شكل موضوع “الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية في ضوء المرجعية الدستورية والمواثيق الدولية” محور ندوة نظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مساء أمس الأربعاء بالرباط.
وتهدف هذه الندوة الفكرية، التي نظمت بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لحقوق الإنسان، إلى فتح النقاش حول الأسئلة المرتبطة بتفعيل مضامين دستور المملكة في مجال الحقوق اللغوية والثقافية في ضوء المرجعيات والآليات الدولية ذات الصلة.
وأبرز عميد المعهد السيد أحمد بوكوس، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة، أهمية ترسيم اللغة الأمازيغية في دستور المملكة، داعيا إلى التعجيل بإخراج القوانين التنظيمية والنصوص التطبيقية المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.
كما دعا الهيئات المعنية بحماية حقوق الإنسان، لاسيما المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمندوبية الوزارية لحقوق الإنسان، إلى دعم مقترحات المعهد، وكذا مقترحات النسيج الجمعوي ذات الصلة المطالبة بالمصادقة على النصوص التشريعية والقانونية المتعلقة بحقوق الإنسان في شموليتها وتكاملها والغير قابلة للتجزيء.
من جانبه، أبرز السيد المحجوب الهيبة، المندوب الوزاري لحقوق الإنسان، الأهمية التي تمثلها الأمازيغية كرصيد مشترك للمغاربة، داعيا إلى مواصلة الجهود من أجل النهوض بالأمازيغية، لغة وثقافة، ورفع التحديات المطروحة لاسيما في مجالات التعليم والإعلام.
وأضاف أن إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وترسيم اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية في دستور المملكة يعكسان إرادة المغرب القوية في رد الاعتبار لهذه اللغة وتعزيز إشعاعها في مختلف مناحي الحياة.
من جهته، أكد السيد مصطفي جلوق، ممثل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الأهمية التي يوليها المجلس لموضوع النهوض بالحقوق اللغوية والثقافية، مضيفا أن المجلس بصدد إعداد مذكرة بشأن تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية مستندا في ذلك على مقترحات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والنسيج الجمعوي.
من جهة أخرى تم، بالمناسبة، استعراض الخطوط العريضة للرسالة التي وجهتها السيدة إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، والتي اختارت هذه السنة تخليد هذه الذكرى تحت شعار “حقوق الإنسان 365”.
وقد تم خلال هذه الندوة تقديم عروض تمحورت حول “كونية حقوق الانسان وإعمالها في ضوء دستور المملكة” و”الحقوق اللغوية والثقافية بالمغرب .. الحصيلة والآفاق” و”التقطيع الجهوي بالمغرب والحقوق الثقافية”.