وفي هذا السياق، جرى بلورة رؤية استراتيجية للنهوض بالجانب السياحي بالعاصمة الاقتصادية للمملكة من خلال تطوير صناعة سياحية مبنية على مؤهلات ثقافية وتراثية ودينامية اقتصادية متسارعة ، والتي تضع نصب عينيها التركيز بالأساس على سياحة الأعمال.
ولوضع اللبنات الأساس المتعلقة بترجمة هذا الطموح على أرض الواقع، جرى في شهر يناير من سنة 2014 التوقيع على العقد البرنامج الجهوي، الذي يتطلع من خلاله المهنيون إلى تقوية جاذبية الدار البيضاء حتى تحتل المكانة اللائقة بها، وذلك في أفق تحقيق الأهداف المسطرة والرؤية المتقاسمة لمهنيي هذا القطاع سنة 2020.
وكان وزير السياحة السيد لحسن حداد قد أكد في أكثر من مناسبة أن النهوض بالسياحة في العاصمة الاقتصادية، سيساهم في خلق بيئة مناسبة لسياحة الأعمال / لقاءات ، ندوات ، مؤتمرات ، تظاهرات اقتصادية / ، وذلك من خلال تشييد بنيات عصرية مناسبة حددها هذا العقد البرنامج.
الدارالبيضاء: استثمارات إجمالية حددت قيمتها في 3ر 10 مليار درهم للنهوض يالقطاع السياحي
وتتفرع الأهداف التي حددها هذا العقد البرنامج إلى عدة محاور تتعلق ببلورة عرض سياحي يستهدف سياحة الأعمال ، وعروض أخرى لسياحة مبنية على الثقافة والترفيه والرياضة (ملاعب للغولف). ومن أجل بلوغ هذه الغايات ، تم إعداد 46 مشروعا (ثلاثة مشاريع مهيكلة ، و43 مشروعا تكميليا) ، والتي تروم جعل العرض السياحي المحلي غنيا ومتنوعا.
ولضمان إنجاز هذه المشاريع ، فقد تطلب الأمر استثمارات إجمالية حددت قيمتها في 3ر 10 مليار درهم ، منها 3ر7 مليار سيوفرها القطاع الخاص.
وقد حددت فترة زمنية لإنجاز هذه المشاريع المهيكلة (2014 – 2018)، والتي تشمل في جانب منها توسيع مارينا الدار البيضاء ، وتهيئة ميناء جديد للصيد السياحي ، إضافة إلى تشيد رصيف جديد لتفريغ وشحن السفن.
أما المشاريع التكميلية فتندرج في إطار برامج (تراث وإرث) و(السياحة ذات القيمة المضافة) و(الرياضة والتنشيط والترفية) و(بلادي) ، والتي رصدت لها استثمارات تزيد عن 1827 مليون درهم.
وتركز هذه المشاريع على سلسة من البرامج التي تهدف إلى تثمين الهوية الثقافة للدار البيضاء عبر تهيئة التراث التاريخي والمعماري، المادي واللامادي، والتي شرع فعلا في إنجاز بعضها منذ سنة 2012 والتي تتواصل إلى غاية سنة 2017.
ويتعلق الأمر بإعادة تهيئة المآثر التاريخية للمدينة القديمة، والفضاءات العمومية الأساسية، والإقامات القديمة، وإنشاء مركز للبحث حول التراث، علاوة على بلورة عرض سياحي ثقافي من خلال بناء مسرح ومتاحف خاصة بالدار البيضاء (المقاومة ، التاريخ ، الطيران ، الفنون المعاصرة ، الأركيلوجيا).
ويتوقع أن تساهم هذه المشاريع في إحداث 1500 فرصة عمل. وبشكل عام ، فإن الدار البيضاء التي تزخر بمؤهلات كبيرة في شتى المجالات ، عاقدة العزم على تعزيز مكتسباتها في المجال السياحي عبر توفير بنيات ووحدات من الطراز الرفيع ، وذلك حتى تكون من الحواضر العالمية الكبرى التي تربح رهان المنافسة في هذا القطاع حاضرا ومستقبلا.