تحقيق.غادي يجي لي يهرس لمك فمك أشماتا أعيفت الرجال.. والله أوخرجتي ايلا باقي اوصلتي لهاد الدار الجملة التي أشعلت شرطي القنيطرة

غادي إيجي لي هرس لمك فمك أشماتا أعيفت الرجال.. والله أوخرجتي ايلا باقي اوصلتي لهاد الدار”، ربّما تكون هذه الجملة هي الشرارة التي أدت إلى إشعال نيران واحدة من أبشع الجرائم ضد الأقارب، حيث قتل الشرطي بولاية أمن القنيطرة محمد بوعياد زوجته الشرطية أيضا برتبة مقدّم، ووالديها في مرأب العمارة التي كانوا يقطنون بإحدى شققها بزنقة رشيد رضا بالقنيطرة.

في بداية هذا اليوم الدامي، يروي بوعيّاد، حسب مصادر قريبة من التحقيق، أنه اختلف مع زوجته الهالكة رشيدة تقوى حول شراء السمك وإصراره على مرافقة والدته، التي كانت تقطن معهم في الشقة إلى ضواحي سيدي يحيى الغرب لزيارة إحدى قريباتها.

ويقول محمد بوعيّاد، حسب مصادر قريبة، إنه فوجئ بوالدة زوجته الغالية كركو وهي تقف أمام سيارته عندما نزل بمعية والدته إلى مرأب العمارة، وإنها، حسبه، قد أمطرته بعبارات السب والقذف من شاكلة: “اخرج آشماتا أنا هنا لمّك جالسة اليوم غادي يحضر حاروج أو باروج”.

ويضيف محمد بوعياد، حسب ذات المصادر، أن والد زوجته محمد تقوى وصل أيضا إلى المرأب، وهو ما دفعه إلى الخروج من سيارته، حيث هاجمه صهره، حسب روايته، بكلمات نابية: “أنا جيت لبوك آشماتا هذي الاخرة ليك”، ولما أخبره بوعياد بأنه مصر على مرافقة والدته للبادية، ثار في وجهه، حسب زعمه، ونعت والدته بنعوت تحقيرية من قبيل: “العمية.. سير الله انعل طواسلكم جميعا… هي سباب المشاكل”.

ويصر محمد بوعياد في روايته على أن صهره محمد تقوى وجه له بعد ذلك لكمة على وجهه، مما جعله يسقط أرضا ويسقط منه مسدسه بجانبه، ولما حمله كانت زوجته الشرطية قد وصلت عبر المصعد إلى المرأب، مما جعلهم، حسب روايته، يواصلون استفزازه، حيث إن صهره تحداه أن يستطيع استعمال سلاحه الناري، ويقول بوعياد إن النقطة التي أفاضت الكأس، وجعلته يفقد التحكم في أعصابه ويدخل في حالة هستيرية، هي تلفظ صهرته بعبارة : “تزوج دابا بأمك آشماتا”.

هنا انقلبت الأمور إلى المحظور، ولما تقدم صهر بوعياد نحوه لانتزاع سلاحه منه، خرجت الرصاصات القاتلة التي وقعت بالدم على جريمة استثنائية لأسباب واهية عموما، ولكنها أحوال الطبيعة البشرية!
“أمسكت بيد أمي.. وأخبرتها أن القصة قد انتهت”، هكذا قال بوعياد، حسب مصادرنا، بعد توجيه طلقات نارية صوب ثلاثة أشخاص كانوا قبل ثوانٍ يعتبرون من عائلته الصغيرة. إنه بركان الغضب عندما ينفجر داخل الإنسان فيدمر كل شيء.

والبركان الذي تفجر داخل بوعياد كان أقوى مما نتصور، بحيث إنه لم يكتف بالخراطيش العشرة التي تشكل حمولة مسدسه من نوع بيريطا والتي أردت زوجته وصهريه قتلى، ولكنه أعاد شحن مسدسه وأعاد توجيه طلقاته النارية إلى الضحايا وكأن هناك شحنة خارقة داخل كيانه لم تتحرر إلا بعد أن أمعن في قتل من كان قد قتل.

محمد بوعياد البالغ من العمر 37 سنة ترعرع وسط أسرة فقيرة بسيدي يحيى الغرب، وبعد البكالوريا التحق بالكلية ليدرس سنتين بشعبة الفيزياء والكيمياء، إلا أنه انقطع عن الدراسة ليكون قدره بعد ذلك هو الالتحاق بسلك الشرطة.

بعد وفاة والده، أصبح المعيل الوحيد لأسرته، واقترن سنة 2010 بزوجته الهالكة الشرطية وقررا اقتناء شقة بالقنطرة بالمشاركة، وكانت أولى بذور الشقاق بين الزوجين اللذين رزقا بابنين هي استقرار والدة بوعياد مع أسرته في الشقة التي ستخرج منها طلقات الموت الأسود.

صعد محمد بوعياد إلى شقته مع أمه، حيث كانا ابنيه حمزة وأمينة بالداخل، وعمرهما على التوالي سنة ونصف وثلاثة سنوات، وأحكم إغلاق الباب، وبدأ يفكر في مخرج واحد لهذه الكارثة السوداء، وهو الانتحار، ولكن جاذبية الحياة القوية انتصرت في أجواء الموت، وحسب مصادر التحقيق، فإن الأمر تطلب ثلاث ساعات من الحوار بين ضباط الشرطة والمتهم من خلف باب الشقة المحكم الإغلاق، ليسلم بوعياد نفسه إلى حيث ستقول العدالة كلمتها، إذ ستنطلق فصول المحاكمة في شهر مارس.