شهدت منطقة بني مكادة بطنجة أمس واحدة من أكثر المعارك الدموية في الآونة الأخيرة، بين أفراد شبكتين من مروجي المخدرات الصلبة، الساعية للسيطرة على المواقع الإستراتيجية للبيع، استعملت فيها سيوف وأسلحة بيضاء وهراوات… وأدت إلى إصابات في صفوف الجانبين دون سقوط ضحايا في الأرواح.
وأفادت مصادر متطابقة من المكان عينه، أن المعركة، التي دارت رحاها بمنطقة بني مكادة، ابتدأت حوالي منتصف النهار، حين هاجم عشرات من أفراد شبكة تنتمي إلى حي “مبروكة”، منافسين لهم بالحي “أرض الدولة”، ودخلوا في اشتباكات عنيفة استعملت فيها كل وسائل الترهيب، قبل أن تتحول المعركة إلى أزقة ودروب الحي، ما أثار موجة من الرعب والهلع بين السكان، الذين ظلوا يراقبون هذه الأحداث الدموية من نوافذهم في انتظار تدخل رجال الأمن الا في وقت متاخر.
وأكدت مصادر أن هذه المواجات الدامية، ظلت مستمرة بين أفراد الشبكتين إلى الساعات الأولى من (الأحد)، ولم يكن هذا الحدث الأول بالحي المذكور، الذي أضحى محطة رئيسية للعصابات الإجرامية الخطيرة، حيث أصبحت مثل هذه المعارك تمثل هاجسا يوميا لدى السكان، الذين يبقى الشعور العام لديهم هو الاستياء العميق والتذمر البالغ من غياب أدنى شروط العيش الآمن والسليم.
وسبق لسكان حي مبروكة، أن استنجدوا بوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالمدينة، وطالبوه في رسالة استعطاف بالتدخل من أجل وضع حد للتسيب والفوضى اللذين تتسبب فيهما عناصر من ذوي السوابق، حولت مساكنهم إلى متاجر مفتوحة، ليلا ونهارا، في وجه زبنائهم الراغبين في التزود بما يحتاجونه من مخدرات، بما فيها المتناولة عن طريق الدم بواسطة الوخز بالإبر، مطالبين بإجبار السلطات الأمنية على الصرامة في أداء مهامها الأمنية والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه التلاعب بأمن وسلامة المواطنين.