قال السيد امحند العنصر وزير التعمير وإعداد التراب الوطني إن التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة فاس ـ بولمان يشكل لبنة وآلية جديدة لتركيز وتدعيم السياسة الجهوية وإعطاء مكانة أرقى للجهة كأسمى إطار لتدبير الشأن المحلي كما ينص عليه الدستور وتسعى إليه الجهوية المتقدمة. وأوضح السيد العنصر خلال لقاء تشاوري عقد اليوم الخميس بفاس حول مشروع التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة فاس ـ بولمان أن هذا التصميم الذي بلغ إعداده مراحله الأخيرة يعتبر وثيقة استراتيجية تنموية تعطي تصورا استشرافيا لتنظيم المجال كما تقترح مشاريع مهيكلة ومندمجة تعمل على تحقيق الالتقائية والانسجام. وأكد الوزير أن ما يميز التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة فاس ـ بولمان هو أنه يعد أول تصميم على المستوى الوطني ينجزه مجلس الجهة كصاحب المشروع في إطار شراكة مع وزارة الداخلية ووزارة التعمير وإعداد التراب الوطني منوها بمختلف الفاعلين الجهويين والمتدخلين القطاعيين الذين ساهموا في بلورة هذا المشروع المرتبط بإرساء أسس الاستراتيجية التنموية الجهوية. وأشار إلى أن هذا التصميم قطع أشواطا عديدة حيث انتقل من التشخيص الاستراتيجي الترابي الذي حظي بتوافق كافة الفاعلين على أهم القضايا الترابية الآنية والمستقبلية كما حدد أهم الاختلالات التي يعاني منها التراب الجهوي كعدم التوزان بين الوسطين الحضري والقروي فيما يخص الولوج إلى الخدمات الأساسية وضعف هيكلة الوسط القروي مع ندرة القرى المهيكلة وتركيز الأنشطة الاقتصادية بمدينة فاس وغيرها. وأضاف أن التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة فاس ـ بولمان حدد خمسة مجالات مشاريع هي مقدمة الريف وممر الميتروبول وحاضرة فاس والأطلس المتوسط وملوية مضيفا أن لقاء اليوم يستهدف بالأساس مناقشة الخيارات الاستراتيجية وبرنامج العمل الجهوي المندمج في أفق تجسيد الالتقائية والتعاون بين القطاعات وكذا تقويم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتوجيه البنيات الأساسية مع تفعيل دور المؤسسات والفاعلين الاقتصاديين العموميين. وأشار إلى ان الخيارات الاستراتيجية أفضت إلى إفراز العديد من المشاريع التنموية التي تهم الجهة والتي صيغت على شكل برنامج عمل جهوي مندمج مشيرا إلى ان التصاميم الجهوية لا تقف عند توحيد الرؤية المستقبلية بين الفرقاء بل تتعداه لتقترح آليات الأجرأة والتفعيل خاصة بالنسبة للتعاقد الترابي. وأكد أن الرهان الحالي يتطلب تعبئة الإمكانيات وتنسيق الجهود من أجل تفعيل مضامين هذه المشاريع التي ستشكل لبنة أساسية في مسلسل اللامركزية واللاتركيز باعتبارهما مسالك ضرورية لإنجاح أي عمل تنموي مشترك بين الدولة والجماعات الترابية مشيرا إلى ان هذا اللقاء التشاوري يروم الخروج برؤية موحدة وتوافق جماعي حول برنامج العمل الجهوي المندمج الذي سيكون موضوع عقدة بين الدولة والجهة . وتميز هذا اللقاء التشاوري الذي حضره والي وعمال جهة فاس ـ بولمان والعديد من المنتخبين ومكونات المجتمع المدني بتقديم الخطوط العريضة لمشروع التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة فاس ـ بولمان بمختلف مكوناته وأبعاده الاقتصادية والاجتماعية. ج/ح ق ن ف