اهتمت الصحف الأوربية الصادرة اليوم الأربعاء بعدد من المواضيع، أبرزها خطاب البابا أمام البرلمان الأوربي ببروكسيل، وازدياد حدة المواجهات العرقية في الولايات المتحدة، ومواصلة المفاوضات بين اليونان والمانحين بشأن برنامج إنقاذ اقتصادها.
وهكذا تناولت الصحف البلجيكية خطاب البابا أمام البرلمان الأوربي في ستراسبورغ فكتبت صحيفة “لا ليبر بيلجيك” أن البابا “وبصراحة صديق لم يدخر الانتقادات تجاه الاتحاد الاوربي الهرم والتعبان، وللمؤسسات البيروقراطية للغاية لأوربا التي تضحي بالكرامة الانسانية وايضا بالبيئة على حساب المصالح الاقتصادية”.
وأشارت إلى أن ذلك ليس جديدا ذلك أن البابا كان لسان دعاة اتحاد أوروبي أكثر تضامنا ومن أولئك الداعين إلى التفكير النقدي بشأن النموذج الاوربي، داعية القادة الاوربيين إلى استلهام الافكار من خطاب البابا لانارة دربهم.
من جهتها كتبت “لوسوار” أن أوربا، هذا الشيء الهرم عليه استلهام ما رجح من نظرة رجل دين والذي فرض نفسه أمس على الاوربيين، رجل دين من أمريكا اللاتينية وعارف بدول العالم قدم للأوربيين وجههم الذي يظهر لباقي العالم.
صحيفة “لافونير” أشارت إلى أن البابا قدم خارطة طريق روحية للسياسيين الاوروبيين خلال زيارته لستراسبورغ. وطالب القارة العجوز بتجاوز الخلافات لتصبح مرجعا للإنسانية باعتمادها التضامن واحترام الاشخاص والعدالة.
وفي ألمانيا اهتمت الصحف بعودة أعمال الشغب إلى ضاحية فرغسون بسانت لويس في ولاية ميزوري الأمريكية على خلفية قرار المحكمة عدم متابعة ضابط شرطة أبيض كان قد أطلق النار على فتى أسود.
وفي هذا الصدد كتبت (فيسر كورير) أن قرار المحكمة الذي حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما على احترامه شكل “صفعة في وجه غالبية الامريكيين من أصول أفريقية بسانت لويس”، مشيرة إلى أن دعوة أوباما إلى الهدوء والاحتجاج على القرار سلميا، لم تغير من الوضع بل زادت من حدة الاحتجاجات.
من جانبها كتبت صحيفة (رويتلينغه غينرال أنتسايغه) أن سانت لويس التي نشرت عنها صور حرائق صادمة أصبحت رمزا لسياسة فاشلة نتيجة الفوارق القائمة بين الأغنياء والفقراء وبين البيض والسود، مضيفة أن الاحتجاجات التي اجتاحت المنطقة وكأنها حرب أهلية.
وبالنسبة لصحيفة (تاغستسايتونغ) فإن نزول المحتجين إلى الشارع كان بمثابة رسالة واضحة أرادوا من خلالها أن يقولوا “النظام لا يحمينا”، معربة عن اعتقادها بأن الأمر ربما حقيقة تعيشها الولايات المتحدة التي لها حساسية أكثر مع العنصرية بشكل يومي.
أما صحيفة (ميتلدويتشه تسايتونغ) فاعتبرت أن الاحتجاجات لها أسبابها لأن عدة عمليات حول تعسف الشرطة ضد الأقليات هي واقع ملموس، مشيرة إلى أن غضب الكثير من السود جاء أيضا على خلفية حرمان بعضهم حتى من التعليم الذي يعتمد على المال معربة في نفس الوقت عن أسفها كون الولايات المتحدة لم تتمكن من تحقيق سوى تقدم ضئيل تحت قيادة أول رئيس أسود.
من جانب آخر اهتمت الصحف بزيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الأول للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ ودعوته إلى تقديم مزيد من المساعدات للاجئين وإلى الالتزام بالسلام.
واعتبرت صحيفة ( نوي أوسنايبروكه) أن كلمة بابا الفاتكان خاطبت ضمائر أعضاء البرلمان الأوروبي من أجل إيجاد حلول للعديد من القضايا، مضيفة أن البابا حذر من هيمنة ما هو تقني واقتصادي على النقاش السياسي، وعلى حساب المخاوف الحقيقية التي يواجهها البشر.
أما (باديشن تاغبلات) فترى أن البابا ذكر أوروبا بما يتعين عليها القيام به في قضايا، كالحروب والاتجار بالأسلحة والبشر، والتطرف الديني وغير ذلك.
وفي اليونان تناولت الصحف المفاوضات الجارية يومي الثلاثاء والاربعاء بباريس بين الحكومة اليونانية والمانحين لتقويم برنامج الإصلاحات الهيكلية اليونانية الشامل. وكتبت “كاثيميريني” أن المفاوضين تناولوا بالتدقيق ميزانية الدولة للعام 2015 بندا بندا، مبرزة أن المانحين (البنك المركزي الاوربي والاتحاد الاوربي وصندوق النقد الدولي) مازالوا يصرون على ان هذه الميزانية التي قدمتها الحكومة للبرلمان بدون موافقتهم الجمعة الماضي تتضمن عجزا غير مقبول من ما بين 2 و3 مليار يورو.
وأضافت أن المفاوضات ستركز خلال اليوم الثاني على قضايا الاصلاحات في الاجور وسلاليم الاجور الجديدة، وإصلاح قوانين التنظيم النقابي، مشيرة إلى أن طلبات المانحين خلقت توترات داخل الحكومة إذ أن الحزب الاشتراكي الشريك في الائتلاف يرفض إجراء أية تعديلات أو تنازلات إضافية خصوصا في ما يتعلق بقانون التنظيم النقابي في حين يرى شريكه “الديموقراطية الجديدة” المحافظ عكس ذلك.
وقالت الصحيفة إن نقطة الخلاف هي المسألة المتعلقة بضرورة أن تجمع أية نقابة من اجل الدعوة للاضراب أصوات 50 في المائة زائد 1 من المنتسبين في تصويت وهو ما يطالب به المانحون للحيلولة دون الدعوات العشوائية للإضرابات التي تقوم بها الأقلية النقابية.
من جهة أخرى اهتمت غالبية الصحف بموضوع الإضراب العام الذي دعت إليه النقابات يوم غد الخميس للاحتجاج على مواصلة سياسة التقشف.
وأشارت “دو فيما” إلى أن الإضراب هو ال 32 من نوعه منذ العام 2010 وهي السنة التي بدأت فيها الحركة الاحتجاجية ضد سياسات التقشف التي تفرضها الحكومات المتعاقبة بضغط من الاتحاد الاوربي والمانحين الذين وضعوا اليونان التي تعاني من أزمة اقتصادية حادة تحت تدابير الإنقاذ الأوربي.
وأضافت أنه يتوقع أن يشل الإضراب الحركة في البلاد كما ستنظم النقابات العمالية للعاملين في القطاعين العام والخاص مسيرات ومظاهرات وسط أثينا للاحتجاج وفق ما أسمته بياناتها على السياسات التدميرية التي جففت الأجور وأجهزت عليها.
وسلطت الصحف النرويجية الضوء على الخصوص على أسعار النفط في الأسواق العالمية، وعلى مظاهرات مدينة فيرغيسون بالولايات المتحدة، ومسألة الضرائب.
وأبرزت أن انخفاض أسعار النفط لن يكون له تأثير على الثقة في الاقتصاد النرويجي، مشيرة إلى استطلاع رأي أجري مؤخرا حول الثقة في الاقتصاد مقارنة مع العام الماضي، يظهر نتائج جيدة رغم انخفاض الأسعار.
وأشارت صحيفة “أفتنتبوستن” إلى أن هذا الاستطلاع يظهر كيف يمكن توقع أن ينمو الاقتصاد خلال السنة المقبلة، مبرزة أهم المؤشرات التي بينها هذا الاستطلاع على مستوى السنة الماضية.
وأوضحت أن بعض المحليين وضعوا احتمال تراجع أسعار النفط، والبعض الآخر يرى إمكانية تدخل منظمة “أوبك” بعد اجتماعها الذي ستعقده في فيينا من أجل تحقيق الاستقرار في أسعار البترول على المستوى العالمي. من جهتها، أوردت صحيفة “في غي ” تحليلا لوضعية الضرائب في البلاد من خلال مقتضيات الميزانية العامة لسنة 2015، مشيرة إلى أن وزيرة المالية النرويجية سيف ينسن تعتزم إدخال تعديلات على المدى المنظور.
وأوضحت الصحيفة أن عددا من الإجراءات الضريبية ستهم السنوات الخمس المقبلة، معتبرة أن بعض المقتضيات لا تكفي بالنظر إلى التكاليف الكبيرة للأسر.
كما واصلت الصحف النرويجية التطرق إلى الأحداث الأخيرة في الولايات المتحدة التي عرفت فيها منطقة فيرغيسون (ولاية ميسوري)، على خلفية قرار القضاء عدم متابعة دارين ويلسون، الشرطي الذي تسبب في مقتل الشاب الأفرو-أمريكي ميكاييل براون في الصيف الماضي.
وأبرزت أن هذه المظاهرات ستؤثر على الانتخابات الرئاسية المقبلة وخاصة حزب الرئيس باراك أوباما.
وفي روسيا واصلت الصحف اهتمامها بالمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني حيث وافق المشاركون فيها على تمديد الاتفاقيات المرحلية التي تم التوصل لها في العام الماضي، إلى غاية يوليوز المقبل والقيام بصياغة وثيقة إطارية خلال الاشهر الثلاثة أو الأربعة القادمة.
وفي هذا الصدد نقلت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) عن فلاديمير سوتنيكوف الباحث في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية قوله أنه على الرغم من كل الصعوبات هناك فرصة لإنجاز المفاوضات بنجاح لأن كل الاطراف المشاركة في المفاوضات معنية في ذلك.
وفي نفس السياق ذكر مصدر في وزارة الخارجية الروسية لصحيفة (كوميرسانت) أن حجر العثرة خلال المفاوضات الماضية تمثل في موضوعين ،الأول يهم جدول رفع العقوبات عن إيران والثاني عدد أجهزة الطرد المركزي الإيرانية. وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو لا ترغب بتهويل واقع تمديد المفاوضات ولا ترى في ذلك أية دراما.
وحذر بعض الخبراء الذين استطلعت الصحيفة آرائهم من أن تحقيق الاتفاق سيكون أصعب لاحقا لانه من المحتمل أن يتم قريبا عرض مشروع قانون على الكونغرس الامريكي يشدد العقوبات المفروضة على ايران وكذلك على روسيا.
وفي نفس المنحى نقلت صحيفة (فيدوموستي)عن مارك فيتزباتريك مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية البريطاني، قوله ربما سيتم التوصل إلى اتفاقية ولكن تدقيق التفاصيل سيتطلب ستة أشهر على الأقل، والدور الحاسم والاساسي في الموضوع سيلعب الوضع في سوق النفط العالمية.
وقالت الصحيفة إن الأطراف المشاركة كانت تأمل في اتخاذ أصعب القرارات في آخر لحظة، ولكن المفاوضات اظهرت أنه لا يوجد أي استعداد لدى الولايات المتحدة وإيران للتعاون ، مبرزة أن فوز الجمهوريين في انتخابات الكونغرس، وانخفاض أسعار النفط وخطر تعزيز موقع إيران في العالم الإسلامي أحبطت الاتفاق التاريخي.
وفي فرنسا تطرقت صحيفة (لوموند) إلى مآل مفاوضات فيينا حول الملف النووي الايراني واصفة ب”الحمام البارد” نتائج هذه المفاوضات بين المفاوضين الايرانيين وممثلي مجموعة خمسة زائد واحد (الدول الدائمة العضوية بمجلس الامن الدولي إضافة إلى ألمانيا)، مشيرة إلى أن هذه المفاوضات تم تمديدها لسبعة أشهر إضافية.
وأضافت الصحيفة أنه إذا كانت مختلف الاطراف قد أعطت الانطباع بإمكانية فسح المجال خلال أيام لاحتمال تمديد المفاوضات، إلا أن مدة التمديد تنم عن فشل.
وقالت الصحيفة إن شروط الاتفاق المؤقت الموقع بجنيف في 24 نونبر 2013 تم تمديدها ، مذكرة بأنه بمقتضى الاتفاق قبلت إيران بالحد من قدرات تخصيب الاروانيوم مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية المتعددة المفروضة على طهران منذ 2006 .
من جهتها اهتمت صحيفة (ليبراسيون) بالاستراتيجية الجديدة للتنمية للجنة الاروبية التي ستعلن الاربعاء عن مخطط لضخ 300 مليار يورو من اجل حفز النمو بعد أربع سنوات “من العلاج”.
من جانبها تطرقت صحيفة (لوفيغارو) إلى الوضعية المتفجرة التي تعيشها مقاطعة ميسوري بعد أن برأت إحدى المحاكم الشرطي الابيض دارين ويلسون الذي قتل بالرصاص الشاب الاسود مايكل براون في التاسع من غشت الماضي .
وأضافت الصحيفة أن قرار القضاة أثار موجة من العنف حيث عادت وضعية الامريكيين السود إلى صلب النقاش.