بطاقة”راميد” وصحة المواطن الفقير لا قيمة لهما عند المدير الجديد لمستشفى محمد الخامس بمدينة صفرو

تفاجأت سيدة قادمة من مدينة “إيموزار كندر” البعيدة حوالي 40 كلم من مدينة صفرو، حرمانها من الاستفادة من التحليلات الطبية من طرف مدير مستشفى محمد الخامس بصفرو، رغم توفرها على بطاقة الاستفادة من نظام التغطية الصحية “راميد”.
وبعد استفسارالمريضة “نور يطو” مدير المستشفى عن دواعي منعها من الاستفادة من التحليلات الطبية، أجابها المدير بدون حرج وبدون خجل، أمام مواطنين تدخلوا لها بأن المستشفى عليه ديون متراكمة تقدر ب7 ملايير من السنتيمات، جواب بقدر ما استنكره الحاضرون أثار سخرية و تساؤلات عن نوعية الأشكال التي تدير القطاع العام ببلادنا، وكيفية رؤيتها لصحة المواطن التي ينظر إليها من زاوية الجيب بدل تقديم جودة الخدمات الصحية، ويضيف المدير في سياق تبريره لهذا الحرمان من الاستفادة، بأن “يطو” سبق وبدأت العلاج بعيادة خاصة و بزعمه لا يمكنها الاستفادة من العلاج بالقطاع العام، ولم يعلم سيادته أن المسيكينة تدخل لها بعض المحسنين، وهم من تطوعوا وعرضوها على طبيبة خاصة بمدينة” ايموزار كندر”، التي وجهتها إلى المستشفى الإقليمي بصفرو لإجراء تحليلات طبية، بعد أن علمت الأخيرة أن المريضة تتوفر على بطاقة “راميد”.
ولم تشفع للمريضة “يطو” القادمة من مدينة تبعد عن مدينة صفرو بعدة كيلومترات، حالتها الصحية والاجتماعية المزرية ولا توسلات مواطنين تدخلوا لمؤازرتها لدى هذا المسؤول، حيث رجعت إلى مدينتها تجر وراءها الخيبة والإحباط .
إن مستشفى محمد الخامس بمدينة صفرو، يعاني سوء التسييروالتدبير، وهو الواقع الذي فجر العديد من الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها الساكنة في أوقات سابقة، ضد الإهمال الذي يعانيه المرضى، وسوء المعاملة التي تلقاها النساء في حالة الوضع، حيث يتم توجيههن إلى المستشفى الجامعي بفاس، ومنهن من لقين حتفهن أو وضعن مولودهن وهن في الطريق، وعدم تقديم المساعدة الطبية للأشخاص في وضعية الخطر، ومنهم المصابون في حوادث السير، والذين لا يجدون في إدارة المستشفى وهم يتدرجون في دمائهم إلا الإهمال واللامبالاة من طرف أطباء المصلحة، الإهمال يطال كذلك المعاقين الذين يلقون رعاية سامية من صاحب الجلالة، و لا يجدون في المقابل أدان صاغية من لدن إدارة المستشفى، فضلا عن تحويل المدير الجديد، المستشفى المؤسسة الصحية إلى مرتع للزبونية و المحسوبية، وتهميشه الأطر الطبية التي لا تخضع لمزاجه .
فالصحة هي ملك للجميع، وليست محاصة سياسية أو امتياز، يتمتع به هذا المدير الجديد دون غيره من المواطنين، بهذه العجرفة التي لا تستند إلى أية أخلاق، تم خرق مبدأ المساواة في الاستفادة من خدمات المرفق العام، الذي تحول على عهد هذا المدير الجديد إلى مرتع للزبونية و إهانة كرامة المواطنين.

محمد بوهندية