لعل اللصوص المتخصصين في السرقة عن طريق تقنية تلقب بـ«الزرّامة» يعون جيدا المقصود بها، لذلك لا ضير في توضيح معناها للقراء الكرام الذين يجهلون ماذا تعني بالضبط اتقاء لشرور هؤلاء.
يعتمد اللصوص منهجية «الزرّامة» في السرقة وتكون باستخدام سلس للأصابع تطبعه ليونة منقطعة النظير تتمثل في دسهم لأصابعهم بخفة في جيوب المواطنين وسرقة ما تحتويه دون أن يتركوا أي أثر يذكر.
فلا يشعر المسروق بضياع أغراضه إلا بعد فوات الأوان. وينشط محترفو هذا النوع من السرقة في المراكز التجارية المكتظة من قبيل المركز التجاري الشهير «درب عمر»، و«قيسارية الحفاري» بدرب السلطان، «سوق السلام» و«قيسارية الحي المحمدي»، بالبيضاء…
ليس هذا كل شيء، بل تعتمد نساء يحترفن السرقة التقنية نفسها ولكن باختلاف بسيط وهي حملهن لأطفال على ظهورهن وتعمدهن الالتصاق بسيدات تقمن بالتسوق كما تخفين شفرة حلاقة، وعندما تبصرن أثر هاتف نقال أو محفظة نقود في جيوب ضحاياهن من النساء بشكل خاص.
كل نوع من السرقة يطلق عليه اللصوص اسما معينا لدرجة أنهم يخترعون أسماء غريبة أحيانا. ويطلقون اسم «القرطة» (وهي قطعة خشبية تستخدم لتقطيع اللحوم بعيد الأضحى) على سرقة يتعرض لها السكارى حين يغادرون أبواب الحانات ليلا.
هذه العملية يشترك فيها لصان أو ثلاثة، أحدهم يحمل عصا، فيباغت اللص حامل العصا السكير من الخلف ويضع عصاه على مستوى حنجرته ويضغط لفترة على هذه المنطقة إلى أن يفقد الشخص الثمل وعيه لفترة زمنية تناهز 40 ثانية.
فيجدها اللصوص مناسبة لسرقة أغراض السكير ومحفظة نقوده أو ما تبقى منها بالأحرى وجميع ممتلكاته.
وفي اللغة العامية تلقب هذه التقنية من السرقة بـ»سيرو الموت»، وسبق أن استهدفت أعدادا كبيرة من السكارى فور خروجهم من الملاهي والحانات الليلية ممن يعثر لديهم على مبالغ مالية متفاوتة، إذ تسقط منهم هواتفهم النقالة ويعثر عليها مستخدمو تلك الحانات.
لا يتوانى اللصوص في ابتكار سبل لسرقة المواطنين وسلبهم تحت الإكراه ممتلكاتهم. وفي مرات عديدة سجلت سرقات متعددة بسبل ماكرة في الطرق السيارة يعتمد فيها اللصوص وسائل تثير الدهشة.