أدى التقارب المفاجئ بين مصر والجزائر إلى توتر ملحوظ في العلاقات ما بين نظام السيسي والمغرب، بدأت مؤشراته مع هُجومات متتالية من الإعلام المصري على المغرب، ليصل إلى الإعلام العمومي المغربي الذي خرج أمس الخميس بتقريرين ناريين ضد السيسي يصفه فيهما بـ”قائد الانقلاب”، فيما تحدث عن مرسي بكونه “الرئيس المنتخب”.
ومن جهتها لم تستسغ جُل الصُحف الجزائرية مشاعر الود المفاجئة التي أبداها نظام السيسي تُجاه الجزائر، إذ عللت ذلك بـ”الطمع” المصري في الغاز الجزائري خُصوصا في ظل أزمة الكهرباء التي تعيشها الدولة المصرية منذ اعتلاء السيسي كرسي الحكم، في حين أرجعت قبول الجزائر بيعها الغاز لمصر بنفس الثمن بـ”رغبتها في البحث عن حلفاء جدد لسياساتها الدبلوماسية”.
وتعليقا على قرار الحكومة الجزائرية بيع الغاز الطبيعي لمصر بنصف ثمنه في السوق، أوضح الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول في تصريح لجريدة الشروق الجزائرية، أن السلطات الجزائرية تسعى سياسيا إلى تعزيز العلاقات مع مصر، خاصة مع الحكومة الجديدة التي تنتظر منها دعم مواقفها الدبلوماسية خُصوصا تلك المتعلقة بالصحراء المغربية وجبهة البوليساريو الانفصالية، إلا أنه استدرك قائلا “لكن أهداف مصر من خلال هذه الاتفاقية تبقى غامضة”.
وأشار الخبير الاقتصادي، أن الجزائر “تتعامل مع إسرائيل” بطريقة غير مباشرة من خلال عمليات تصدير الغاز إلى مصر، ويتم هذا الأمر عن طريق تصدير مصر لغاز “البوتان” كما هو معلوم لإسرائيل وبالتالي فالغاز الجزائري سيصل إلى إسرائيل، خاصة أن مصر تحتاج إلى 400 مليون متر مكعب لتغطية احتياجاتها، فيما ستقوم بتصدير الكمية المتبقية إلى إسرائيل.
وفي نفس السياق، انتقدت جريدة الشروق في موضوع عنونته بـ”خلفيات تفجّر ينبوع الحب المصري المفاجئ تجاه الجزائر” التحولات الكبيرة في المواقف المصرية تجاه الجزائر، إذ وصفت التقارب المصري الجزائري على خلفية استيراد الغاز الجزائري بأنه “تهافت غير مسبوق من طرف مصر على الجزائر على جميع الأصعدة، سياسيا، واقتصاديا، حتى وصل الأمر إلى الرياضة، بشكل جعل المتابعين يتحدثون عن وجود مساع مصرية لجر الجزائر، من خلال هذا “التطبيع”، نحو أجندات تتناقض، وعقيدتها الدبلوماسية”.