قام أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، اليوم الجمعة بزيارة ضريح مولاي إدريس الأزهر، الذي خضع لعملية ترميم وتجديد تطلبت غلافا ماليا قدره 5ر52 مليون درهم.
ويندرج ترميم هذا الصرح الروحي الباعث على الورع والتقوى ، في إطار العناية السامية التي ما فتئ أمير المؤمنين ، حفظه الله ، يوليها للشأن الديني عموما ، ولأماكن العبادة على وجه الخصوص ، وكذا الرعاية التي يخص بها جلالته الشرفاء الأدارسة.
وقد نفذت هذه الأشغال بناء على التعليمات السامية لأمير المؤمنين ، الذي كان ، حفظه الله ، قد وجه أمره المطاع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سنة 2009 بإعداد دراسة تقنية تهم الترميم الكامل للضريح والمرافق التابعة له.
وهمت أشغال الترميم التي انطلقت في 2011 ، تقوية وإعادة تشكيل القبة الرئيسية ، والصحن ، وقاعة الصلاة ، والصومعة ، وسكن الإمام ، ومسجد لمقلقة (فضاء للصلاة يتسع ل 240 مصليا ويشتمل على قاعات للوضوء) ، ودار القيطون ، وهي الإقامة السابقة للمولى إدريس. و بذلك تكون هذه الأشغال قد همت صيانة مجموعة من البنايات التاريخية التي تمتد على مساحة مغطاة إجمالية قدرها 2548 مترا مربع.
كما مكنت هذه الأشغال التي أنجزت في ظرف 36 شهرا ، من تدعيم الأساسات ، وإصلاح الشقوق ، وتقوية الأسطح والأسقف والقباب ، وإعادة أشغال الصباغة والطلاء ، وصيانة شبكات المياه والكهرباء والتطهير السائل ، وترميم مجموع العناصر الخشبية والمكونات الزخرفية بكيفية مطابقة للأصل (الزليج ، الرخام ، القرمود ، الزخارف المصنوعة من الجبس والحديد والبرونز).
ويعد إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على إعادة تأهيل هذا المكان التاريخي، ذي الحمولة الرمزية الكبيرة بالنسبة للمدينة العريقة وللمملكة المغربية ككل ، مشروعا هاما من شأنه صيانة الذاكرة الجماعية. كما ينسجم ، تمام الانسجام ، مع المقاربة سنها جلالة الملك ، والرامية إلى تثمين الرأسمال اللامادي ، باعتباره أحد أهم مقومات الثروة الوطنية.
وبالفعل ، فإن ضريح مولاي إدريس الأزهر يعد إلى جانب جامعة القرويين ، المعلمة الأكثر شهرة ، و الأكثر جذبا للزوار بمدينة فاس.
وبهدف تمكين مجموع المواطنين من أفضل الظروف لممارسة شعائرهم الدينية ، كان أمير المؤمنين ، قد أطلق في ماي 2010، البرنامج الوطني لتأهيل المساجد وقاعات الصلاة الآيلة للسقوط ، وهو البرنامج الذي مكن من إعادة بناء وتأهيل 684 مسجدا.
و في هذا الإطار ، يجري تنفيذ عمليات للهدم ، وإعادة البناء ، والتأهيل ، وتدعيم الأساسات ، ل 439 مسجدا على امتداد تراب المملكة.
كما كان جلالة الملك قد أصدر في 26 شتنبر الماضي ، تعليماته السامية لوزراء الداخلية والاقتصاد والمالية والأوقاف والشؤون الإسلامية ، بتكوين لجنة دائمة تنكب على حالة المساجد المغلقة ، واتخاذ التدابير اللازمة لبرمجة إعادة بناء ، وإصلاح ، أو ترميم المساجد المغلقة ، وفتحها حسب الأولويات وداخل آجال معقولة.
و في ختام هذه الزيارة رفع ممثلو الشرفاء الأدارسة أكف الضراعة إلى الله عز و جل بأن يحفظ أمير المؤمنين ، صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، و بأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ، و بسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة ، كما ابتهلوا إلى العلي القدير بأن يمطر شآبيب رحمته و مغفرته على جلالة المغفور لهما محمد الخامس و الحسن الثاني.
وقد احتشد الآلاف من سكان المدينة العتيقة لفاس على طول المسار المؤدي لضريح مولاي إدريس الأزهر ، والذين جاءوا للتعبير عن عميق امتنانهم لجلالة الملك على هذه الزيارة الميمونة ، وعن مشاعر الولاء والتعلق بشخص جلالته.