انطلقت ثورة الجيلالي بن إدريس الزرهوني الملقب ببوحمارة وأيضا الروكي سنة 1902 من العاصمة فاس ليؤلب الشعب على السلطان عبد العزيز، مستغلا في ذلك الظروف التي كان يمر بها المغرب لصالحه من أجل السيطرة على الحكم، بعد أن ادعى أنه هو محمد بن الحسن الأول الوريث الشرعي للعرش، بعد ذلك اتجه إلى تازة، وفي تلك الفترة واجه الجيش الحكومي في عدة معارك انتصر فيها بوحمارة وكبَّد الجيش السلطاني خسائر كبيرة، أثرت – حسب بعض المؤرخين – على المجتمع المغربي وهيبته الخارجية وسيادته الداخلية. واستقطب الروكي بعض القبائل التي توجد في وسط المغرب وشماله وشرقه، مستغلا إحساس الشعب بثقل المكوس (الضرائب) التي فرضت عليه لأداء الدين الذي اقترضته الإيالة من فرنسا، وسيدفع هذا الاقتراض المغرب إلى تقديم مجموعة من التنازلات والقبول بفرض سياسة الحماية على المغرب في مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906، لتشتد ثورة بوحمارة قوة وتمركزا في مناطق تازة مرورا بمدينة وجدة إلى أن اتخذ قصبة سلوان عاصمة لحكمه
وبعد تقرب قبائل الريف من بوحمارة التي دعمته في البداية – حسب ما ذكره « جرمان عياش » – في هذا الصدد، « وجد بوحمارة في الريف الشرقي أنصاره الأشد تحمسا والموارد والرجال، وفيه تمكن من إنشاء قاعدة لمخزنه »، لكن الشريف محمد أمزيان الذي كانت له حظوة كبيرة عند أهل الريف سرعان ما تصدى للروكي وألَّب عليه الساكنة، يقول جرمان عياش: « الشريف أمزيان من الأوائل الذين فطنوا إلى تواطئ الزرهوني مع الأجانب وعملوا على فضحه »، وكان من نتائج هذا التحريض أن اتجه بوحمارة بجيشه إلى منطقة ازغنغن قرب الناظور. وكان يجب انتظار سنة 1908 عندما اعتلى السلطان عبد الحفيظ العرش ليتم القبض على بوحمارة ونقله إلى فاس ، إذ احتجز المطالب بالعرش في قفص ووضعه فوق أحد الجمال، وكان يعرض على أنظار الجمهور في ساحة القصر، بعد ذلك سينفذ فيه حكم الإعدام رميا بالرصاص من قبل عدد من العبيد، لتنتهي مسيرة متمرد مطالب بالعرش حكم بعض القبائل المغربية لمدة سبع سنوات متتالية