أحالت عناصر الدرك الملكي بمركز الرحمة بالبيضاء، أخيرا، امرأة على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الزجرية عين السبع، بتهمة الخيانة الزوجية وانتحال صفة، بعد أن ادعت لعناصر الدرك أنها ممرضة بالمركز الاستشفائي ابن رشد، في حين قررت حفظ القضية في حق خليلها، التي قدمته لهم أنه ضابط شرطة، لتمسكه بالإنكار وانعدام الإثبات إلى حين ظهور عناصر جديدة في القضية. وتعود تفاصيل الواقعة، عندما كانت عناصر الدرك تقوم بحملة أمنية بمنطقة الرحمة، على الساعة الرابعة صباحا، أثار انتباهها وقوف سيارة مشبوهة بمكان منعزل بها امرأة وثلاثة رجال، أحدهم يحمل “نرجلية”، وبعد مطالبتها لهم ببطائقهم الوطنية، قدمت المتهمة نفسها أنها ممرضة بمستشفى ابن رشد وأن الشخص الذي بجانبها ضابط للشرطة، وأن السائق وزميله وهو مهاجر بأمريكا تطوعا لنقلها إلى شقتها بالمنطقة.
وأوضحت المصادر أن الدركيين بعد تنقيط الموقوفين، تبين أن ضابط الشرطة مزيف، وله سوابق قضائية بتهمة التزوير واستعماله، ليتم نقل الموقوفين إلى مركز الدرك الرحمة لتعميق البحث معهم. وأثناء الاستماع إليهم، أقر المهاجر أنه على علاقة جوار بالمتهمة، والتقى بها أمام مستشفى ابن رشد، وأخبرته أنها ممرضة، لتطلب منه وزميله نقلها إلى محل سكنها بسيدي معروف، وعندما وافق، طلبت منه أن يرافقها شخص قدمته أنه ضابط شرطة بعد أن تعطلت سيارته، وهو ما استجاب له رفقة شريكه، قبل أن توقفهم دورية الدرك. أما المتهمة، وخلال الاستماع إليها، أكدت أنها متزوجة وأم لطفلين، تعمل مساعدة اجتماعية بالمركز الاستشفائي ابن رشد، وأنها ظلت في عملها إلى حدود منتصف الليل لتلتقي صدفة بالمهاجر وطلبت منه نقلها إلى محل سكنها، وعندما همت بركوب السيارة ، وجدت ضابط الشرطة، يجد صعوبة في تشغيل سيارته وطالبت من جارها السابق نقله أيضا، وهو ما وافق عليه.
وعندما استفسرها المحققون لماذا قدمت نفسها في أول الأمر ممرضة، اعترفت أنها لم يسبق لها أن كانت ممرضة. وبخصوص عشيقها فإنها التقته سنة 2009 بمقر المنطقة الأمنية الحي الحسني، وصرح لها أنه ضابط شرطة ومنذ تلك الفترة وهو يقدم لها العون، خصوصا عندما تقدمت بطلاق الشقاق ضد زوجها، وأنها منذ تلك الفترة وهي على علاقة غير شرعية معه. هذه التصريحات نفاها المتهم الذي اعترف للمحققين أن علاقته بالمتهمة لم تتعد أسبوعا وأنه لم يقدم لها نفسه أنه ضابط شرطة، مقرا أنه كان يرافقها إلى شقة بحي الرحمة لقضاء الليل معها وتدخين “النرجيلة”.
وأضافت المصادر أن الدرك الملكي أجرى مواجهة بين المتهمة وخليلها، الذي تمسك بالإنكار، بخصوص انتحاله صفة ضابط شرطة، في الوقت الذي التزمت فيه المتهمة الصمت، قبل أن تفيد في مواجهة ثانية مع خليلها أنها كانت تظن أنه ضابط شرطة عندما التقته بالمنطقة الأمنية، متراجعة عن تصريحاتها الأولية أنها أقامت علاقة جنسية معه. وخلال وضع المتهمين تحت الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة، تقدم زوج المتهمة إلى مقر درك الرحمة، ليكشف لهم أن زوجته لا تعمل ممرضة أو مساعدة اجتماعية، بل خياطة، متمسكا بمتابعتها قضائيا.