هناك أمر لا بد لبنكران أن يسحبه من كل كلماته، و هو يتعلق باعتقاد خاطئ عنده مفاده أن حكومته أنقدت المغرب من الربيع العربي. هذا احتقار لبلدنا و لملكنا العزيز و للمؤسسات الأمنية بكل مكوناتها. فلا حكومة بنكران و لا سواها حال دون الربيع العربي بالمغرب، الأمر الوحيد الذي حال دون ذلك هو جلالة الملك محمد السادس حفظه الله. فبفضله و بمحبة شعبه له، و إيمان المغاربة جميعا بحرص جلالته على مصالح الشعب المغربي، أنعم المغرب بالإستقرار.
ثم إن الثورة لو حصلت في المغرب، فلن تكون ضد الملك أبدا، بل ضد الحكومات و الأحزاب. فمشكل المغاربة إلى اليوم ليس مع المؤسسة الملكية بل مع الحكومات و الأحزاب بما في ذلك حكومة بنكران لأن المغاربة لن يصبروا على الظلم و لا على الفقر، و إن الصبح لناظره لقريب و إن التغيير لآت و لا بد من أخذ الدروس و العبر.
أود أن أسأل السيد رئيس الحكومة عن الفرق بين الفقر و الظلم؟…..أليس الأول نتيجة للثاني؟؟؟ إن رفع الظلم عن الشعب يبدأ بسن سياسة تعليمية و صحية جيدة و عدالة نزيهة مع استقلالية القضاء و توفير الشغل للعاطلين و تفعيل الفصل 19 من الدستور و بناء مؤسسات ديموقراطية حقيقية و إقرار المساواة بين الناس على أساس جعل القانون كالموت لا يستثني أحدا…و…ووو
الفقراء وحدهم من يعاني من هذه الإختلالات، أما أن يجعل السيد بنكران الظلم مذموما و الفقر ممدوحا و هما في الحقيقة على درجة واحدة من حيث أثرهما السيء على الفرد و الجماعة…..لا أعتقد أن أحدا سيقتنع بهذا إلا إذا لم يعان من هول الفقر و الحاجة و أود من السيد بنكران و من رؤساء الأحزاب جميعا أن لا يستخفوا بعقول الناس أملا في أصواتهم الإنتخابية….
نعم، الفقر سنة الله في كونه و موجود منذ الأزل و في كثير من دول العالم و بنسب متفاوتة، لكن هناك فرق واضح بين الفقر و التفقير و هذا هو أكبر ظلم على وجه الأرض ما دامت خيرات المغاربة تستفيد منها بعض العائلات التي جمعت الأخضر و اليابس و تركت عموم الشعب المغربي يعيش في الفقر حتى لا أقول الجوع.
عشور دويسي