بقلم الأستاذة آمال السقاط الضخامة
دال ,وميم,وواو, وعين انها الدموع .,ننفر منها احيانا,نحتاجها احيانا اخرى.الدموع يا لها من كلمة كثيرا ما تجدني اتساءل عن سر الدموع ,اجل عن سر هذا الدمع وعن سر هذه القطرة الالماسية الرائغة ,ما هي نقطة الاحساس فيها التي تجعل الانسان يذوب وتترقرق عيونه بالدموع عند مشاهدتها في عين طفل او امراة او رجل …يجعل قلبه و روحه ينجذب اليها بقوة. حاولت الابحار والغوص بعمق باحثة عن معاني حروفها وبعض ايحاءاتها فوجدت الدال دلالة صرخة مدوية من العمق ,و دراية فبوح وكشف عن امر مخفي في الكنه والوجدان يستنجد برب الحق. والميم منبع طهر ,ومنهل ري لمتعطش متشوق تواق للحق ,والعيش في هذه الحياة بكرامة كما ارادها له الرحمان رب الخلق. الواو اه من الواو فهي تارة وجع ,واخرى وعظ , وثالثة ولع ورابعة ومد. اما العين فهي عين الصواب عيش وعز بفكر ووعي و هدف واستبصار وعمق. حولت ان استجمع لمام هذه الحروف شملا ويمينا فوجدت دلالات كلماتها تسقي روحك فتنعشها وتطهر نفسك فتهذبها وتزكيها ثم تزودها بنور الحكمة والرضا والخضوع والخشوع فتقربك الى الخالق عز وجل فيتحول الوجع الى ولع والالم الى امل والضعف الى قوة والوحدة والوحشة الى تباث وانس واطمئنان. من قال ان الدموع نقمة ,فلولا الشتاء لما ابتهج الربيع.اجل ان الدموع نعمة من الخالق عز وجل يتسم بها اصحاب القلوب الطاهرة فهي نافذة للمشاعر والاحاسيس ومراتها.قد يظن البعض انها ضعف ولكني اراها قوة مقنعة على انسانية الانسان هذا الاحساس النبيل الذي افتقر ت اليه الغالبية العظمى من انسان هذا العصر هذا الاخير الذي فرط في في تلك القيم الكريمة والمبادئ الرحيمة جاهلا او متجاهلاعواقب غيابها او تغييبها. هذا الانسان الذي لم يعد يحمل من الكلمة _ربما_ الا الاسم حيث تعصر حتى انعصرالقلب حسرة وغبنا فبكت العيون واردفت دما بدل الدموع ,اه من تلك الدموع التي نهدرها من شدة الالم ,والظلم ,والقهر.,ولكن ان كانت في عيون المظلومين دموعا او مجرد ماء فهي عند الله صواعق يضرب بها الظالم. وامتثالا لقانون الطبيعة وناموسها العظيم المتميز بالاختلاف والتنوع فان الدموع ايضا قد خضعت لهذا الاختلاف وذاك التنوع فهناك اذن الدموع العظيمة وهي دموع الانتصار ,الدموع البريئة وهي دموع الطفال الدموع المؤثرة هي دموع التوبة.الدموع الرقيقة وهي دموع المراة ,الدموع الحزينة وهي دموع العزاء,الدموع السعيدة وهي دموع النجاح ,الدموع القاسية وهي دموع الالم ,الدموع المعبرة وهي دموع الندم ,الدموع المخادعة وهي دموع التماسيح ,واروع الدمع ذاك الناتج عن عين بكت من خشية الله,اللهم اجعلنا من الذين اذا ذكروك في خلواتهم فاضت اعينهم من خشية الله وجلاله وعظمته,ورحمته,ورافته بالعباد. ففي لحظة تعبد وخشوع نظرت الى السماء الواسعة الشاسعة المبدعة الرائعة فبدات تنزل شابيب رحمته الربانية الرؤوفة بالعباد فسقت روحي كما تسقي الارض رحمة ورافة لتخصب وتخضر وتزهر وتثمر فياتي الربيع بعذوبته بنسماته برقته ورونقه وجماله وشاعريته وابداعه وجاذبيته وتلك سنة الحياة .,ماضاقت الا لتفرج باذن الله الى ما هو افضل واجمل لا جدال اذن ان الدموع لغة ابلاغية بلاغية قد تعجز الاف الالسنة عن البوح عن مكنون النفس وقتها وتكفي دمعة واحدة لتعبر بالدموع عما عجزت التعبير عنه بالكلمات ,هيهات هيهات يفهمها او يقدرها كل البشر ,بل لن يدرك معناها ويستوعب مغزاها,ويحس عمقها وكنهها الا الانسان ,اجل الانسان الذي كرمه الله بالعقل واللب والاحساس والبيان,الدمعة يا سادة صرخة قد لا يسمعها الاخرون ولكن يسمعها الله وهو حسبي ونعم الوكيل واليه افوض امري ان الله بصير بالعباد.