اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الإثنين، بالفضيحة التي هزت الطبقة السياسية الفرنسية والتي همت تسريبات مفادها أن رئيس الوزراء الاسبق فرانسوا فيون قد يكون طلب من الاليزي تسريع وتيرة المتابعات القضائية ضد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ودعوة تركيا للسلطات القبرصية إلى تجميد عمليات الاستكشافات النفطية.
كما اهتمت بالاستفتاء الاستشاري غير الملزم الذي نظم أمس الأحد بمختلف مدن كتالونيا حول استقلال هذه الجهة الواقعة شمال شرق إسبانيا وبالتوقيع في بكين على اتفاقية إطار حول توريد الغاز الطبيعي من روسيا إلى الصين عبر خط الانابيب الغربي، وبالأزمة الأوكرانية والوضع في العراق.
ففي فرنسا كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن نيكولا ساركوزي أضحى يتوفر على حجج لفضح وزيره الأول السابق الذي أصبح خصمه الأول، وسلطة اشتراكية مستعدة لكل شيء لإسقاطه، مضيفة أن ساركوزي يمكن أن يطرح نفسه مرة أخرى كضحية لمؤامرة.
وقالت الصحيفة إن أصدقاء ساركوزي يتساءلون، منذ يومين، عن مأدبة الغداء “الغريبة” التي جمعت بين فرانسوا فيون والكاتب العام للإيليزيه جان بيير جوي والتي تطرق خلالها الطرفان إلى الموضوع، مشيرة إلى أنهما سيتحملان مسؤولية تناقضاتهما وكذبهما.
وأضافت الصحيفة أنه مهما يكن الأمر، لا شيء على الاطلاق يدعو الى الاعتقاد بأن الحكومة الاشتراكية تدخلت في تحقيق يستهدف ساركوزي.
من جهتها، أكدت صحيفة (لوموند) أن رئيس الوزراء الأسبق فرانسوا فيون، الذي يتولى الرئاسة المشتركة بالنيابة للاتحاد من أجل حركة شعبية، حض بالفعل رئاسة الجمهورية خلال الربيع الماضي على التأثير في المسار القضائي للقضايا التي تستهدف منافسه نيكولا ساركوزي موضحة أن هذا الطلب تم خلال غذاء بين فيون والكاتب العام للايليزي في 24 يونيو الماضي.
وقالت الصحيفة إن الكشف عن مبادرة فيون، الذي أعلن ترشحه للرئاسة سنة 2017 قد يكون له أثر مدمر على صورة الوزير الاول السابق، مشيرة إلى أنها تأتي في وقت يستعد فيه الاتحاد من أجل حركة شعبية لاختيار رئيسه المقبل وفي وقت يستهدف فيه الحزب والرئيس السابق بعدة إجرءات قضائية مرتبطة بتمويل حملة الانتخابات الرئاسية لسنة 2012.
وفي نفس السياق، اهتمت الصحف البلجيكية بنفس الموضوع، مشيرة في هذا الصدد إلى أن التسريبات التي وصفتها بالفضيحة، والتي هزت الطبقة السياسية الفرنسية والمتمثلة في التدخل المفترض لرئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون في الاليزيه لتسريع الإجراءات القانونية ضد نيكولا ساركوزي. وتحت عنوان “كيف يريد فيون أن يورط ساركوزي”، أشارت ( لوسوار) إلى أنه في حال تأكدت هذه التسريبات فإن ذلك يعتبر محاولة لاغتيال سياسي ضد نيكولا ساركوزي، موضحة أنه بغض النظر عن توقيتها، فإن الفضيحة ستكون لصالح الجبهة الوطنية، ولرئيستها مارين لوبان التي نددت على الفور بالرشاوى والمناورات والأكاذيب التي أصبحت أساس الحياة السياسة الفرنسية.
بدورها تطرقت (لا ليبر بلجيك) لنفس الموضوع موضحة أن رئيس الوزراء السابق متهم بالضغط من اجل منع عودة الرئيس الفرنسي السابق سركوزي وتسريع وتيرة المتابعات القضائية ضده.
أما صحيفة (لافنير) فتأسفت للتنافس للانتخابات الرئاسية 2017 على وقع هذه الفضيحة التي ليست في صالح لا اليمين ولا اليسار الموجود في السلطة، مشيرة إلى أن عمل الاليزي، يعرف انتقادا من قبل الصحافة، مما ينعكس على شعبية الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند.
وفي اليونان، تناولت الصحف دعوة تركيا السلطات القبرصية إلى تجميد عمليات الاستكشافات النفطية ووقف أي نشاط في هذا الاتجاه، مقابل وقف الجانب التركي لعمليات الكشف الزلزالي بواسطة الباخرة بارباروس في المنطقة الاقتصادية الخاصة لقبرص والتي نددت بها اليونان وقبرص ومصر خلال قمتهم الاخيرة في القاهرة في حين تعتبر تركيا أنها عملية شرعية للحفاظ على حقوق القبارصة الأتراك.
وأوضحت الصحف أن هذا الموقف هو ما نقلته تركيا إلى الأمم المتحدة. كما يبدو أنه الرد المباشر على القمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة وترى تركيا أنها موجهة ضدها.
ونقلت الصحف عن مصادر قبرصية رسمية قولها إن قبرص لن تناقش مطلقا مسألة تجميد عمليات التنقيب عن المحروقات في مقابل سحب السفينة التركية التي تقول إنها دخلت بطريقة غير قانونية إلى منطقتها الاقتصادية الخاصة، مؤكدة أن “الحكومة القبرصية ترفض ذلك مطلقا ولا تفكر حتى في الحديث عن الأمر”.
ودعت مصر واليونان وقبرص خلال قمة السبت تركيا إلى وقف “جميع أعمال المسح الزلزالي الجارية في المناطق البحرية لقبرص” وأكدت احترام الحقوق “السيادية وولاية جمهورية قبرص على منطقتها الاقتصادية الخالصة”.
ودعت الدول الثلاث تركيا إلى “التوقف عن جميع أعمال المسح الزلزالي الجارية في المناطق البحرية لقبرص والامتناع عن أي نشاطات مشابهة في المستقبل”.
وكانت تركيا قد أرسلت في الشهر الماضي سفينة بارباروس لدراسة الزلازل لسبر أعماق البحر على مقربة من قطاع يقوم فيه كونسورسيوم ايطالي كوري بعمليات استكشاف تهدف إلى اكتشاف حقول غاز محتملة بتفويض من نيقوسيا.
واكتشفت قبرص مخزونات هامة من الغاز في المنطقة وتقول تركيا إنه يتعين مراعاة حقوق الأقلية القبرصية في الجزيرة.
وفي إسبانيا، تركز اهتمام الصحف حول الاستفتاء الاستشاري غير الملزم الذي نظم أمس الأحد بمختلف مدن كتالونيا حول استقلال هذه الجهة الواقعة شمال شرق إسبانيا.
وكتبت (أ بي سي) على صفحتها الأولى “إن التحدي السيادي الكتالوني شكل مهزلة وعصيانا”، مشيرة إلى أن العدالة لم تمنع فتح مراكز الاقتراع اعتبارا منها أنه الاستشارة الاستقلالية زائفة ونوع من حرية التعبير.
وأضافت أن الاستفتاء الرمزي، الذي شارك فيه 2,2 مليون شخص، نظمته منظمات غير حكومية بدعم لوجستي من حكومة جهة كتالونيا.
من جهتها، كتبت (إلباييس) أن رئيس حكومة كتالونيا أرتور ماس دافع، بعد هذه الاستشارة السيادية، عن إجراء “استفتاء نهائي” حول استقلال الجهة، مشيرة إلى أن الحكومة المركزية فتحت تحقيقا لتحديد المسؤولية الجنائية لحكومة ماس.
وأضافت اليومية أن هذا الاستفتاء، الذي وصفته حكومة جهة كتالنويا بأنه عرف “نجاحا كبيرا”، جرى “دون وقوع حوادث” وشكل “خطوة إلى الأمام” نحو الاستفتاء النهائي.
وفي سياق متصل، أوردت صحيفة (إلموندو) أن أرتور ماس قدم “خياله الديمقراطي” على أنه “نجاح كبير” وطالب بعقد “استفتاء حقيقي”.
وفي روسيا، واصلت الصحف التعليق على التوقيع في بكين على اتفاقية إطار بين شركة الغاز الروسية العملاقة “غازبروم” وشركة “سي إن بي إس” الصينية حول توريد الغاز الطبيعي من روسيا إلى الصين عبر خط الأنابيب الغربي.
وذكرت صحيفة (كوميرسانت) أن “غازبروم” ولكي تستعرض وتؤكد حدوث تقدم في المباحثات، قررت أن لا تأخذ من الجانب الصيني دفعة سلف تقدر ب 25 مليار دولار في إطار العقد الاول.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إن “غازبروم” لم توافق على “الشروط القاهرة والشاقة” لانها لا تزال تأمل بأنها ستتمكن لاحقا من الحصول على القروض من السوق المالية الغربية وهو أمر لم يعد ممكنا الآن بسبب العقوبات المفروضة على روسيا، معتبرة أنه الآن وقد أخذت “غازبروم” على عاتقها رسميا كل عبء الاستثمار، فإن قيمة تمويل المشروع تصل إلى 55 مليار دولار.
من جهتها، قالت صحيفة (فيدوموستي) إن الشركة الروسية تناقش مع الصين موضوع الحصول على قرض لتمويل بناء خط الأنابيب بدلا من دفعة السلف،موضحة أن دفعة السلف ستسمح للجانب الصيني طلب تخفيض سعر الغا، أما مع القرض فسيصبح من الممكن تجنب الحديث عن موضوع الخصم لكنه سيزيد من عبء الديون.
وفي بولنيا، علقت الصحف على توجيه روسيا أسلحة جديدة لدونيتسك، معقل الانفصاليين الموالين في شرق أوكرانيا لموسكو، مبرزة أن هذه الخطوة تقلق الدول المجاورة بالاضافة إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
أما صحيفة ( بولسكا) فاهتمت باستعداد روسيا لعملية جديدة في شرق أوكرانيا وذلك في انتهاك لاتفاقيات السلام الموقعة في مينسك في 5 شتنبر الماضي تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون.
وفي نفس الاتجاه، لاحظت (لاغازيت اليكتورال) أن روسيا تعزز وجودها العسكري على الحدود مع أوكرانيا وتوجه الأسلحة الثقيلة للانفصاليين.
وفي السويد، اهتمت الصحافة بشكل خاص بالوضع في العراق. ونشرت صحيفة (داغينس نيهيتر) بعض التقارير عن الغارة الجوية على قافلة بالقرب من مدينة القائم.
من جانبها، (سفينسكا داجبلاديت)، أشارت الى أن وزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين أكدتا إصابة البغدادي في هجوم السبت على يد القوات العراقية.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قوله إن الحرب ضد الدولة الاسلامية “تدخل مرحلة جديدة” مع إرسال ما يقرب من 1500 جندي أمريكي إلى العراق.
وفي ألمانيا شكل موضوع الاحتفال بالذكرى 25 لسقوط جدار برلين محور تعليقات جميع الصحف الصادرة اليوم الاثنين. فقد عبرت صحيفة (دير تاغشبيغل) في تعليقها عن الاعجاب الكبير ببرنامج الاحتفالات التي نظمتها برلين في هذا الحدث تميزت بوضع جدار افتراضي ببالونات مضيئة على امتداد مكان الجدار السابق.
من جانبها كتبت صحيفة (هانوفرنيشن أليغماينة تسايتونغ) أن احتفال الشعب الألماني بهذه الذكرى كان مميزا جدا، معتبرة أن مظاهر الاحتفال تخللتها أعمال فنية ساحرة أضاءت سماء برلين.
أما صحيفة (ميتلبايريشه تسايتونغ) فترى أنه على الرغم من بعض العقبات التي مازالت تقف في طريق تحقيق وحدة فعلية لألمانيا فإن ما تم إنجازه على امتداد ربع قرن الماضي “يستحق بالتأكيد أن يكون مبعث فخر لكل الألمان”.