قامت السلطات اليونانية، في ساعات الفجر الأولى من اليوم الاثنين، بإخلاء ساحة سينتاغما وسط العاصمة أثينا من السوريين المعتصمين منذ 20 نونبر الماضي الذين يطالبون بالسماح لهم بالتوجه وطلب اللجوء في دول شمال أوروبا.
وبدأت العملية في الساعة الثالثة صباحا حيث تم تطويق المكان المقابل للبرلمان اليوناني من قبل الشرطة، وجمع المعتصمين في حافلات نقلتهم إلى إدارة شؤون الأجانب.
وقال الكاتب العام لوزارة الداخلية اليونانية إنه إلى غاية نهاية الأسبوع كان هناك اتفاق مع المعتصمين على إخلاء الساحة، لكن بحلول ليل الأحد لوحظ توافد أعداد كبيرة جديدة من السوريين، ما حذا بقوات الأمن إلى التدخل.
ولم ترد أنباء عن وقوع حوادث أو إصابات خلال عملية الإخلاء.
وكان عمدة أثينا قد خصص مراكز إيواء نقل اليها يوم الجمعة نحو خمسين من النساء والأطفال.
وقد حث أنجيلوس سيريغوس، الكاتب العام لإدارة السكان والشؤون الاجتماعية اليوناني، الأسبوع الماضي، المعتصمين على التقدم بطلبات اللجوء، وقال إن وزارة الداخلية تعد المتقدمين بالحصول على المأوى والغذاء والرعاية الطبية. وأضاف أن السلطات تتوقع أن يزداد عدد المتقدمين بطلبات اللجوء قريبا، علما بأنه يوجد حاليا 4000 سوري في أثينا تقدموا بطلبات اللجوء.
غير أن المعتصمين الذين ظلوا لعدة أيام متحدين أمام قساوة الطقس والأمطار كانوا يطالبون بالسماح لهم بالمغادرة وطلب اللجوء في بلدان شمال أوروبا الغنية، وليس البقاء في اليونان التي تعاني من أزمة اقتصادية، مشيرين إلى أن اليونان الغارقة في الأزمة لا يمكن أن تضمن لوحدها استقبال لاجئي حرب.
وتقول السلطات اليونانية أنه منذ مطلع العام 2014 وصل إلى سواحل اليونان نحو 20 ألف مهاجر سوري فروا من الأوضاع المأساوية في بلادهم.
ووفقا للسياسة المنظمة للهجرة في الاتحاد الأوروبي، لا يمكن للاجئين مغادرة البلد الأوروبي الأول الذي دخلوه في اتجاه بلد أوروبي آخر إلا بتأشيرة سياحية.
ويجعل هذا الوضع اللاجئين السوريين في اليونان عرضة لمافيات التهريب التي تعرض تهريبهم عبر البحر إلى بلدان شمال أوربا مقابل مبالغ مالية غير قادرين على توفيرها، وفق ما صرح عدد من المعتصمين، الذين أكدوا أنهم لا يريدون البقاء في اليونان.