غضبة ملكية تطيح بالسرغيني مدير وكالة إنقاذ فاس

تداعيات الغضبة الملكية على المسؤولين المحليين في جهة فاس بولمان مازالت متواصلة، فقد أوردت يوميتا “الصباح” و”المساء” في عددهما ليوم غد الثلاثاء، أن وسؤولي الجهة يعيشون أياما عصيبة، خاصة مع انطلاق صدور القرارات التأديبية، والتي كان أولها إعفاء مدير وكالة إنقاذ فاس.

وقالت يومية “الصباح”، في مقال رئيسي بصفحتها الأولى تحت عنوان: “إعفاء مدير وكالة إنقاذ فاس إثر غضبة ملكية”، إن مصادر متطابقة أكدت أن وقوف الملك شخصيا على تعثر إنجاز اشغال برنامج ترميم وإعادة تأهيل المآثر التاريخية للمدينة العتيقة فاس، انتهى إلى إجراء أولي يتمثل في إعفاء مدير وكالة إنقاذ فاس، فيما تتواصل الأبحاث لكشف باقي المتورطين في التهاون في إطلاق الاشغال في وقتها، وأيضا مراقبة التحويلات المالية وكل الجوانب المتعلقة بالبرنامج، الذي قدم إلى الملك في 4 مارس 2013 وفق مخطط للإنجاز محدد في 48 شهرا.

وأشارت اليومية إلى أنه، بخلاف لجان وزارة الداخلية، التي انكبت منذ الأربعاء الماضي، على كشف أسباب التعثر، سواء التقنية منها أو المالية والإدارية، فإن لجنة خاصة، استبقت الداخلية إلى المواقع الأثرية السبعة والعشرين، ووقفت على حجم التهاون، وعدم ملائمة برنامج أشغال إصلاح وترميم المآثر التاريخية مع الفترة الزمنية التي قطعتها، وما تم إنجازه إلى حدود الزيارة الملكية.

وحسب مصادر ، فإن الأبحاث تروم تحديد المسؤوليات، وكشف تهاون كل المسؤولين المتدخلين في البرنامج، الذي تشرف عليه ولاية جهة فاس، بصفتها ممثلا لوزارة الداخلية، ومسؤولة عن تتبع البرامج التنموية، وأيضا، باقي القطاعات الموقعة على الاتفاقية، كل حسب اختصاصه.

من جهتها قالت يومية “المساء”، في مقال نشرته في صفحتها الأولى تحت عنوان: “تفاصيل غضبة ملكية بسبب تعثر مشاريع تأهيل فاس العتيقة”، إن والي جهة فاس بولمان يعيش، رفقة عدد من المسؤولين المحليين، أياما عصيبة بسبب الغضبة الملكية، جراء تعثر مشاريع تأهيل فاس العتيقة.

وأضافت مصادر “المساء” أن والي الجهة، محمد الدردوري، وجد صعوبة بالغة في تبرير أسباب تأخر انطلاق مشاريع لترميم مآثر تاريخية ومعالم حضارية في المدينة العتيقة لفاس، سبق للملك أن أعطى انطلاقتها، وأشرف على توقيع اتفاقيات بشأنها، إبان زيارته في وقت سابق للمدينة، بهدف إعادة الإشعاع الحضاري والتاريخي للعاصمة الروحية للمملكة.

وأوردت الجريدة أن وزير الداخلية اضطر، أمام تعثر هذه المشاريع، إلى عقد لقاءات ماراثونية في مقر ولاية الجهة، لتجاوز هذا الوضع، ومعالجة اختلالات المشاريع التي تبلغ حوالي 27 مشروع ترميم للمدارس والأبراج والفنادق التاريخية والأسوار والمدابغ، إلى جانب مشاريع أخرى تتعلق بتدخلات لإنقاذ حوالي 4000 بناية تعاني من التدهور في فاس العتيقة، نصفها وصل درجة متقدمة من الهشاشة.