على خلفية الخطأ المهني في بروتوكول تأمين طريق الملك محمد السادس بإحدى السدود القضائية بطريق مكناس أثناء زيارة جلالته للعاصمة العلمية ، استدعت المديرية العامة للأمن الوطني والي أمن فاس المراقب العام السيد نورالدين السنوني وستة من عناصر الشرطة ممن تقع عليهم مسؤولية تأمين طريق الملك محمد السادس .
المصالح المركزية المختصة بالإدارة العامة للأمن الوطني استدعت المسؤول الأمني للتحقيق معه في ملابسات الخطأ المهني الذي اعتبرته الدوائر الأمنية المسؤولة خطأ جسيما بالنظر لكون أحد السائقين اخترق السد القضائي بسرعة فائقة متجاوزا السيارة الملكية .
الخبر لاشك أنه سيسعد كثيرا بعض رجال الأمن بالعاصمة العلمية فاس والمدن التي كان على رأس هرمها الأمني لكون الرجل معروف عليه حزمه وجديته في تدبير الشأن الأمني أينما حل وارتحل ، رجل المواقف الصعبة الذي لا يخاف لومة لائم في تدبيره للملفات الأمنية ، وسجله الأمني الحافل بالإنجازات لخير شهيد على مساره الأمني الجد متميز .
هذا الخبر بقدر ما سيسعد بعض رجال الأمن بالعاصمة العلمية بقدر ما تأسف عليه المواطنون الذين يعتبرونه الرجل المناسب في المكان المناسب ، فالجريمة في عهد تدبيره للشأن الأمني بولاية أمن فاس عرفت تقلصا ملموسا وواضحا ، وذلك بشهادة الساكنة التي لمست فيه ” المنقذ ” من الفوضى والتسيب اللذان كانت عليهما العاصمة العلمية بفعل ارتفاع نسبة الجريمة بشتى أنواعها .
رجل بهذه الصفات ، لا ضير أن تجد أيادي خفية تعودت على الاصطياد في المياه العكرة ، ومقاومة داخلية شرسة من بعض الوجوه الأمنية والسياسية في محاولة منهم للنيل من سمعته والتصدي للمشروع الأمني الذي حاول تفعيل مضامينه على أرض واقع مدينة فاس ، لمجابهة الفساد والمفسدين داخل الجهاز الأمني بولاية فاس .
ولم يكن تعيينه على رأس الهرم الأمني بفاس قادما إليها من مدينة الجديدة اعتباطيا من طرف المديرية العامة للأمن الوطني وإنما أملته ظروف المرحلة التي كانت تمر منها مدينة فاس حيث سجلت نسب الجريمة فيها أعلى مستوياتها ، وكان لابد من إيجاد مسؤول أمني في مستوى تحدي المرحلة ، وكان المراقب العام السيد نورالدين السنوني بحق الرجل المناسب في المكان المناسب .
فكم نحن بحاجة لمثل هؤلاء المسؤولين الأمنيين في بلورة مفهوم المقاربة الأمنية الجديدة التي تعتمد على إشراك كافة المتدخلين في العملية الأمنية ، تتوخى الأمن والأمان لعموم المواطنين والحفاظ على ممتلكاتهم وصيانة حقوقهم .
لانبغي من وراء هذا المقال إلا قول الحقيقة في رجل تتجسد فيه الشخصية الأمنية والكفاءة المهنية العالية في تدبيره للشأن الأمني ، ومثل هؤلاء الرجال قليلون في وقتنا الراهن …