محمد طارق السباعي رئيس الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب
وكيل الملك بالقنيطرة ينصب نفسه قاضيا ومأمور إجراءات التنفيذ دون صدور حكم قضائي، وينتزع عقارا من حيازة صاحبه فمتى سينتفض ضباط الشرطة القضائية ويرفضون التعليمات التي تكون خارج نطاق القانون؟
المتضرر التجأ الى الجهة القضائية المختصة، في إطار مسطرة الامتياز القضائي تفعيلا لمقتضيات المادة 266 من قانون المسطرة الجنائية، لتبحث في سلامة استعمال القوة وكسر أقفال المنزل ، والاستيلاء على أغراضه، وتمكين المشتكي من العقار المتنازع عليه رغم أن النيابة العامة، لا تملك حق البت في النزاعات بين الأفراد، والأخطر من كل ما وقع هو جواب وكيل الملك بأنه هو من أعطى هذه التعليمات بعد الاقتناع بان المشتكى به هو الظالم.
هذه الواقعة ذكرتني بأحد وكلاء الملك بسلا في ثمانينات القرن العشرين، حيث أنه بناء على شكاية ضد مواطن بانتزاع عقارين من حيازة الغير الأول محل للحدادة، والثاني منزلا يكتريهما من مالكه المنعش العقاري، والذي عوض أن يتقدم بطلب الإفراغ للهدم وإعادة البناء، اختار الطريق السهل وتقدم بشكاية إلى النيابة العامة بسلا، فكتب الوكيل تعليماته للشرطة ” انزعو ا المفاتيح وسلموها للكومير أحمد، فما كان من الشرطة إلا أن نفذت التعليمات، وكتبت المحضر ” “ننزع المفاتيح من (ش . ق) ونسلمها للكومير أحمد طبقا لتعليمات السيد وكيل الملك.
فالتجأت إلى هذا الوكيل الذي لم يلتحق بمنصبه إلا اسبوعا واحدا، فاستفسرته محتجا واكتفى بالجواب لنتصالح في هذا الملف، فقلت ساخرا إن المبلغ الذي يجب أن يتوصل به موكلي لن يقل عن 25 مليون تعويضا عن الشطط في استعمال السلطة، لكن ما وقع هو اعتقال موكلي قبل الإلتحاق بمكتبي الذي وقع على التنازل عن الشكاية، التي لم أكن قد رفعتها بالنيابة عنه وقبل تحت التهديد تعويض ثلاثة ملايين سنتيم .
وهكذا أصبت بخيبة أمل، لأن موكلي تعرض للتهديد والترغيب و قنع بالثلاثة ملايين، فليته انتظر يوما واحدا للجواب عن العرض الذي اقترحته مقابل الصلح، والذي من المؤكد أن الوكيل سيدفع الملايين للحفاظ على المنصب ؟؟؟
وعلى سبيل الختم، شكا رجل إلى قراقوش أن بعض اللصوص قد سرقوا داره ، فسأله : هل هناك باب خاص يقفل الحارة التي تقطنها ؟
فأجاب الرجل : بنعم .
فأمر قراقوش أن يخلعوا هذا الباب و يأتوا به إليه، و لما احضروا الباب، أمر أيضاً أن يسوقوا إليه جميع سكان الحارة، و في حضرة هؤلاء اقترب قراقوش من الباب و كلمه همساً ثم التفت إلى الجميع و قال: لقد سألت هذا الباب فأجابني أن للسارق ريشة فوق رأسه .
و كان أن رفع أحدهم يده فوق رأسه ليتلمس موضع الريشة، و قبض عليه قراقوش وأمر بضربه حتى اعترف بالسرقة .
ما أحوجنا الى قراقوش عادل