جلالة الملك محمد السادس يتوصل باتفاق مع فرانسوا هولاند حول الأزمة الديبلوماسية
أسفرت حكمة جلالة الملك وحنكته في تدبير الملفات الصعبة، عن الوصول إلى حل توافقي مع الفرنسيين، لتجاوز أسوأ أزمة تعصف بعلاقات البلدين، لم يشهد لها التاريخ المشترك للبلدين، مثيلا، منذ سنوات طويلة.
ويظهر جليا أن الإشراف الشخصي لصاحب الجلالة على هذا الملف شخصيا، وحرص الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند” على وضع حد للأزمة، قد أثمر نتائج إيجابية بالفعل، ليتمكن البلدان الصديقان من الخروج من هذا المأزق، بلا غالب ولا مغلوب.
حقيقة تبناها الفرنسيون أنفسهم وأكدوا عليها في البيان المشترك، الذي جاء في ختام مباحثات كانت تجري بتوجيهات واضحة وتشبث دائم لقائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس فرانسوا هولاند، وهو ما مكن من الوصول إلى اتفاق من أجل وضع حد لهذه الوضعية، والعمل من أجل الحفاظ على الشراكة الاستثنائية التي تميز العلاقات بين البلدين، وهو ما جعل المغرب وفرنسا يخرجان بقرار فعال لعدم تكرار ما جرى، بتعديل اتفاقية التعاون القضائي واستئناف التعاون القانوني والقضائي.
وأوضح البيان المشترك أن هذا التعديل، الذي يكتسي أهمية بالغة، يأتي ليتوج مباحثات تم الشروع فيها منذ عدة أشهر من قبل حكومتي البلدين، تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى يوم السبت من قبل وزير العدل والحريات المصطفى الرميد ووزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا، بعد مباحثات استغرقت يومين بباريس .
ولم يفت وفدي البلدين برئاسة الوزيرين الوقوف عند الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تعليق التعاون القضائي بين فرنسا والمغرب، وجرت نقاشات بين الرميد ونظيرته الفرنسية، طبعتها “روح بناءة جدا وجو من الثقة” حسب البيان المشترك.
وأشار البيان إلى أن الوزيرين توصلا إلى اتفاق حول نص يعدل اتفاقية التعاون القضائي بين فرنسا والمغرب، ويتيح تسهيل دائم لتعاون أكثر نجاعة بين السلطتين القضائيتين بالبلدين، وتعزيز تبادل المعلومات في إطار الاحترام التام لتشريعاتهما ومؤسساتهما القضائية، والتزاماتهما الدولية.
وأكد المصدر أن هذا الاتفاق يشكل مساهمة إضافية في العلاقات المكثفة والمتينة، ومتعددة الأبعاد بين البلدين، مضيفا أن حكومتي البلدين ستعملان على إخضاعه في أقرب وقت لإجراءات التصديق الداخلية لكلا الطرفين .
وخلص البيان إلى أن الوزيرين عبرا عن ارتياحهما للتوصل إلى هذه النتيجة، وقررا الاستئناف الفوري للتعاون القضائي والقانوني بين فرنسا والمغرب، وعودة قضاة الاتصال.
و في خطوة مفاجاة، أعلنت صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية، صباح أمس الإثنين، وقف إصدار الصحيفة لفترة غير محددة.
وقال طاقم تحرير “شارلي إيبدو”، الذي قرر وقف الصحيفة “أعزاءنا القراء، يرغب كل فريق Charlie Hebdo بشكر الجميع وكل منكم على التأييد والتعاطف الكبيرين الذين منحتمونا إياهما في الأسابيع الماضية”.
وأضافت: “نحن لا ننساكم وسنعود الى أكشاك الصحف في الأسابيع القادمة.
وجاء هذا القرار بعد أن قامت “شارلي إيبدو”، مباشرة بعد الهجوم المسلح الذي تعرضت له في 7 يناير قتل فيه 12 شخصاً، بينهم رئيس التحرير وعدد من رسامي الكاريكاتير، (قامت) بتوزيع ملايين النسخ، بها رسم كاريكاتوري مسيئ للنبي محمد (ص)، كما نشرت الصحيفة نسخاً إلكترونية بالإنجليزية والإسبانية والعربية بعد الهجوم المسلح الذي تعرض له مقر الجريدة.