المنتدى الجهوي الثالث للحكامة الترابية بمراكش يدور حول محور: أي تنمية مستدامة لمدن الجهة ؟

يشكل موضوع “أي تنمية مستدامة لمدن الجهة ؟” محور المنتدى الجهوي الثالث للحكامة الترابية، الذي انطلقت أشغاله اليوم الأربعاء بمراكش، والذي يناقش مجموعة من القضايا ذات الصلة بتدبير الشأن الترابي بجهة مراكش تانسيفت الحوز.

ويهدف هذا المنتدى، الذي تنظمه دار المنتخب لجهة مراكش تانسيفت الحوز، بشراكة مع مؤسسة (كونراد اديناوير) الألمانية، إلى تشخيص واقع التنمية الحضرية بالجهة وبحث آفاق هذه التنمية من خلال هندسة مجالية مندمجة، وكذا التدابير الملحة التي تتطلب حلولا استعجالية.

وأبرز خالد الفرناوي، نائب رئيس مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز، في كلمة بالمناسبة، أن هذا المنتدى، الذي يدخل في إطار اتفاقية شراكة تربط بين دار المنتخب لجهة مراكش ومؤسسة كونراد اديناوير الألمانية، يشكل فرصة سانحة لإغناء التجربة المغربية في مجال التدبير الترابي من خلال الانفتاح والنهل من نظيرتها الألمانية مع المحافظة على طابعها الخاص.

وأضاف أن المغرب قطع أشواطا مهمة في هذا المجال أبرزها ورش الجهوية الموسعة الذي سينعكس إيجابا على التدبير الترابي للجماعات بالجهة بشكل خاص وعلى صعيد التراب الوطني بشكل عام.

من جانبه، أبرز ممثل مؤسسة (كونراد اديناوير) الألمانية هيلمون رايفلد، جهود هذه الأخيرة في المساهمة في تعزيز الممارسة الديمقراطية بالمغرب، ومواكبتها لأنشطة دار المنتخب لجهة مراكش الرامية إلى الرفع من كفاءات وقدرات الموظفين بالجماعات الترابية والمنتخبين المحليين بالجهة في مجال الحكامة الترابية.

وأضاف أن هذا المنتدى يشكل مناسبة للدفع بآلية التعاون والتفاهم بين المغرب وألمانيا من أجل خلق مشاريع ذات طابع هيكلي من شأنها أن تعود بالنفع على جهة مراكش تانسيفت الحوز والمدن الألمانية على حد سواء.

من جانبه، أشار الكاتب العام لدار المنتخب حسن معيلات، إلى أن جهة مراكش تانسيفت الحوز تتجاوز المعدل الوطني من حيث السكان الحضريين، ما يستدعي الانكباب على وضع رؤية واستراتيجية تجعل مدن الجهة في مستوى تطلعات الساكنة خلال السنين المقبلة.

أما رئيس لجنة تنمية المدن والتهيئة الحضرية بالغرفة الأولى للبرلمان الألماني، وعضو مجموعة العمل البرلمانية حول التعاون الاقتصادي، المكلف بالمغرب، بيتر شتاين، فقدم عرضا حول التجربة الألمانية في مجال التنمية المستدامة للمدن، مبرزا أن التطور السريع والتوسع اللذين تشهدهما المدن يطرحان تحديات ترتبط بالشغل والطاقة ودور الصفيح والتمدرس والتغيرات المناخية والرعاية الصحية، ويتطلبان إمكانيات مادية وبشرية مهمة من أجل مسايرتهما.

وأكد أن على المسؤولين العمل على تحسين المستوى المعيشي للساكنة وخاصة بالمناطق المهمشة داخل المدن وتقوية البنية التحتية بالمناطق التي تعاني من رداءة على مستوى الخدمات، كما سجل، من جهة أخرى، الأهمية التي يكتسيها ورش الجهوية الموسعة بالمغرب وما له من تأثير إيجابي على تدبير المجال الترابي وتحسين مستوى عيش المواطنين.

ويتضمن برنامج هذا المنتدى، المنظم على مدى يومين بمشاركة منتخبين محليين وموظفين بالجماعات الترابية بالجهة وأساتذة جامعيين وطلبة وفاعلين جمعويين، ثلاث ورشات تتناول مواضيع تهم تحديات تطوير المدن لمواجهة العولمة، ودور الفاعلين اللامركزيين واللامتمركزين في التنمية المستدامة للمدن، والاستراتيجيات الترابية لتلاقي السياسات العمومية لتنمية المدن.