قاموا بتجسيد مبيت ليلي من داخل ساحة الحي الجامعي ليلة 23 أكتوبر 2014، إضافة إلى العديد من التظاهرات داخل وخارج الحي.
وبكلية الآداب ظهر المهراز، تستمر معاناة الجماهير الطلابية جراء السياسيات الطبقية للنظام في حقل التعليم، حيث أقدمت الإدارة هاته السنة على اغلاق المقصف الجامعي، وحرمان الآلاف من هذا المرفق الحيوي. وصولا لامتحانات ولوج الماستر التي تعرف اختلالا كبيرا، تسود فيه الزبونية والمحسوبية، وأمام الإقصاء الذي يتعرض له الطلبة، أقدمت الجماهير يوم الجمعة 24 أكتوبر 2014 على مقاطعة امتحانات ولوج ماستر “الفلسفة العملية، قضايا ومناهج” و ماستر “الجغرافيا: البيئة والتراب”.
إضافة لذلك يخوض الطلبة اعتصاما من داخل ساحة الكلية دفاعا عن مطالبهم العادلة والمشروعة. أما الرفيق عادل أوتنيل فهو مستمر في معركته النضالية المفتوحة، حيث خاض هذا الأسبوع اضرابا عن الطعام لمدة 48 ساعة موازاة مع الاعتصام الذي يخوضه منذ بداية الموسم الجامعي.
كما تستمر التظاهرات اليومية التي ينظمها الطلبة في إطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، دفاعا عن حقهم في النقل الجامعي، وهو القطاع الذي عرف هجوما شرسا منذ بداية هذا الموسم 2014/2015، حيث أقدمت شركة “سيتي باص” وبمباركة النظام، على اتخاد العديد من القرارات، التي تحرم الطلبة من الاستفادة بشكل ملائم من النقل، بداية بإلغاء الخطوط المباشرة، الشيء الذي حول الحافلة “6” إلى جحيم حقيقي بالنسبة للطلاب، وصولا لاستعمال البطاقة الممغنطة التي تحد من عدد المرات التي يستعمل فيها الطالب الحافلة.
وفيما يخص قضية الاعتقال السياسي، عرف هذا الأسبوع النطق بالحكم في حق المعتقلين السياسيين السبع الذين اعتقلوا بكلية الآداب وذلك يوم 24 أكتوبر 2014، والذين سبق وأطلق سراحهم بكفالة مالية، وقد كان الحكم الصوري غريبا جدا، قضت المحكمة ببراءتهم، في حين فرض غرامة مالية قدرها 4000 درهم (الحكم منقول عن لجنة المعتقل).
وقد عرفت أيضا محكمة الاستئناف يوم 23 أكتوبر 2014 تقديم الرفيق محمد غلوط لاستئناف الحكم الصادر في حقه السنة المنصرمة، بحيث تم تثبيت الحكم الابتدائي في حقهم بأربعة أشهر موقوفة التنفيذ. وفي نفس اليوم تم تقديم الرفيق عبد الحق البوطي على جلسة لاستئناف الحكم الصادر في حقهم بعدما سبق اعتقاله أثناء الهجوم على ظهر المهراز في 15 أبريل 2013 وما تلاها، وقد قضى الحكم ببراءة الرفيق.