فاس / 4 / 11 / ومع / أبرز باحثون ومثقفون وفاعلون جمعيون اليوم الثلاثاء بفاس التقدم الكبير والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تحققت على مستوى الأقاليم الجنوبية للمملكة .
وأكد المتدخلون في افتتاح أشغال الملتقى الوطني الأول حول موضوع ” المجتمع المدني وتنمية الجنوب ” عشية اليوم الثلاثاء بفاس أن الأقاليم الجنوبية للمملكة عرفت تغييرا هيكليا واسعا وتحولا كبيرا بفضل الأوراش التي فتحت والتي همت مختلف المجالات والقطاعات خاصة التجهيزات الأساسية والطرق والصحة والنقل الجوي والإسكان والتعليم وغيرها . كما استعرض المتدخلون خلال جلسات هذا الملتقى الذي تنظمه ” جمعية فاس ـ سايس ” بشراكة وتعاون مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس الإنجازات التي تحققت بالمناطق الجنوبية خلال العقود الثلاثة الأخيرة، مشيرين إلى أن تفعيل مشروع الجهوية المتقدمة من شأنه أن يعزز ويدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية وأن يستجيب بالتالي لانتظارات الساكنة . وأكد السيد محمد القباج رئيس ” جمعية فاس ـ سايس ” على أهمية نموذج التنمية الخاص بالأقاليم الجنوبية للمملكة الذي أعده المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والموجه أساسا للرفع من وثيرة إنجاز المشاريع الاقتصادية والاجتماعية المبرمجة، مضيفا أن هذه المناطق عرفت تطورا ونموا غير مسبوق كباقي جهات المملكة. كما استعرض السيد القباج مختلف الأنشطة الثقافية والفنية التي نظمتها الجمعية على مستوى الأقاليم الجنوبية خاصة بمنطقتي العيون والداخلة والتي استهدفت إشراك المجتمع المدني في مجهود التنمية الذي تشهده هذه المناطق. ومن جهته قال السيد عمر صبحي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله إن تنمية الجنوب كانت منذ الاستقلال ولا تزال ضمن أولويات المغرب، مشيرا إلى أن جميع مكونات المجتمع المغربي من القمة إلى القاعدة انخرطت في مجهود تحقيق الوحدة الترابية وبالموازاة معها العمل على تأهيل وتنمية الاقتصاد. وأوضح أن المغرب قطع اشواطا مهمة في تحقيق أهدافه وفق مقاربة وطنية مؤطرة بالتوجيهات الملكية السامية والتدابير الميدانية المتواصلة، مشيرا إلى أن من شأن مكونات مشروع الجهوية الموسعة أن تحقق الأهداف بالجنوب المغربي وتلبي رغبات الساكنة وحاجياتها وتجعل منها أقطابا مهمة في النسيج الوطني والجهوي والدولي . وبدوره أكد السيد عبد الكريم بناني رئيس ” جمعية رباط الفتح ” أن المجتمع المدني بالمغرب خطا خطوات جد مهمة في مجال البناء والتشييد وترسيخ قيم المجتمع الديموقراطي الحداثي من خلال انخراط مكوناته في هذا المجهود، مشيرا إلى ضرورة استثمار هذا التراكم وتوظيفه بمقاربات دقيقة ومتفتحة ووفق خطط مدروسة وواضحة. ودعا كل فعاليات ومكونات المجتمع المدني إلى مضاعفة الجهود لرفع التحديات المطروحة والمساهمة بالتالي في الارتقاء بالإنسان المغربي وتحسين أوضاعه ومواجهته للفقر والحاجة والجهل والتقهقر، مضيفا أن تمظهرات المجتمع المدني كثيرة ومتنوعة تقوم على التعبئة الشاملة والمستمرة لتطوير البرامج الاستثمارية التي ترتكز على التنمية البشرية المستدامة لساكنة المناطق الجنوبية إلى جانب الأوراش الكبرى التي تقوم بها الدولة. وأكد أن المناطق الجنوبية عرفت في السنين الأخيرة حركية جد مهمة تمثلت في تأسيس المئات من الجمعيات بمختلف مدن الأقاليم الجنوبية للمملكة مستعرضا مختلف الأنشطة والتظاهرات التي نظمتها جمعية ( رباط الفتح ) مع الجمعيات المحلية ومكونات المجتمع المدني بهذه المناطق . وستتواصل أشغال هذا الملتقى الوطني بتقديم العديد من العروض والمداخلات التي ستبحث مجمل القضايا والإشكالات التي تهم المجتمع المدني في تقاطعاته مع التنمية المستدامة والتصورات الكفيلة بدفع مكوناته إلى الانخراط في التنمية المحلية وتفعيل الحركية في القطاعات الاجتماعية والثقافية خاصة بالأقاليم الجنوبية للمملكة . ويتضمن برنامج هذا المنتدى الفكري الذي يشارك فيه العديد من الأكاديميين والباحثين والمفكرين والمهتمين بقضايا المجتمع المدني والتنمية عقد جلسات علمية يؤطرها أكاديميون وباحثون ومهتمون ستحاول إبراز الآليات الكفيلة بإشراك مكونات وفعاليات المجتمع المدني في تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة مع مناقشة مختلف المقاربات التي يجب اعتمادها من أجل دفع هذه المكونات إلى المساهمة في التنمية المحلية . ومن بين العروض التي سيتم تقديمها في إطار هذه الجلسات العلمية ” الجهوية والتنمية الاجتماعية للجنوب ” و ” أنماط الإنتاج عند أهل الصحراء وسؤال التنمية ” و ” الذكاء الاجتماعي وأهمية التواصل في النموذج الاقتصادي لتنمية الجنوب ” و ” التنمية الثقافية في الأقاليم الجنوبية ” و ” الجهوية وآفاق خلق أقطاب حضرية بالأقاليم الجنوبية ” و ” المجتمع المدني ودوره في تنمية الأقاليم الجنوبية ” و ” تنمية الجنوب في المجال الثقافي والاجتماعي ” وغيرها من المواضيع. ج/ح ق/ /ب ج/