مع الأسف، أصبحنا في عالم لا أحد يقوم بشيء إلا بمقابل أو لمصلحة. لكن الأشخاص القوية مختلفة لأنها تركز على الشخص و ليس على منصبه أو على ما تريد كبديل.
” الشخصية القوية لا تعني أبدا التلفظ بالألفاظ السيئة، فالقوة حكمة و ليست وقاحة “.
هناك بعض الناس يحملون بعض السمات و الأوصاف المضادة لبعضها البعض. يستطيع في بعض الحالات أن يتعامل بالشخصيتين في ذات الوقت : إزدواجية الشخصية….. و لا واحدة. من مظاهر هذه الشخصية، أن يظهر الإنسان الذوق و الأدب في بعض الحالات، ثم العنف و التطاول على الآخرين في حالات أخرى. لا يستطيع التفاعل إيجابيا مع الآخرين لأنه يريد أن يثبت وجوده و يشد انتباه الآخرين إليه بالصراخ و رفع الصوت و اللجوء إلى العنف و التحايل….بينما الشخصيات القوية، غير معقدة أو مغرورة، بل متواضعة، لا تتحدث عن نفسها باستمرار و إلى ما وصلت إليه. الشخصية القوية تعرف أن الآخر أهم و تحب التعلم من الجميع، صغير أم كبير، متعلم أم غير متعلم، لأنها ترى أنه ممكن التعلم من الجميع بطريقة أو بأخرى. أما ضعيف الشخصية أو صاحب الإزدواجية لا يختار كلماته بعناية مع العلم أن اختيار الكلمات المناسبة في التعامل جد مهم، ليس فقط لمن أمامه و لكن أيضا له شخصيا لأن كل شيء ينعكس عليه…..الناجحون و الشخصيات القوية لا مشكلة لديهم في التحدث عن فشلهم و مشاركة أخطائهم و لا تتحدث عن فشل آخر، بهذا يتعلم منهم الآخرون و يتفادون أخطائهم. طبعا، عدم التردد في أي شيء و معرفة متى و كيف تختار و تأخذ القرارات تقوي شخصية من تريث ليعرف ماذا يريد في حياته.
لا شك أنه يترتب على ازدواجية الشخصية الكثير من المظاهر السلبية، حيث أن هذا الشخص، يصعب الثقة به، كما يصعب على مخاطبه أن يعرف المنهج السليم للتعامل معه. مخلوق غير مرتاح، يعاني من الإكتئاب و يوجد الكثير منهم في ساحات الجريمة و الشرطة و المحاكم….
عشور دويسي