بلغت الأشغال بالمحطة الجوية الجديدة التي يتم تشييدها بمطار فاس ـ سايس التابع ترابيا لجماعة اولاد الطيب ضواحي فاس والتي من شأنها أن تساهم بشكل كبير في الرفع من طاقة الاستقبال بهذا المطار لتصل إلى 5 ،2 مليون مسافر في السنة مقابل 500 ألف المسجلة حاليا مراحلها الأخيرة حيث من المقرر أن تدحل الخدمة خلال الأسابيع المقبلة. وستمكن هذه المحطة الجديدة التي يتم تشييدها وفق آخر المستجدات التقنية على مساحة إجمالية تصل إلى 17 ألف متر مربع من تفعيل حركية التنمية على مستوى جهة فاس ـ بولمان في مختلف المجالات . كما ستساهم هذه المنشأة الحيوية التي يدخل بناؤها ضمن مشروع ضخم لتوسيع منشآت مطار فاس ـ سايس تقدر تكلفته المالية الإجمالية ب 479 مليون درهم في تحقيق الإشعاع الدولي للعاصمة العلمية للمملكة وللتنمية الاقتصادية والاجتماعية لجهة فاس ـ بولمان من خلال ربط هذه الحاضرة بالعديد من الوجهات والمحطات العالمية المعروفة . وقد جاءت عملية توسعة مطار فاس ـ سايس وتمكينه من محطة جوية جديدة نتيجة عدة عوامل لعل أبرزها هو الارتفاع المطرد لعدد المسافرين الذين يمرون عبر هذه المنشأة حيث استقبل مطار فاس ـ سايس سنة 2014 أزيد من 792 ألف مسافرا فضلا عن الدينامية الاقتصادية التي تعرفها الجهة في العديد من القطاعات الاستراتيجية . ويضم هذا المشروع الذي يتم تمويله بشراكة بين المكتب الوطني للمطارات والبنك الإفريقي للتنمية عدة مكونات منها توسيع موقف الطائرات والمسلك الطرقي للربط بين المدرج مع إنجاز موقف جديد للسيارات بسعة 800 سيارة إلى جانب تجهيز المحطة الجوية الجديدة بكل التجهيزات الضرورية لتشغيلها في أحسن ظروف السلامة والأمن وجودة الخدمات . وستمكن هذه المنشآت الجديدة من رفع المساحة الإجمالية لمطار فاس ـ سايس لتصل إلى 22 ألف و 600 متر مربع كما ستساهم في تسهيل وتطوير عملية معالجة حركية النقل الجوي وبالتالي الاستجابة للزيادة المتوقعة في عدد المسافرين عبر هذا المطار مع فتح المجال أمام وكالات جديدة للطيران . ويأتي إنجاز المحطة الجديدة لمطار فاس ـ سايس وباقي المنشآت والتجهيزات الفنية الأخرى من أجل الاستجابة للنمو الذي تعرفه حركة النقل الجوي للمسافرين ولمواكبة التطور المهم الذي يشهده القطاع السياحي بالعاصمة الروحية للمملكة وكذا لمصاحبة المشاريع المهيكلة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية على مستوى جهة فاس ـ بولمان . وتحترم عملية بناء المحطة الجديدة لمطار فاس ـ سايس الطابع المعماري والهندسي للعاصمة الروحية للمملكة حيث تم تخصيص نسبة 10 في المائة من الكلفة الإجمالية لهذه المحطة لأشغال الزليج والنقش على الخشب وكذا لاقتناء بعض التحف الفنية في مجال الصناعة التقليدية من أجل تزيين هذه المحطة التي ستشكل واجهة حضارية للمدينة وللمنطقة ككل . ويوفر مطار فاس ـ سايس الذي يقع على بعد 12 كلم جنوب مدينة فاس خدمات ذات جودة عالية للمسافرين كما يستجيب للمعايير الدولية في مجال الأمن والسلامة والتي تقرها المنظمة الدولية للطيران المدني وهو ما مكن هذا المطار من الحصول على شهادة ( إيزو 9001 ) لسنة 2008 . كما يستقبل مطار فاس ـ سايس الذي أضحى وجهة مفضلة للعديد من شركات الطيران الآلاف من السياح سنويا بالإضافة إلى المغاربة المقيمين بالخارج سواء الذين ينحدرون من هذه الجهة أو من جهات أخرى بعيدة . ويحتل مطار فاس ـ سايس حاليا الرتبة الرابعة على الصعيد الوطني بخصوص تصنيف حركة النقل الجوي التجاري حسب المناطق وذلك بعد كل من مطارات محمد الخامس ( الدار البيضاء ) والمنارة ( مراكش ) والمسيرة ( أكادير ) . وإلى جانب رحلات جوية باتجاه بعض العواصم العربية والإفريقية يعد مطار فاس سايس منطلقا لرحلات جوية يومية اتجاه العديد من المطارات الأوربية كإشبيلية وليون ولندن وشارل لوروا وفرانكفورت وغيرها.