فِي خضمِّ التطورَّات الأمنيَّة التِي تزحفُ نحوَ دولِ الخلِيج من العراق وسوريَا، حيثُ تأخذُ رقعة تنظِيم “الدولة الإسلاميَّة” فِي التمددِ بالرغم من هجمَات التَّحالف الذِي تقُودهُ واشنطن، شرعت بلدان مجلس التعاون في التهييء لتكوين جيشٍ موحد.
منابرُ إعلاميَّة خليجيَّة ذكرَت أنَّ دول مجلس التعاون بحثتْ إبَّان الاجتماع الأخير لوزراء دفاعها في الكويت، إنشَاء جيشٍ قادر على أنْ يدحر أيَّ عدوَانٍ من الخارج، على أنْ تكون ثمَّة استراتيجيَّة عسكريَّة جديدَة للمجلس، سيجرِي الإعلانُ عنهَا عمَّا قريب.
وبحسب المصادر ذاتها، فإنَّهُ باتَ ثمَّة اتفاقٌ شبه نهائي على تشكيلِ جيشٍ من نصف مليُون فرد، يعهدُ إليه بالتدخل السريع في حال نشبَ أيُّ نزاعٍ، على أنْ يبرمَ الجيشُ اتفاقيَّات عسكريَّة مع عدَّة دول من بينها المغرب، كيْ تحصل على المساندة الفوريَّة فِي حال نشوب الصراعات.
ومن الزمع، أنْ يتزود الجيش “الخليجي” بأسلحة ردع متطورة ومنظومة دفاعية ورإدارية حديثة، فضْلًا عن تأمين غطاء للطيران مكون من 300 طائرة حربية من بينها اف 15 ومروحيات الأباتشي.. أمَّا قوات درع الجزيرة التي جرى تشكيلها في وقتٍ سابق، وبعث بها إلى البحرين حيث قمعت الانتفاضة في البلاج، فستنضوي تحت لواء الجيش الجديد وسيتم اختيار اسم جديد له.
في غضون ذلك، كانت وزارات الدفاع في دول مجلس التعاون قد عهدت بإجراء دراسة معمقة، حول الصيغة الأنسب لتشكيل جيش خليجي يواجه التحديات الراهنة، قبل وضع توصياتها على طاولة المباحثات الأخيرة.
التعاون العسكري بين المغرب ودول الخليج، ليس بالأمر المستجد، حيث سبق للمغرب أنْ أعلن تقديم المساعدة العسكريَّة والاستخباراتيَّة لدولة الإمارات، في حربها ضدَّ الإرهاب، وذلك في أعقاب لقاءاتٍ بين قيادات عسكريَّة وأمنيَّة من البلدين.
المغرب أكدَ موازاةً مع ذلك، وجود تنسيقٍ أمنِي مع دول خليجيَّة منها السعوديَّة والبحرين، قائلًا إنَّه لا يتوانَى عن دعم دول الخلِيج في حال طلبت عونًا عسكريًّا، إزاء الأخطار المحدقة بالمنطقة.
ومن الدُّول التي يرجحُ أنْ يتعاون معه الجيش الخليجي الموحد يتواجد الجيش المصرِي، بالنظر إلى وثوق الصلة بين أنظمة خليجيَّة والقاهرة بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسِي، فيما تعدُّ إعادة الإمارات والسعوديَّة والبحرين سفراءها إلى الدوحة الطريق أمام تقاربٍ خليجي قدْ يسرع بإنشاء الجيش الخليجي المُوحد.