بقلم الأستاذ حميد طولست
ما أثارني خلال زيارتي الأخيرة لمصر ، التي لم أعد أجد صعوبة في فهم لهجة أهلها -كما الغالبية العظمى من المغاربة – ليس لأن لهجتهم سهلة ولا سلسلة كما يدعي البعض ، الشيء الذي جعلني أطرح السؤال التالي : لماذا يفهم المغاربة لهجة المصريين ولهجات ولغات غيرهم من الشعوب والأمم الأخرى ؟ الموضوع الذي سأترك الخوض فيه إلى مقالة قادمة بحول الله ومشيئته ، وأعود للظاهرة البينة الانتشار بين أغلبية المصريين، ومن كل الشرائح ، وعلى اختلاف الأعمار والمستويات الاجتماعية والثقافية ، والمتمثلة في الصورة البراقة والمشرقة التي توجب الاعتراف والاعتزاز عن محمد السادس ملك المغرب ، والتي بوسع الزائر العادي أن يرصدها بمجرد وصوله لمصر وتقديم نفسه كمغربي لأي مصري ، بدأً من وضابط الشرطة والجمارك بالمطار إلى الفندق والسوق ، وذلك رغم أن السواد الأعظم ، بل والغالبية العظمى من المصريين ، لا يفهمون الدارجة المغربية ، وأن المغرب بالنسبة لمعظمهم بلد أمازيغي (أي بربرية) ، لا يعرفون من تاريخه وجغرافيته إلا عناوين سطحية وبسيطة جدا ، مع كثير من المغالطات والأحكام المسبقة ، وأن المغربي بالنسبة لأغلبهم إنسان وأعجمي متفرنس لا يقوى على تكوين جملة عربية سليمة ، ولا يمكنه بأي حال من الأحوال التحدث باللغة العربية بطلاقة دون إقحام مفردات فرنسية ، وأنه مجرد كرة قدم ومنتخب 86 الذي يحفظون أسماء لاعبيه عن ظهر قلب فقط ..
دفعت بي تلك الصورة المشرقة ، التي تكونها الكثير من الشعوب عن ملكنا ، عربا أو غير عرب ، وعلى رأسها الشعب المصري ، إلى البحث عن سبب منطقي وإجابة عقلانية لهذا الإعجاب المتميزة بملك المغرب ، لأعتمدها في مقالتي هذه،
ـــــــــــــ فاخترت لذلك أن أستطلع – خلال زيارتي الأخيرة لمصر والتي دامت مدة طويلة- رأي عينة صغيرة ضمت 100 مواطن مصري ، بعضهم من أصهاري وأصدقائي ، وبعضهم من معارفي المقربين ، إلى جانب عدد ممن قابلتهم على عجالة خلال تجوالي في ربوع بلاد الكنانة ومنتجعاتها السياحية الممتدة على شواطئ البحر الأحمر ، أو في مدنها السياحية كالأقصر ومزاراتها العديدة ، على سبيل المثال لا الحصر ، أو في حارات وشوارع مدينة القاهرة العملاقة ، وأحيائها الشاسعة ومدنها الجديدة ، والعشرين مليون قاهري من ساكنتها ، الذين طرح السؤال الذي حيرني ، على عينة لا بأس بها منهم على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية والثقافية ، واستفسرتهم عن رأيهم ونظرتهم وانطباعهم وحتى تحليلاتهم حول سبب الاحترام البالغ حيال شخصية ملك المغرب ، حيث أبدت الغالبية العظمى منهم ، إعجابا كبيرا بالنظام الملكي ، لأنه النظام الذي يكفل دوام الأمن والاستقرار لكل مكونات المجتمع بكل مكوناته المختلفة ، وان المغرب في نظرهم ونظر الكثير من ودول المنطقة لم يصبح بلد العيش والتعايش المشترك والتسامح والوسطية ، إلا بفضل النهج والفكر المستنير لملكه ومجهوداته وحرصه على تدبير جل ملفاته الاجتماعية والاقتصادية ، ومبادراته المباشرة ، التي تمضي قدما بالبلاد في مسيرة التقدم والرقي السياسي والاقتصادي المختلفة ، ـــــــ حيث يرى الكثيرون أن النظام الملكي هو أصلح نظام يكفل دوام الأمن والاستقرار للمجتمع المغربي بكل مكوناته المختلفة ، وان المغرب في نظرهم ونظر الكثير من ودول المنطقة ما أصبح بلد العيش والتعايش المشترك والتسامح والوسطية ، إلا بفضل النهج والفكر المستنير لملكه ومجهوداته وحرصه على تدبير جل ملفاته الاجتماعية والاقتصادية ، ومبادراته المباشرة ، التي تمضي قدما بالبلاد في مسيرة التقدم والرقي ..
واستناداً لما حصلت عليه من نتائج من استطلاع الرأي الذي قمت به ، حول نظرة المصريين لملك المغرب، والتي كانت كافية لتجعلني أقطع بأن كل من انطباعات المستجوبين ، كانت بالغة الاحترام حيال شخصية جلالته ، دون انزلاق للنفاق المبتذل ، إلى درجة أشعرتني أننا محسودون على ملكيتنا و ملكنا ، خاصة حين كانت يختم المحدثون قولهم : “أنتم أيها المغاربة ، محظوظون لكونكم ملكيون ” ..