أعمق أنواع الجراح ذاك الذي يأتيك من أقرب الناس، الذين هم من جلدتك بل وأهل صلة رحمك،هذا النوع من الجراح تعاني منه السيدة رشيدة المطلقة، التي تكابد من قسوة قلب أمها أكثر من قسوة البرد القارس ونزول الأمطار الغزيرة في هذه الأيام، وهي تتخذ من الشارع مسكنا لها مع ابنتها ( 19 سنة) التي تتابع دراستها بقسم الباكلوريا، وابنها (17 سنة) هو الأخر يتابع دروسه بالتكوين المهني.
وفي التفاصيل، فمنذ12 يوم والسيدة رشيدة مع ابنيها يعشون تحت خيمة بالشارع، بعد أن أبلغتها والدتها بأنه لم يعد مرحبا بها وبابنيها، وأغلقت باب المنزل دونهم لتضيف لهم محنة أخرى على قساوة العيش، واستندت الأم على طرد ابنتها وسبطيها بحكم قضائي لإفراغهم من المنزل الذي يحتوي على ثلاث طبقات.
تقول السيدة رشيدة، إنها وإخونها وأخواتها ورثوا المنزل عن والدهم، وبرا بوالدين سجلوا المنزل باسم والدتهم إلا أنها لم تراع هذه الثقة فأقدمت على طرد البعض دون آخرين.
وسط هذه المعاناة المتواصلة، التي تتكبدها السيدة رشيدة تناشد السلطات وفعاليات المجتمع المدني والمحسنين، التدخل العاجل من أجل إنصافها وإنهاء تشردها، وانتشالها من معاناة هاجس الخوف من الاعتداءات عليها وعلى ابنيها، خصوصا ابنتها وقبل وقوع مالا يحمد عقباه لأولادها.