طوت محكمة الاستئناف بفاس صفحات ملف مقتل منصور العميمري، تلميذ بالسنة أولى باكلوريا بثانوية الوحدة بتاونات، في ظروف غامضة قبل أكثر من 8 سنوات خلت، إذ عثر على جثته مكبل اليدين والرجلين في موقع بغابة مجاورة لدوار بوعزون بجماعة رغيوة بالإقليم ذاته، وعليها آثار اعتداء جنسي وجروح، فيما بدا رأسه مهشما بشكل يوحي بضربه بحجر كبير.
وبعد 11 جلسة التأمت في أكثر من 14 شهرا مرت على تعيين الملف أمامها بعد استئناف الحكم الابتدائي، أصدرت غرفة الجنايات الاستئنافية صباح الخميس الماضي، قرارها في هذا الملف بعد مناقشته والاستماع إلى جندي متقاعد توبع في حالة سراح مؤقت على خلفية هذه الجريمة، وشهود والمرافعات، مؤيدة الحكم الابتدائي القاضي ببراءته من جناية «القتل العمد» التي وجهت إليه.
واستمعت المحكمة إلى عدة شهود من الدوار، بعضهم شارك الضحية والمتهم السمر في مقهى، إذ أوردوا روايات مختلفة حول نقاش حاد دار بينهما حول أمور سياسية، قبل أن يغادر الضحية المحل متوجها إلى منزل والديه، ويتعقبه المتهم الذي لم يتقبل الطريقة التي ووجه بها من قبل التلميذ، بعد دقائق من ذلك، لكنه سرعان ما عاد أدراجه إلى المتجر بعد بضع دقائق من ذلك.
ولم تكشف أي شهادة للمستمع إلى تصريحاتهم في هذا الملف، في سائر المراحل، عن الضلوع المباشر للمتهم في هذه الجريمة البشعة التي ارتكبت تحت جنح الظلام، أو معاينتهم لذلك وتصفيته جسديا، فيما أفاد بائع سجائر زيارته من قبل المتهم في تلك الليلة بعدما ادعى ذلك في تصريحاته التمهيدية أثناء الاستماع إليه من قبل الضابطة القضائية للدرك الملكي بسرية الدرك تاونات.
وعثر على جثة التلميذ الهالك الذي كان في زيارة لعائلته بالدوار بعدما قضى أسبوعا في الدراسة بالثانوية المذكورة، في حقل فلاحي بين دواري الحاجيين وبوعزون، بعد ساعات قليلة من مغادرته منزل والده للسمر في دكان بالدوار مع أقرانه، إلا أنه لم يعد، فيما ظل هاتفه المحمول يرن دون إجابة، لتفاجأ أسرته بجثته مضرجة في الدماء وعليها آثار تعنيف وضرب وجرح واغتصاب.
ولاحظ التشريح الطبي الذي أخضعت إليه الجثة وجود آثار لاعتداء جنسي تعرض إليه الهالك، الذي وجد سرواله منزوعا عنه، فيما شوهدت أكثر من جروح ناتجة عن ضرب بالسلاح الأبيض في أنحاء مختلفة من جسمه، إضافة إلى إصابته بحجر كبير على الرأس، كما عوين خيط على يدي الضحية، ما يوحي بتكبيله لتعطيل أي محاولة للمقاومة منه.
ح . أ (فاس)