المذهب المالكي بين المحافظ على الهوية الإسلامية للمغرب وتحقيق الأمن الروحي

أجمع مشاركون في ندوة علمية نظمت، أمس الخميس بفاس، حول موضوع “التسامح الديني والأمن الروحي .. المملكة المغربية نموذجا”، على أن المذهب المالكي، الذي ارتضاه المغاربة بالإجماع كخيار فقهي، ساهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الروحي للمغاربة وحافظ على الهوية الإسلامية للمغرب.

وأكد أكاديميون وباحثون خلال هذه الندوة الفكرية، التي نظمتها (جمعية فاطمة الفهرية للتنمية والتعاون)، أن المذهب المالكي ظل على مر القرون الخيط الناظم بين المغاربة وربهم وبينهم وبين بعضهم البعض، باعتباره ساهم في لم شمل المغاربة وتحقيق أمنهم الروحي ووحد كلمتهم وصان دولتهم وعصمهم من الفرقة.

وقال المتدخلون في هذه الندوة، التي أطرها الداعية الدنماركي عبد الواحد بيدرسن، أن هذا المذهب الفقهي يمتاز بخصوصيات تتجسد في قابليته على التطور على نحو يجعله أقدر الخيارات الفقهية على الاستجابة لمستجدات العصر، مشيرين إلى أن اختيار المغاربة للمذهب المالكي جاء باعتباره أنجع مذهب يلائم العقلية المغربية التي تتسم بالاعتدال والوسطية وتؤمن بقيم التسامح والتعايش وتروم المرونة.

وبعد أن استعرض المتدخلون إسهامات المغرب بعلمائه وفقهائه في نشر المذهب المالكي بالصحراء وبالغرب الإفريقي، أكدوا أن مؤسسة إمارة المؤمنين ظلت على الدوام الدعامة الأساسية للأمن الروحي للمغاربة الذي تجسده البيعة التي هي عقد روحي تشكل بدلالاتها الشرعية إحدى أهم الخاصيات المكونة للهوية المغربية.

وأوضحوا أن مؤسسة إمارة المؤمنين هي السند الروحي والقانوني والشرعي للروابط العضوية والوجودية والأخلاقية التي ظلت قائمة بين مختلف أقاليم المملكة بشمالها وجنوبها منذ عهد المولى إدريس الأكبر مؤسس الدولة المغربية.

كما تحدث المتدخلون عن بعض القضايا المرتبطة بالتسامح الديني وحوار الشرائع والأمن الروحي، مستعرضين مختلف الإسهامات التي قدمها فقهاء وعلماء المذهب المالكي من أجل تحقيق التعايش والتسامح بين مختلف الديانات والثقافات.

يشار إلى أن هذه الندوة الفكرية، التي نظمت بشراكة مع التنسيقية الأوروبية للحكم الذاتي بالصحراء المغربية، حضرها العديد من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالبحث في مجالات العلوم الدينية والسياسية والدستورية.