كثيراً ما حاول البعض إحداث الوقيعة بين مصر والمغرب، سواء من خلال بث الفتن، أو اختلاق وقائع لا تمت للواقع بصلة، أو باستخدام أبواق إعلامية مشبوهة لشن هجوم “خبيث”، لكن فى كل مرة تخرج العلاقة بين القاهرة والرباط أوثق من ذى قبل، دون أن تتأثر سلبًا من قريب أو بعيد بهذه المحاولات، التى تستفيد منها البلدان لكشف أعدائهما المشتركين، والعمل على تقوية ما بين البلدين من أواصر قوة وتعاون وتلاحم، حتى تحولت البلدان إلى صخرة تحطمت عليها كل محاولات الوقيعة والفتنة. حاول المغرضون قبل ذلك حينما روجوا لفكرة أن هناك هجوما إعلاميا مصريا منظما يستهدف المملكة، لكن باءت هذه المحاولات بالفشل حينما أثبتت قيادتا البلدين أنهما لا يسيران خلف الشائعات أو المحاولات المسمومة لتعكير صفو العلاقات وكسر الصف العربى.. ورغم أن الرسالة كانت واضحة لأعداء البلدين بأن مصر والمغرب أقوى من هذه المحاولات الخبيثة، إلا أن أصحاب هذه المحاولات لازالوا متمسكين بأمل دس السم ما بين البلدين، دون أن يتعلموا مما حدث فى الماضى. اليوم كنا أمام إحدى هذه الحلقات التى لن تنتهى، حينما حاول البعض استغلال خطأ شخصى لمذيع فى القناة الأولى المغربية عن الوضع فى مصر، لتصويره على أنه موقف المغرب من مصر، رغم أن موقف المملكة معلن وثابت بدعم الشرعية الثورية المصرية فى 30 يونيو، وكان الملك محمد السادس من أوائل من هنأوا الرئيس عبد الفتاح السيسى، حينما فاز فى الانتخابات الرئاسية فى مايو الماضى.. فعل ملك المغرب ذلك لأنه كان ولازال يحترم إرادة الشعب المصرى الذى ثار على نظام “إرهابى” أراد الانقضاض على الدولة المصرية وتحويلها لعزبة خاصة بالتنظيم الإرهابى.. هنأ ملك المغرب الرئيس السيسى وساند ثورة 30 يونيو لأنه يقدر مصر وشعبها، وفى الوقت نفسه يحظى الملك محمد السادس بمحبة وتقدير الشعب والقيادة المصريين. نحن بالفعل أمام محاولات من كيانات لا ترضى بهذا الوفاق الواضح ما بين مصر والمغرب.. كيانات إرهابية تسعى للوقيعة دومًا بين الأشقاء، واستغلال أخطاء شخصية والترويج لها وكأنها توجه عام، رغم علمهم بأنهم كاذبون ويقلبون الحقائق. أعضاء الإخوان مثلما اعتادوا قلب الحقائق للمصريين، يستخدمون الحيلة ذاتها فى الخارج، فهم بعدما فشلوا فى كسب أى تعاطف داخل مصر، راحوا يروجون لأكاذيب للوقيعة بين مصر وأشقائها العرب، مستخدمين فى ذلك قنواتهم الإعلامية الأربعة ” مصر الآن” و”الشرق” و”رابعة “و”مكملين”.. فعلوا ذلك مع المغرب حينما هاجموها وهاجموا ملكها الذى يحظى باحترام وتقدير المصريين، هاجموا المغرب للإيحاء بأن الهجوم مصرى، رغم أن هذه القنوات تبث من خارج الأراضى المصرية، وتحديداً من تركيا، ووتلقى تمويلاً من الدول الداعمة للتنظيم الإرهابى . حاولوا إفساد العلاقة لكن كل مساعيهم فشلت وستفشل فى المستقبل، لأن مصر والمغرب بل وكل الدول العربية أكبر من أن تقع فى هذا الفخ الإخوانى الذى لا يؤمن إلا بأهداف التنظيم الخاصة التى لا تعترف بالوطن ولا بالعروبة. إن ما حدث هو سوء فهم، تجاوزته البلدان مثلما تجاوزتا الكثير، لأن ما بين القاهرة والرباط من علاقات تاريخية واستراتيجية أكبر من أن تتأثر بهذه الأكاذيب أو الهفوات الشخصية لضعاف النفوس. سوء تفاهم عابر لكنه كشف عن فضيلة، وهى أننا أمام نظامين فى القاهرة والرباط يعملان فى هدوء ولا يتورطان أبدًا فى هذه المعارك التى يحاول البعض اختلاقها، فالبلدان لا يجريان أبدًا خلف الشائعات لأن ثقتهما فى بعضهما البعض أقوى من أى شىء، فهى ثقة مبنية على ترابط شعبى ممتد.